10 سنوات سجنا لمغربي 
ألحق به أسرته بسوريا

18 سبتمبر 2018 - 08:29

حكمت محكمة الدرجة الأولى المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب يوم الخميس 13 شتنبر 2018 بـ 10 سنوات سجنا نافذا في حق رجل طاعن في السن، اختار الالتحاق بصفوف «حركة شام الإسلام» في سوريا كمحطة أولى، التي أسسها المغربي إبراهيم بن شقرون، أحد المرحلين من سجن غوانتانامو إلى المغرب، حيث حكم وهاجر المغرب إلى سوريا قبل أن يقتل 
هناك في ساحة المعركة.

كان المتهم، المزداد عام 1943، يبدو متعبا عند مثوله في قفص الاتهام أمام هيئة الحكم، بلحيته الطويلة والشديدة البياض، حيث لم يقو على مواكبة أطوار المحاكمة، مما جعل رئيس الجلسة يأذن له بالجلوس، والذي كان يواجه أحيانا بأسئلة لا تعكس تصريحاته المدلى بها أمام الشرطة القضائية.

وأكد الظنين أمام الهيئة القضائية أنه ذهب إلى سوريا للبحث عن ابنه وأعجب بالمقام هناك واستقدم زوجته وابنيه، حيث زوج البنت لشخص لكنه فقدها بدعوى أنها انتحرت، وهي رواية لم يتقبلها من الزوج، مضيفا أنه تعرض للقصف وأصيب بجروح، وأنه كُلف مرغما على تصوير شريط دعائي لتنظيم «داعش»، وحمل سلاحا، لكنه لم يخضع لأي تدريب شبه عسكري أو دورة شرعية… مبديا ندمه. وكان الملقب بأبي الطيب/«أبي الدعاء»، قد تعرف على أمير «حركة شام الإسلام» أثناء قضائهما عقوبة سجنية في قضية إرهابية بالسجن المحلي 2 في سلا، منذ سنوات، باعتبار أن «أبي الطيب» كان ينتمي في بداية عهد حياته إلى اليسار «إلى الأمام» و«23 مارس»، مرورا ببعض الأحزاب السياسية والنقابات، ثم «جماعة الدعوة والتبليغ»، و«الشبيبة الإسلامية» و«التبيين»، و«حركة المجاهدين بالمغرب»، لينتهي به المطاف عام 2000 إلى الانخراط في التيار السلفي الجهادي، حيث انضم إلى خلية الفرنسي روبير أنطوان التي فككها الأمن المغربي سنة 2003، والتي كانت قد كفَّرت كل التيارات الدينية المخالفة لما سمته «تيار أهل السنة والجماعة»، كما كفَّرت النظام السياسي بالمغرب ونعتته بالطاغوت، ودعت إلى إعلان الجهاد. بعد قضاء المتابع عقوبة حبسية بين سنة 2004 – 2006 على خلفية تورطه في قضية إرهابية، توارى عن الأنظار إلى غاية 2011 ليتفاعل مع أحداث الثورة في سوريا عبر الأنترنيت، مما ولد لديه الرغبة في الالتحاق بسوريا… وهكذا استقل المتهم رفقة آخرين الطائرة في اتجاه اسطنبول بتاريخ 2013/12/15، وربط الاتصال بمغربي يسمى الشعرا، الذي سهل له عملية الدخول إلى الأراضي السورية، حيث التحق بأحد المضافات بمنطقة «ربيعة».

ولم يخضع المعني بالأمر لتداريب شبه عسكرية نظرا لكبر سنه، لكنه تسلم سلاحا من نوع «كلاشنكوف» و4 خزنات به 126 خرطوشة وكذا مسدسا من عيار 9 ملم، إلا أنه قام بتصوير شريطين، الأول دعائي لفائدة تنظيم «داعش» تحت عنوان: «انفروا ثقالا وخفافا» ثم بثه على شبكة الأنترنيت، والثاني لعملية قطع رؤوس أشخاص تابعين للجيش النظامي السوري… والتحق بالمتهم ابنه في شهر مارس 2014 وشارك في إحدى المعارك بالمنطقة السورية، العراقية، وتعرض لإصابة إثر انفجار عبوة والتي كانت سببا في قطع أحد أطرافه.. كما عمل المعني بالأمر بعد تحسن أوضاعه المادية على استقدام أم زوجته وابنته وابنه، في حين بقي ثلاثة آخرون بالمغرب رفقة جدتهم، والذين تم إدخالهم إلى سوريا، ليزوج في وقت لاحق ابنته بالمدعو « أبو عكرمة » بدون عقد زواج وبحضور قاضي شرعي وشاهدين، لكن بعد مرور 10 أشهر علم أن ابنته انتحرت بمنزل الزوجية، وهي الرواية التي لم يستسغها ودخل في نزاع قضائي مع هذا الأخير دون أن يُفضي ذلك إلى أي نتيجة لأنه يشك في ظروف وفاة ابنته…

وكانت الهيئة القضائية تتكون من الأساتذة: هشام الهيدوري: رئيسا، وسيف الدين رابو وعادلي: عضوين وميمون العمراوي: ممثلا للنيابة العامة، والجيلالي لهدايد: كاتبا للضبط.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي