آيت ياسين: بوعشرين اعتقل وحوكم وسجن بسبب منبره لا غير

12 ديسمبر 2018 - 00:50

بعد مرور قرابة عشرة أشهر على مداهمة مقرّ جريدة “أخبار اليوم” واعتقال مديرها توفيق بوعشرين، والمحاكمات الجديدة التي جرى تحريكها بطلب من وزير الداخلية، والأحكام الأخيرة التي رفعت مجموع التعويضات المالية التي أدينت بها “أخبار اليوم” في ملفين اثنين فقط إلى 300 مليون سنتيم؛ ارتفعت أصوات إعلامية منددة باستهداف الجريدة والسعي إلى إعدامها عبر إثقال كاهلها بالغرامات المالية الكبيرة.

فبعد البيان الذي أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود، محذرة من مضي السلطات في “خنق” هذه الجريدة، خرج الصحافي المغربي، مراسل قناة الجزيرة يونس آيت ياسين، منددا بالأحكام الجديدة. الصحافي كتب تدوينة قال فيها إن “سلسلة الأحكام الجائرة التي تستهدف جريدة “أخبار اليوم” المحترمة غير مفاجئة وإن كانت حبلى بالدلالات”. وأضاف آيت ياسين أن أبرز تلك الدلالات أن “هناك من يضيق صدره بجريدة مهنية ومشاكسة في عالم اليوم الذي يحقق فيه فيديو واحد على يوتيوب يوميا من المشاهدات، ما لم تحصده الجريدة منذ صدورها باسمها الجديد”.

وأوضح الصحافي المغربي أن “المستفيد الأكبر مما يحدث- ويا لسخرية القدر- هو توفيق بوعشرين، هذه الهجمة المنسقة تضيف دليلا دامغا- لمن يحتاج إلى واحد- أن الرجل اعتقل وحوكم وسجن بسبب منبره لا غير. فهو الذي نجح في أن يبنى بمداد زملائه وتلامذته صرحا هو فعلا مفخرة للصحافة المغربية في وقت تنتعش فيه التفاهة وتزدهر”.

من جانبه، الإعلامي امحمد خيي كتب معلقا على المقالة الافتتاحية التي نشرت في عدد أمس من جريدة “أخبار اليوم”، إنه “متفق تماما مع قول يونس مسكين، “الملك، وبتعييناته الأخيرة، أشعل شموعا، لكن قد تطفئها الرياح، كما قد تنير الطريق إن هي وجدت أكفا تحفها”. وأضاف خيي أنه يتمنى أن تستمر تجربة “أخبار اليوم”، بوصفها “صحيفة لها مكانتها البارزة في ظل مشهد إعلامي تعددي ومتنوع، وأن يجد مديرها الجديد وطاقمه بدورهما أكفا عاقلة تحفهم من أجل الاستمرار”. وخلص خيي إلى أنه و”مهما كانت المواقف والتقديرات إزاء مؤسس الجريدة وقضيته، أكشاك المغرب الديمقراطي المنشود بحاجة، صباح كل يوم، إلى وجود “أخبار اليوم”، إلى جانب زميلاتها “المساء” و”الصباح” و”الأحداث المغربية”، وكذلك “العلم” 
و”الاتحاد الاشتراكي” و”بيان اليوم””.

صحافي قناة الجزيرة يونس آيت ياسين شدد من جانبه على أن “غياب أي تضامن واضح وجريء من الصحافيين المغاربة مع “أخبار اليوم” في ما تمر به من محن، سيبقى وصمة عار تلاحق كل متخاذل أو معتقد بأن دوران الأرض لا يشمل الزمان”. وخلص آيت ياسين إلى تجديد تضامنه “مع الزملاء في “أخبار اليوم”، الذين يعضون بنواجدهم على جمر المهنية، قدرتهم على إبقاء السفينة طافية بحد ذاته إنجاز يستحق الإشادة، واستمرارهم في الرسالة دليل نبل لن ينسى”.

وكان الزميل أحمد نجيم، مدير نشر موقع “كود” الإلكتروني، قد قال في حوار سابق مع “أخبار اليوم”، إنه ومع اقتراب نهاية سنة 2018، يتمنى أن تستمر جريدة “أخبار اليوم” في الوجود، مضيفا: “نعم يجب أن تبقى، ويجدر بكل من يؤمن بالحرية وبحقوق الإنسان وبالاختلاف وبحرية الصحافة أن يساهم في دعم هذه التجربة الرائعة”.

منظمة مراسلون بلا حدود سارعت نهاية الأسبوع الماضي إلى إصدار بيان نددت فيه بالأحكام الجديدة الصادرة ضد مؤسس جريدة “أخبار اليوم”. المنظمة نددت بشكل شبه فوري بالقرار القضائي الجديد الذي رفع قيمة التعويضات التي أدين بها بوعشرين في مواجهة كل من وزير الفلاحة عزيز أخنوش ووزير المالية المعزول محمد بوسعيد، من 45 مليون سنتيم، 25 لأخنوش و20 مليونا لبوسعيد، إلى 140 مليون سنتيم، 70 مليونا لكل منهما. 
المنظمة التي ترصد وضعية حرية الصحافة في العالم، قالت إنها تدين المضايقة القضائية التي بات ضحيتها توفيق بوعشرين، مضيفة أن “الغرامة التي أدين بها غير ملائمة وتكشف سعي السلطات المغربية إلى خنق جريدة “أخبار اليوم”، وإبقاء الضغط ممارسا على توفيق بوعشرين”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي