البنك الدولي: التعليم في محيط المغرب مصدر للإحباط وخيبة الأمل

15 نوفمبر 2018 - 20:00

في الوقت الذي يشكل فيه التعليم أداة رئيسية لتحقيق الرخاء والنمو الاجتماعي بالنسبة لشباب الدول المتقدمة، فهو لا يعدو أن يكون مدخلا للإحباط ولخيبة الأمل والانضمام إلى طوابير البطالة في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، هذا ما كشفه تقرير أخير للبنك الدولي حمل عنوان: « توقعات وتطلعات إطار جديد للتعليم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا »، وجاء فيه أن قطاع التعليم في هذه الدول لا يحقق المرجو منه برغم الاستثمارات الكبيرة فيه.

وورد في التقرير أن التعليم يشكل قطاعا حيويا لتحديد مسار التنمية في الدول وزيادة معدلات النمو ونشر الرخاء، بيد أنه « لا يحقق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما يحتويه من إمكانات ».

وأردف المصدر نفسه، أنه برغم الاستثمارات التي شهدها القطاع في هذه الدول، إلا أن الأخيرة لم تنجح في جني ثمار ومكاسب هذه الاستثمارات، سواء التعليمية منها أو الاجتماعية أو الاقتصادية، بغض النظر عن التركيبة الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية في الدول المعنية.

وجاء في التقرير أن الشباب في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، لا يتعلمون المهارات التي يحتاجون إليها للمنافسة في سوق الشغل، وهو ما يجد تفسيره في ارتفاع معدلات البطالة في صفوف هذه الفئة، مبرزا أن هذه الأعداد إهدار كبير لموارد رأس المال البشري، ومؤشر واضح على الانفصال بين الأنظمة التعليمية وأرباب العمل المحتملين.

وسجل التقرير أن المنطقة رغم تحقيقها زيادة كبيرة في معدلات الالتحاق بالدراسة، « إلا أن الاختبارات القياسية الدولية كشفت تخلف الطلبة في المنطقة البالغين من العمر15 عاما عن المتوسط العالمي بمقدار سنتين إلى أربع سنوات من الدراسة ».

ورصد التقرير عددا من المعيقات والتحديات التي تعيق العملية التعلمية في الدول المعنية، حددها في أربعة تحديات أساسية، هي تحدي الشهادات والمهارات، وتحدي الانضباط والاستعلام، وتحدي السيطرة والاستقلالية، ثم التقليد والحداثة.

ولحلحة هذه المشاكل والمعيقات، أكد تقرير البنك الدولي على ضرورة التركيز على السنوات الأولى للتعليم والصفوف الدراسية الأولى للطفل، « لبناء أسس التعلم، وهو ما يتطلب مدرسين أكفاء، واعتماد مناهج تربوية جديدة، وتحسين أساليب تقييم التعلم والوصول إلى كل الأطفال بصرف النظر عن نوع الجنس أو العرق أو الخلفية الاجتماعية »، فضلا عن الابتعاد عن الطرق التقليدية وانخراط جميع الأطراف في عملية الإصلاح.

وذكر التقرير أن التعليم هو مفتاح تحويل تطلعات وآمال الشباب في المنطقة إلى محرك للنمو، « وما يعتبر الآن مصدرا للإحباط وخيبة أمل لملايين الخريجين العاطلين، قد يصبح منطقا لابتكارات يمكنها إحداث تحول نحو الأفضل في اقتصاديات المنطقة ».

وقال خايمي سافيدرا، المدير الأول بقطاع الممارسات العالمية للتعليم بالبنك الدولي، غداة تقديم التقرير في العاصمة المصرية القاهرة، إن سنوات الدراسة المتراكمة لا تكفي، « إنما المهم هو مقدار ما يتعلمه الأطفال فعلا، وسوف تتضاءل قيمة الحصول على مؤهل أو شهادة إذا لم تصاحبه المهارات التي يحتاج إليها الشباب حتى يكونوا أكثر إنتاجية ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي