المغرب يقدم وصفته لمكافحة الإرهاب بهدف إضعاف "داعش" في إفريقيا

16 فبراير 2018 - 07:02

بالتزامن مع انعقاد مؤتمر في روما، أمس، لوزراء دفاع 14 دولة لبحث مصير المعتقلين من تنظيم داعش في سوريا، افتتح في اليوم نفسه في الكويت مؤتمر وزراء خارجية التحالف الدولي ضد “داعش”، بحضور74 دولة منها المغرب، الذي مثله وزير الخارجية ناصر بوريطة.

في روما هناك قضية شائكة مطروحة على جدول الأعمال وهي كيفية التعامل مع المئات من معتقلي داعش في سجون القوات الموالية للتحالف، منهم مغاربة. وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، لا ترغب في إبقاء هؤلاء المعتقلين في سوريا، وتريد إقناع الدول التي يحملون جنسيتها باسترجاعهم، وقالت كاثي ويلبارغر، مسؤولة ملف الأمن الدولي بالبنتاغون، للصحافيين المرافقين لوزير الدفاع الأمريكي إلى روما جيم ماتيس: “نحن نعمل مع التحالف بشأن مسألة المقاتلين الأجانب المعتقلين، ونتوقع أن يعود هؤلاء إلى بلدانهم”.

لكن بخصوص قياداتهم، فإنها ترغب في نقلهم إلى غوانتنامو. أمريكا لا ترغب في الإبقاء على المعتقلين داخل سوريا، لأن الوضع غير مستقر لضمان عدم تمكنهم من حمل السلاح مرة أخرى، ولأنّ مراكز الاحتجاز التابعة لقوات سوريا الديمقراطية الموالية لأمريكا تكاد تصبح مكتظة.

وتم الكشف عن أعداد المعتقلين في سوريا، خاصة القادمين من دول أوروبية، وأفادت مصادر أن عددا منهم من أصول مغربية، فمن فرنسا هناك 950 معتقلا، ومن بلجيكا 650، وبريطانيا 500، وألمانيا 570، والنرويج 140، والسويد 300، وإيطاليا 90 والبوسنة 380، وغيرهم..

أما في الكويت، فإن الاجتماع الوزاري المغلق للتحالف الدولي ضد “تنظيم الدولة الاسلامية”، “داعش”، بحضور 74 عضوا من الدول والمنظمات الدولية، انعقد في إطار مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، وذلك لمناقشة موضوع “ما بعد داعش”.

ويتضمن الاجتماع جلستين: الأولى لمناقشة آخر تطورات تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، فيما تناقش الجلسة الثانية مكافحة الإرهاب في مناطق العالم عامة ومتابعة جهود التحالف في محاربة التنظيم المتطرف خاصة. الهاجس الأساسي للمؤتمر هو مناقشة مرحلة ما بعد “داعش”، فبعد التخلص من مقاتليه، في سوريا والعراق، فإن عددا منهم بدؤوا يعودون إلى بلدانهم أو إلى بلدان أخرى، فضلا عن مشكلة التعامل مع المعتقلين في سوريا.

وقال الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي ووزير الخارجية، إن بلاده تأمل في وضع “آلية واستراتيجية قابلة للتطبيق” على أرض الواقع “للحماية من آفة الإرهاب والتطرف”، مشددا على ضرورة استمرار التحالف الدولي بعد هزيمة “داعش”، مضيفا أنه “كما انتصرنا في زمن الحرب، علينا أن ننتصر في زمن السلم”، داعيا إلى استمرار “تنسيق الجهود وتطوير استراتيجية مكافحة الارهاب”، وداعيا الحكومة العراقية إلى الملاحقة القانونية للمتورطين في الإرهاب وتطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن المقاتلين الأجانب.

أما وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، فركز في افتتاح المؤتمر على النتائج التي حققها التحالف بعد ثلاث سنوات ونصف من الحرب، حيث تم تحرير98 في المائة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة “داعش”، وبالتالي تحرير حوالي 5 ملايين عراقي، لكنه شدد على أن “نجاح العمليات القتالية لا يعني أن “داعش” لم تعد تشكل خطرا”. “داعش”، يقول المسؤول الأمريكي يمكن أن تعود إذا لم يتم ضمان استقرار المناطق المحررة، بإعادة الحياة إلى طبيعتها وبناء ما تم تدميره، من مستشفيات ومدارس وخدمات وماء وكهرباء. وهذا يتطلب تمويلات، يقول المسؤول الأمريكي.

وتشكل التحالف الدولي ضد “داعش” في 11 شتنبر 2014 من 74 دولة التزمت بالوقوف أمام “داعش” على جميع الجبهات، والعمل على هدم شبكاته والوقوف أمام طموحاته بالتوسع. وقاد التحالف حملة عسكرية في كُل من العراق وسوريا، وعمل على تنسيق الجهود لمنع تدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود، وإعادة الخدمات العامة الأساسية للمناطق المحررة من قبضة “داعش” وإضعاف نشاطه في الفضاء الإلكتروني والإعلامي.

ويعتبر المغرب معنيا بالحرب على “داعش”، إذ منذ 2002، فكك 174 خلية إرهابية، 60 منها مرتبطة بالمنطقة السورية-العراقية، وأجهض أزيد من 352 مخططا يستهدف المساس بأمن المملكة، حسب عبدالحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية. وتم إحصاء حوالي 1664 مقاتلا مغربيا في بؤر النزاعات، منهم 929 منهم ينشطون في صفوف “داعش”، و100 ضمن تنظيم “شام الأندلس”، و50 بتنظيم “جبهة فتح الشام- تنظيم النصرة”، فيما يتوزع الباقي على عدد من التنظيمات بالمنطقة.

وفيما عاد 221 مقاتلا إلى المغرب، لقي 596 مصرعهم خلال المعارك الدائرة بمناطق النزاع، كما تم رصد وجود 285 امرأة التحقن بعائلاتهن بمناطق النزاع، و378 طفلا، عاد 15 فقط منهم إلى المغرب، حسب السلطات المغربية. ومع انطلاق العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد “داعش”، سجل انخفاض في عدد المجندين للتوجه إلى الجبهة السورية والعراقية، كما تم تفكيك عدد من الخلايا.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي