بعدما توجه المغرب نحو "إيكواس".. بوتفليقة يتذكر "جثة" اتحاد المغرب العربي

20 فبراير 2018 - 06:02

في الوقت الذي اختار المغرب التوجه إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، وجه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رسالة إلى الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى 29 لإنشاء اتحاد المغرب العربي، دعا فيها إلى تقييم مسيرة الاتحاد، بهدف تنشيط هياكله من جديد للذود عن المصالح المشتركة لأعضائه.

وفيما يشبه الرغبة في دفع تهمة قتل الاتحاد الذي تأسس بمراكش سنة 1989، قال بوتفليقة في نفس الرسالة التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية، إن بلاده « متمسكة باتحاد المغرب العربي، باعتباره خيارا استراتيجيا ومطلبا شعبيا »، مؤكدا أنها « حريصة على النهوض بمؤسساته وتنشيط هياكله بما يمكن دولنا من الذود عن مصالحها المشتركة ومواجهة التحديات المتنامية ».

يأتي ذلك في الوقت الذي اختار المغرب بعد إعلان عودته إلى الاتحاد الإفريقي في يناير 2017، الانضمام إلى منظمة « الإيكواس »، وهي الخطوة نفسها التي اختارتها دول مغاربية أخرى على رأسها موريتانيا وتونس اللتان حصلتا على صفة عضو مراقب في المنظمة منذ يونيو الماضي.

فؤاد فرحاوي، أستاذ باحث في العلاقات الدولية، قال لـ »أخبار اليوم » إن رسالة الرئيس الجزائري بوتفليقة تسعى إلى تحقيق هدفين: أولا دفع « التهمة الأخلاقية » عن الجزائر باعتبارها مسؤولا رئيسيا عن موت اتحاد المغرب العربي، وثانيا محاولة متأخرة جدا للبحث عن صيغة إطار إقليمي للتدخل في ليبيا المجاورة للجزائر من ناحية الشرق، والتي تعيش حالة تفكك قد تكون لها آثار سلبية على استقرار الشرق الجزائري.

وقال فرحاوي إن « اتحاد المغرب العربي انتهى عمليا، مثلما انتهت منظومة العمل العربي المشترك، جرّاء الوضع في اليمن وسوريا والعراق، ما يجعل الأفق على هذا المستوى سيئا ».
وكان اتحاد المغرب العربي قد تأسس سنة 1989 في مراكش بمشاركة رؤساء الدول المغاربية الخمس، لكنه توقف عن العمل على إثر تداعيات الهجوم على فندق « أطلس آسني » في مراكش سنة 1994 من قبل أشخاص بعضهم يحمل الجنسية الجزائرية، ما دفع المغرب إلى فرض التأشيرة على المواطنين الجزائريين وردّت الحكومة الجزائرية على نفس الإجراء بغلق الحدود، وهي التطورات التي أدت إلى تجميد مؤسسات الاتحاد بعد ذلك.
وكان الملك محمد السادس قد ناشد الرئيس الجزائري في رسائل متكررة خلال السنوات القليلة الماضية من أجل فتح الحدود، وإعادة بعث الحياة ف

ي هياكل اتحاد المغرب العربي دون أن يتلقى إجابة صريحة، ليلعن المغرب على إثر ذلك قرار عودته إلى الاتحاد الإفريقي في يناير من السنة الماضية، وهو القرار الذي أعقبه قرار آخر يتمثل في تقديم طلب رسمي للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي تضم في عضويتها 15 دولة إفريقية، ويطمح المغرب إلى أن يكون العضو رقم 16.

واعتبر خالد الشكراوي، أستاذ باحث بمعهد الدراسات الإفريقية، أن الجزائر نفسها التي تدعو إلى إحياء اتحاد المغرب العربي، « تتفاوض سرّا من أجل الانضمام إلى منظمة الإيكواس »، مؤكدا « أظن أنها ستلاحق المغرب أينما ذهب، لأنها بحاجة دائمة إلى العدو الضروري ».

واستغرب الشكراوي كيف أنه « في الوقت الذي يخطب بوتفليقة ود الملك محمد السادس من أجل إحياء هياكل اتحاد ميت، اتهم أمين عام جبهة التحرير الوطني التي تمثل الحزب الحاكم، جمال ولد عباس، خلال نفس اليوم، المغرب باتهامات لا أساس لها ».

وأضاف الشكراوي أن « الاتحاد المغاربي كان فكرة ممتازة، لكن الحسابات السياسية قتلته »، خصوصا وأن « الجزائر لا يمكنها أن تعيش بدون عدو ضروري، وقد وجدته في المغرب، لأنه بواسطته تضمن استقرار النظام، وامتصاص الاحتقان الداخلي ».

ويرى محللون أن الجزائر في الوقت الذي اعتقدت أنها بغلق الحدود مع المغرب تشكل حاجزا بينه وبين الامتداد نحو الشرق، وأنها من خلال الإبقاء على مشكل الصحراء تطوق قدرته على الحركة جنوبا نحو إفريقيا، تفاجأت بكسره لتلك القيود بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي، ثم إعلانه عن رغبته الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وهي خطوات إن نجحت قد تعيد الحيوية إلى عمقه الصحراوي الإفريقي في اتصال مع علاقات الشراكة المتقدمة نحو الشمال مع الاتحاد الأوربي، الوضع الذي قد يفرض على الجزائر تغيير مناوراتها مستقبلا.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Mmed منذ 6 سنوات

كما جرت العاده لدى دولة الكراكيز عقدة قنات النظام برنامج داءرت الضلام لتنوير رسالة فخامته لمن لا يرا فعوعوه المشاركون لتمجيد و تءليه الرسلة كما كنا نتابع التاليه الكدافي لدى الليبيين طبعا رساله فخامته دات ابعاد تمويهية التشبت بالاتحتاد ولاكن باستمرت ار غلق الحدود والعداء للمغرب

التالي