الشيخ أحمد ياسين.. تصفية بطريقة رسمية

29 أكتوبر 2018 - 08:30

الاغتيال السياسي ظاهرة تاريخية مرتبطة بالمجتمعات البشرية، فهو قديم قدم السياسية. وكانت الجماعات السرية والعصابات والأقليات القومية، وفقا لباحثين، أول من استخدم الاغتيال وسيلة لتحقيق أغراضها، لأسباب ودوافع كثيرة متنوعة، منها القضاء على المنافسين للاستيلاء على السلطة في الدولة، أو استخدام سلطة الدولة للقضاء على التهديدات المتصورة للأمن من قبل جماعات معارضة، كما تستخدمه الجماعات المتمردة التي تسعى إلى تعزيز مواقفها ضد السلطة، وكذلك الحال بالنسبة إلى الإرهابيين الذين يؤمنون بدوافع فكرية، وبالتالي، فإن الأساليب والأسلحة والمبررات السياسية قد تتغير خلال المراحل التاريخية، لكن مبادئ الاغتيال السياسي هي ذاتها على الدوام.

«لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب إسرائيل السلاح من أيدينا، بحجة أنه ينبغي ألا توجد قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا، وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث»، هذا ما قاله الشيخ أحمد ياسين بعد معايشته لما عرف بالنكبة العربية عام 1948، وكان عمره حينها لا يتجاوز 12 سنة.

في السادسة عشرة من عمره تعرض أحمد ياسين لحادثة قلبت موازين حياته، وأجبرته على ملازمة الكرسي المتحرك طوال حياته. ففي يوم من عام 1952، أصيب بكسر في فقرات العنق غداة لعبه مع أقرانه، ليتضح بعدها أنه لن يستطيع المشي مجددا.

وبالإضافة إلى الشلل، عانى أحمد ياسين فقدان البصر في عينه اليمنى بعد إصابته غداة التحقيق معه من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي.

في العشرين من عمره، شارك أحمد ياسين في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي على مصر عام 56، لتنكشف قدراته الخطابية والتنظيمية، وبدأ نجمه يلمع في سماء غزة، ما لفت انتباه المخابرات المصرية التي اعتقلته عام 65 في إطار حملة اعتقالات استهدفت عددا من نشطاء جماعة الإخوان المسلمين، قبل أن يجري الإفراج عنه بعد التأكد من عدم وجود صلة بينه وبين الإخوان في مصر.

وبعد سيطرة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، بما فيها غزة، بعد هزيمة 67، استمر أحمد ياسين في إثارة الحماس لدى المصلين والمقاومين من على منبر الخطابة في المساجد، ما أثار انزعاج سلطات الاحتلال، فاعتقلته عام 82 بتهمة تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، وأصدرت في حقه حكما لمدة 13 عاما، قبل أن تعدل عن الحكم في إطار عملية لتبادل الأسرى.

وفي عام 1987، اتفق أحمد ياسين مع عدد من معتنقي فكر الإخوان المسلمين في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال وتحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، لينال حينها لقب الأب الروحي للمقاومة الفلسطينية.

ومع تصاعد نشاط الحركة وقتل الجنود الإسرائيليين، عمد الاحتلال إلى اعتقاله في 18 ماي 1989، بمعية عدد من أعضاء المقاومة، وصدر في حقه حكم بالمؤبد بتهمة التحريض والاختطاف.

أفرج عن أحمد ياسين في إطار عملية للتبادل بين الأردن والاحتلال، في أعقاب محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، في عمان، وإلقاء القبض على اثنين من عملاء الموساد اللذين سلمتهما الأردن لإسرائيل مقابل الإفراج عن أحمد ياسين.

تعرض مؤسس حركة حماس لمحاولة اغتيال فاشلة سنة 2003 بعد استهدافه من قبل مروحيات إسرائيلية في غزة، في شقة كان يوجد فيها رفقة إسماعيل هنية، حيث أصيب بجروح، لكن الاحتلال سرعان ما أعاد الكرة مرة أخرى في 22 مارس سنة 2004، بعد إطلاق ثلاثة صواريخ استهدفت منزله أردته قتيلا، كما أصيب عدد من أفراد عائلته.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي