«170 كيلو» دون بيغ 
يخلق الجدل.. نعمان لحلو: المغاربة 
يستهلكون أي شيء تافه ثم ينتقدونـــه

26 ديسمبر 2018 - 22:01

في خضم ما شهدته هذه السنة من أحداث ووقائع وفيديوهات وفضائح هزت المجتمع تارة، وأثارت سخريته وانتقاداته تارة أخرى، أبى مغني الراب المغربي، توفيق حازب، المعروف بـ«دون بيغ»، إلا أن يختم هذه السنة بأغنية مثيرة للجدل، رفع فيها «أسهم الرداءة إلى الحد الأقصى»، حسب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

الأغنية المعنونة بـ«170 كيلو» تضمنت كلمات نابية وغير أخلاقية، أثارت سخط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، رغم احتلالها صدارة الفيديوهات الأكثر مشاهدة في المغرب حاليا، وتحقيقها أزيد من أربعة ملايين مشاهدة.

وفي تفسيره لمعادلة انتقاد الأغنية وارتفاع نسب مشاهدتها في الآن نفسه، قال الفنان المغربي، نعمان لحلو، إن المغاربة يستهلكون دائما أي شيء تافه ثم ينتقدونهّ، مضيفا: «أنا أتساءل :ما السبب وراء تحقيق مثل هذه الفيديوهات مشاهدات خيالية، وهو أمر لا أستوعبه حقا، ربما لأنني لا أتذوق هذا النوع من الفن، وربما هذا هو خطئي».

واعتبر صاحب الأغنية الأخيرة «زاكورة» أن الراب هو فن من فنون الشارع، «لكننا أخذناه وأدخلناه عالم التلفزيون، وهذا هو الإشكال»، معتبرا استعمال كلمات غير أخلاقية في الراب غير مبرر، وسيكون مبررا طالما كان مكانه في الشارع فقط.

من جانبه، دون الصحافي المغربي، سعيد بلفقير، على صفحته على الفايسبوك، مقالا عنونه بـ«فن الكيلو»، قائلا إن «الناس أذواق، والناس في ما يعشقون مذاهب.. الفن سوق؛ خذ ما اشتهيت وتجاهل ما عِفت، قد يكون هذا ردا على سؤال مفاده: ما هذا الويل؟ ما هذا الكبير بضآلته جاء يقصفنا بقبحه؟ يفتح قاموسا تفوح منه قذارة الزمن الذي وضعنا معا في جغرافيا واحدة».

وأضاف الصحافي المغربي قائلا: «صحيح أنه لا شيء ولا أحد يجبرني على أن أسمع فظاعاته، ولكن لا شيء ولا أحد يمنعني من اللجوء إلى جمعيات حماية المستهلك في زمن غياب النقابات الفنية التي تفهم في الفن قبل الخبز، مطالبا بحد أدنى من مفهوم الفن. لا شيء ولا أحد يستطيع إقناعي بأن هذه السادية فن، وأن كلام الحانات والدروب المظلمة والمواخير هي في الأصل شعر بثوب حداثة لعينة، ندندنها ونحن جلوس ونحن نيام ونحن موتى في وطن يصنع الصنم ويقول له كن، فيكون إلها جاثما بثقله على النفوس».

وجاء في تدوينة بلفقير كذلك: «كلمتان أقولهما دائما وعند كل واقعة أزداد يقينا بهما؛ هندسة القبح.

هكذا يصنعون القبح، هكذا يجعلونه يولد فينا فنراه جميلا، هكذا يحولون المسارح إلى مذابح، تساق إليها العجول وتدان فيها العقول، كذا يحولون الكلاب الضالة إلى حرس إمبراطوري يحرس الجيف للضباع، هكذا لن نستغرب غدا إن أدانوا العصافير لأن أصواتها باتت منكرة.

هكذا لن نستغرب إن حاكموا موتى الغيوان والمشاهب بتهمة الإخلال بالذوق العام، هكذا لن نستغرب إن رأيناك أيها الكبير غدا وزيرا».

من جهة أخرى، اعتبر قسم آخر من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الكلمات ليست سوى انعكاس للواقع وللكلام المتداول في الشوارع دون تجميل أو تحريف، وبالتالي، فطبيعي جدا، حسب هؤلاء، أن يكون الراب انعكاسا 
لما يعتمل في الشارع.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي