تفاصيل «غريبة» عن إحباط تهريب حوالي 14 طنا من الحشيش عبر الميناء المتوسطي

09 يناير 2019 - 08:02

أجهضت عناصر الأمن الوطني والسلطات الجمركية بميناء طنجة المتوسط، يوم السبت الماضي، محاولة تهريب شحنة كبيرة من «مخدر الحشيش» إلى الضفة الأوروبية، تم ضبطها على متن شاحنة للنقل الدولي تجاوزت حمولتها حسب المعطيات الرسمية 13 طنا ونصف طن، كانت معبأة بإحكام في عبوات كارتونية مغلفة بأكياس البذور الفلاحية صفراء اللون.

وينتظر أن تكون عناصر الشرطة القضائية التابعة للفرقة الوطنية، قد حلت بميناء طنجة المتوسطي أول أمس الأحد، لتعميق البحث والتحقيق بناء على التحريات التي أنجزتها المصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة، والتي مكنت من تشخيص هوية سائق الشاحنة المشبوهة والذي اختفى عن الأنظار، في انتظار تلقي التعليمات للعبور بشحنة الحشيش المحجوز نحو ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني قبل افتضاحها.

في تفاصيل هذه العملية، أفاد مصدر أمني مطلع قال لـ”أخبار اليوم”، أن عونا جمركيا شك في أمر شاحنة للنقل الدولي للبضائع ذات ترقيم مغربي، مركونة منذ ثلاثة أيام في رصيف الواردات، وأخبر مرؤوسيه بذلك، حيث حل بعين المكان رئيس زمرة الجمارك وضباط الأمن الوطني مستعينين بالكلاب المدربة، التي أكدت شبهة المخدرات بالمقطورة المجرورة بالشاحنة.

مباشرة بعد ذلك، شرعت المصالح الجمركية والأمنية في  عملية تفتيش المقطورة المشبوهة، حيث تم فتح نافذة من “كونتونير” موصول بجرار الشاحنة، ليتم العثور على صيد ثمين قوامه شحنة كبيرة من مخدر الحشيش المغربي، بلغت كميتها بعد نحو خمس ساعات من فرز ووزن الشحنة 13 طنا و750 كيلوغراما.

وبحسب نفس المصدر، فإن منظمي عملية التهريب المحبطة حاولوا تمويه العناصر الأمنية والسلطات الجمركية، بوضع رمز دولة الكيان الصهيوني فوق البضائع الممنوعة، إذ بعد فتح أحد الصناديق الكارتونية وجدت العناصر الجمركية أكياسا ذات وزن كيلوغرام  مطبوع عليها العلم الإسرائيلي بالأزرق السماوي ومكتوب عليها “إسرائيل” باللغة الفرنسية، في حين كانت رموز مكونة من حروف وأرقام مطبوعة على أكياس أخرى، لتمييز السلعة الجيدة من الرديئة.

من جهة أخرى، قال بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني، إن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، وفق المصدر ذاته، تواصل بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتوقيف سائق الشاحنة الذي تم تشخيص هويته، علاوة على توقيف جميع المتورطين في محاولة تهريب هذه الكمية الكبيرة من المخدرات. في نفس السياق، كشفت مصادر حسنة الاطلاع أن شحنة الحشيش المحجوزة، يرجح أنه تمت تعبئتها في مخزن سري يوجد ضواحي مدينة تطوان، وأن ملكيتها تعود لثلاثة أشخاص مشتبه فيهم لهم ارتباطات برؤوس كبيرة في مجال الاتجار الدولي بالمخدرات، ويتعلق الأمر ببارون من جنسية فرنسية، واثنان مغربيان ينحدران من مدينة طنجة.

يذكر أن هذه العملية الكبيرة تأتي بعد شهر ونصف، من فضيحة عبور ثمانية أطنان من مخدر الحشيش من ميناء طنجة المتوسط، قبل أن تعترضها عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية في ميناء الجزيرة الخضراء، ليتبين بعد التحقيق مع سائق الشاحنة أن البضاعة تعود في ملكية  صاحب شركة للنقل الدولي للبضائع معروف بطنجة، وأنه تمكن من شراء ذمة عناصر من حرس الحدود الإسباني الذين كانوا سيفتحون لها الطريق، قبل أن تتدخل الشرطة الوطنية الإسبانية وتحبط مخطط التهريب.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي