الكتاني يكشف قصته مع المدرب فاريا- الحلقة الأخيرة

10 أغسطس 2018 - 07:33

يكشف إدريس الكتاني، السفير والمستشار الاقتصادي بالبرازيل في أوائل الثمانينات، أول مرة لـ«أخبار اليوم»، تفاصيل مثيرة عن قصة تكليفه من لدن الحسن الثاني بالبحث عن مدرب برازيلي للمنتخب المغربي لكرة القدم، وما رافق ذلك من تعقيدات.

 إذن، السيد فاريا هو من اقترح تدريب المنتخب الوطني؟

‏‎- نعم، في البداية لم أصدق ما سمعته، وطلبت من السيد فييرا أن يتأكد من كلام السيد فاريا. تغيرت إذن كل المعطيات. أتى لتدريب فريق الجيش ورفض البقاء، وها هو يشترط تدريب الفريق الوطني للبقاء. أوصلته إلى الفندق، وذهبت للقاء الوزير السملالي الاثنين الموالي لأخبره بما حدث، واقترحت أن يدرب السيد فاريا فريق الجيش الملكي، وأن يشرف أيضا على فريقنا الوطني مادام السيد فالانتي قد غادر نهائيا، ليتبين أن هذا الحل ملائم حتى للسيد السملالي وللجامعة لأنه يوفر مدربا بديلا للفريق الوطني، وبالتالي، يغطي على «هروب» السيد فالانتي كما سبق ذكره. قلت إنه في هذه الحالة سيكون عقد السيد فاريا مع الفريق الوطني ومع فريق الجيش الملكي معا، فوافق السيد الوزير دون تردد، على أن يتعهد السيد فاريا بموجب عقد بالبقاء في المغرب أربع سنوات بهدف تأهيل فريقنا الوطني لنهائيات كأس العالم بمكسيكو سنة 1986، وهكذا وقع العقد وتركته وعدت إلى البرازيل. ومنذ أن تركته في المغرب لم أره مرة أخرى، إلى أن علمت بوفاته سنة 2013، رحمه الله.

‏‎الجيل الحالي يتذكر ما أنجزه هنري ميشال مع المنتخب المغربي في كأس العالم سنة 1998، وحاليا مع رونار في نهائيات روسيا، لكن القليل من هذا الجيل من يعرف ما حققه المرحوم المهدي فاريا مع منتخبنا الوطني. فهل يمكن أن تلخص أهم إنجازات هذا المدرب البرازيلي المرموق؟

‏ما حققه المرحوم فاريا مع فريقنا الوطني في نهائيات كأس العالم بمكسيكو سنة 1986 غير مسبوق، حيث مر إلى الدور الثاني وترأس مجموعته المتكونة من إنجلترا وبولونيا والبرتغال، وفاز على فريق البرتغال بـ3-1 بعدما تعادل مع بولونيا وإنجلترا. ولم يخسر منتخبنا في الدور الثاني ضد ألمانيا الغربية إلا في الدقائق الأخيرة من المباراة، ومن ضربة ثابتة نتيجة خطأ في تموقع الجدار، والفريق الألماني هو من فاز بكأس العالم في تلك النهائيات.

‏‎لا أعتقد أن هناك فريقا عربيا أو إفريقيا أو أسيويا سيكون بإمكانه ترؤس مجموعته في نهائيات كأس العالم على المدى البعيد، كما أنجز ذلك فريقنا الوطني مع المرحوم فاريا منذ أكثر من ثلاثة عقود. المهدي فاريا الذي استطاع أن يحقق هذا الإنجاز غير المسبوق كان يسيِّر في الوقت نفسه فريق الجيش الملكي، الذي فاز معه لأول مرة ببطولة إفريقيا للأندية سنة 1985، بعدما حقق معه البطولة الوطنية سنتي 1986 و1988 وكأس العرش ثلاث مرات متتالية، فهل هناك مدرب لكرة القدم استطاع أن يرقى إلى مستوى هذه النتائج في تاريخ كرة القدم المغربية؟

‏‎ماذا يمكنك أن تقول في ختام هذا الحديث؟

‏‎أقول إن على الجامعة الملكية أن تعتني بعائلة المرحوم فاريا. لقد علمت أخيرا أنه كان يعيش في السنين الأخيرة قبل وفاته سنة 2013 في ظروف مزرية من معاشه الذي كان يتوصل به من إحدى الشركات البرازيلية، فهل يعقل أن تكون عائلته المغربية اليوم في خصاص، وأن يكون ابنه عاطلا عن العمل؟ أهكذا يجازى الأوفياء لهذا البلد؟ لنتصور كل تلك العروض التي انهالت عليه من عدة دول بعد إنجازاته غير المسبوقة في نهائيات مكسيكو 1986، لكنه فضل البقاء في بلده الثاني المغرب الذي أصبح يحمل جنسيته.

‏‎صحيح أن المرحوم فريا لم يكن يهتم بالجانب المادي، كما أوضحت ذلك سابقا، وأن الحسن الثاني سبق أن سأل عن أحواله سنة قبل وفاته، وأعطى تعليماته -رحمه الله- للاعتناء به، لكن أين هي النتيجة؟

‏‎طبعا هناك الكثير من المعطيات والملاحظات التي لم أقدمها في هذا السرد للأحداث، إما لأنها لم ترد في سياق الحديث، وإما نتيجة نسيان بعض التفاصيل التي لم أستحضرها في أجوبتي عن أحداث وقعت منذ أزيد من ست وثلاثين سنة. ومعذرة كذلك إذا كانت بعض المعطيات غير دقيقة أو وردت في غير سياقها، وأنا مستعد لتسجيل أي ملاحظة ممن عاشوا تلك الفترة أو من لديهم أسئلة إضافية، حيث أتعهد بالجواب عنها قدر المستطاع عبر بريدي الخاص [email protected].

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي