البوقرعي: بوعشرين كان يكتب ما يحلم به أي مواطن- حوار

01 يناير 2019 - 11:43

قال البرلماني خالد البوقرعي، إن بوعشرين كان يكتب ما يحلم به أي مواطن.

كيف تعرفت على توفيق بوعشرين؟

معرفتي بتوفيق بوعشرين كانت من خلال تفاعلي مع ما يكتبه، وقد يكون هو يعرفني أيضا باعتباري أحد المنتسبين لحزب العدالة والتنمية، خصوصا شبيبة الحزب. لقد كنت أتابع مقالات بوعشرين قبل أن يؤسس جريدة “أخبار اليوم”، ولم تكن تعجبني في بدايتها، لكن بعد تأسيس جريدته التقيته يوما ودار بيننا حديث قد يكون توفيق مازال يذكره، حيث قلت له: “لا أخفيك سرا أنني لم أكن معجبا بمقالاتك، ثم بعد ذلك، وللإنصاف، بدأت أجد أن مقالاتك رائعة”.

وبالفعل، فقد كانت مقالاته رائعة بغض النظر عن تفاصيل هل كان ضد حزب العدالة والتنمية أم معه، فهذا مشكل آخر. لأن المترصدين بالعدالة والتنمية يقولون إنه كان مع الحزب، فيما يعتبر آخرون أنه وقف ضد العدالة والتنمية، وبين هذين الرأيين ضاع بوعشرين، والحقيقة هي أن توفيق بوعشرين لم يكن مع حزب العدالة والتنمية، بل كان مع الديمقراطية، وإذا كان الحزب يطمح إلى الديمقراطية فالأكيد أن بوعشرين سيجد نفسه في خط واحد معه كما سيجد نفسه في نفس الخط مع كل الأحزاب المدافعة عن الديمقراطية، أينما تجلت وحطت الرحال، ومن المؤكد أيضا أن كل الديمقراطيين سيشعرون بأن بوعشرين يدعمهم، والعكس بالعكس. ولكي أعود إلى سؤالك، فقد تعرفت على توفيق في عدة لقاءات عندما كنت كاتبا وطنيا لشبيبة حزب العدالة والتنمية، وتوطدت العلاقة بينا..

كيف ترى تجربة بوعشرين الصحافية؟

بدون تردد، هي تجربة ناجحة، لا أخفيك سرا أننا في حزب العدالة والتنمية كنا دائما نناقش كيف أننا مررنا بمجموعة من التجارب الصحفية، ولم يكتب لها النجاح، حيث إن مبيعات الجرائد التي كنا نصدرها لم تكن في المستوى، بينما بوعشرين شخص استطاع أن يجد لنفسه موضعا متميزا داخل الحقل الصحافي، إلى جانب ثلة قليلة من الصحافيين المهنيين النزهاء الذين لا يكتبون تحت الطلب، ولا يسخرون أقلامهم لتصفية حسابات ناس آخرين، بحيث يصبح ذلك الصحافي مجرد “سخار” يكتب تحت الطلب. بوعشرين لم يكن من هؤلاء، بل كان يكتب ما هو مقتنع به، طبعا كان يراعي الظروف السياسية والمحيط المتواجد به. وباختصار، كان توفيق بوعشرين يكتب ما يحلم به أي مواطن..

ما رأيك في اعتقاله والحكم عليه بـ 12 سنة سجنا نافذا؟

نحن الآن نعيش “فَزّاعة” محاولة التأثير على القضاء، فمن هذا الذي له الاستطاعة والقوة للتأثير على القضاء. والأكثر من هذا، أريد أن أفهم صدقا التأثير على القضاء. من حقنا أن نتكلم، نحن لا نتدخل في القضاء، لنا حرية التعبير عن انزعاجنا، ويجب تسمية الأمور بمسمياتها، فليقولوا لنا: “ممنوع الانزعاج”، “ممنوع التعبير عن المشاعر”، “ممنوع أن تنتقدوا حكما مهما كان، وكيفما كان، وتحت الظروف التي شاءت أن تكون، قد تصرف تحتها هذا الذي يصدر الأحكام”، إنه العبث.

نحن لا نتدخل في القضاء، وليست لنا الإمكانية ولا القدرة، ولا السلطة ولا أي شيء، ولكن حين نسمع أشياء لا تعجبنا، ونعتقد بأنها ستكون ضارة بسمعة البلد وبمساره الحقوقي، والمغرب قطع أشواط لتأسيس دولة الحق والقانون، وخاض تجربة نموذجية حينما شكل هيئة الإنصاف والمصالحة، من أجل المصالحة مع الماضي، وهذا الكلام الذي كان يقوله بعض ممن ينزعجون من هذه التعابير، لقد كانوا بالأمس ضحايا، ويعبرون بقوة بأنهم ضحايا سنوات الجمر والرصاص. فهل في تلك الفترة لم يكن القضاء مستقلا؟ّ ألم تكن حينها محاولات التأثير على القضاء؟

تمنيت أن يكون بوعشرين بين أهله وأصدقائه، وفي مقر جريدته، وبالمناسبة فالحكم عليه بـ12 سنة ليس سهلا ولا يحس بالسجن إلا من يعيش بين جدرانه، ولكن في مسار تعزيز الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، لا بد له من التضحية، وإن كانت تضحية ليست اختيارية وفرضت عليه..

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي