على الرغم من الإجراءات الحكومية، التي سبق لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، محمد التوفيق، أن عرضها داخل البرلمان، لتفادي احتجاجات الحجاج في الموسم الحالي، إلا أن مجموعة من المقبلين على الحج عن طريق « المجاملة »، قرروا، اليوم الخميس، خوض اعتصام داخل مقر وكالة أسفار سعودية في الرباط، بعدما تأخرت هذه الأخيرة في تحديد موعد سفرهم.
مصادر مطلعة قالت إن العشرات من المقبلين على الحج قدموا من مدن مختلفة إلى مقر وكالة أسفار « إليا تور » في حي الرياض في الرباط، للاحتجاج على فشلها في تدبير سفرهم، علما أن يوم التروية، هو يوم الأحد المقبل، والوقوف في عرفة، الذي هو ركن من أركان الحج يبطل حج من لم يقم به، هو يوم الاثنين المقبل، ما شكل ضغطا نفسيا قويا على الحجاج في ظل غياب الوضوح حول مواعيد سفرهم.
وكانت السفارة السعودية قد فرضت على المستفيدين من « المجاملة » هذه السنة، الذين يتجاوز عددهم ألفي شخص، أن يتعاملوا مع وكالتين سعوديتين، هما وكالة « إليا تور »، ووكالة « الأوائل »، وأن يسافروا عبر الخطوط الجوية السعودية، وإلا سيحرمون من تلك « المجاملة »، وهو ما يخالف قانون المنافسة المغربي، حيث حرم هؤلاء الحجاج من حق اختيار الوكالة، التي يرغبون فيها، وشركة الطيران التي يفضلونها.
وفوجئ زبائن الوكالة السعودية، أمس الأربعاء، بغياب المعطيات المتعلقة بهم في حواسيب الموظفين، الذين يعملون في مكاتبها، واضطروا إلى تسجيل أنفسهم من جديد، في أجواء من القلق، والخوف، والاضطراب، إذ دخل كثيرون في مشادات كلامية مع مسؤولين، فيما اختار رئيس الوكالة السعودي الابتعاد عن الأنظار.
ومن بين أخطر ما اكتشفه « حجاج المجاملة » أن السفارة السعودية لم تضع رهن إشارة الوكالتين طائرات خاصة، بل تكمل بهم النقص في رحلات طائرات الخطوط السعودية، ما يجعلهما رهينتي تلك الوضعية، إذ لا تستطيعان معرفة مواعيد سفر الحجاج، ولا تشكيل الأفواج، وسط خوف المسافرين المعنيين بهذه الوضعية من حرمانهم من الحج هذا الموسم.