البنك الدولي: ثلث تلاميذ القسم الثاني لا يجيدون القراءة

06 فبراير 2019 - 22:40

في تقرير حديث له معنون بـ “التعلم لتحقيق الدور المنتظر من التعليم”، دق البنك الدولي ناقوس عسر التعلم لدى التلاميذ المغاربة، فبلغة الأرقام 30 في المائة من تلاميذ المستوى الثاني لا يجيدون القراءة.

وأبرز البنك في تقريره، أن التحاق التلاميذ المغاربة بالمدرسة لا يعني التعلم، مشيرا إلى أن مئات ملايين الأطفال يصلون سن البلوغ دون اكتساب المهارات الأساسية، كالقدرة على حساب المبلغ المتبقي من المعاملات المالية بطريقة صحيحة، أو فهم جدول مواعيد الحافلات وغيرها.  كما أشار البنك في ذات التقرير، إلى أن تلاميذ المغرب على غرار نظرائهم في باقي البلدان النامية، يعانون من التقزم البدني.

وأوضح التقرير أن الكثير من البلدان النامية تعاني من خسائر فادحة في ساعات التدريس، إذ يتغيب عدد من المدرسين خلال يوم دراسي نموذجي، و”حتى خلال وجوده بالقسم، فهذا لا يعني بالضرورة أنه يحقق الأهداف المرجوة”. وتشير البحوث التي أجراها البنك الدولي في مجال التعليم، إلى أن إنتاجية 56 في المائة من أطفال العالم، عندما يكبرون ستكون أقل من نصف ما يمكنهم تحقيقه إذا تمتعوا بقدر كامل من التعليم والصحة الجيدة.

ونطالع في تقرير البنك قوله “إنه لا شك أن التعليم إذا جرى تقديمه على نحو جيد إلى جانب رأس المال البشري، سيعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات على حد سواء”. فعلى صعيد الأفراد، سيزيد التعليم من تقدير الذات وسيعزز فرص الحصول على عمل وتحقيق الدخل، يردف البنك الدولي، أما على صعيد البلدان، فإنه يساعد على تقوية المؤسسات داخل المجتمعات، ويدفع عجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام على المدى الطويل، ويحد من الفقر كما يحفز على الابتكار.

ونطالع في التقرير أنه من الأسباب الرئيسية المعمقة لأزمة التعليم في البلدان النامية، غياب معطيات لدى نظم التعليم في دول العالم النامي فيما يخص من يتعلم ومن لا يتعلم. ويضيف التقرير أن هذه النظم يتعذر عليها عمل أي شيء حيال ذلك. “وفي ظل حالة عدم اليقين بشأن أنواع المهارات التي ستتطلبها وظائف المستقبل، من الضروري أن تقوم المدارس والمعلمون بإعداد الطلاب بما هو أكثر من المهارات الأساسية للقراءة والكتابة”، ينص البنك في تقريره، مردفا أنه ينبغي على الطلاب أن يكونوا قادرين على تفسير المعلومات، وصياغة الآراء، والإبداع، والتواصل الجيد، والتعاون، والتمتع بالمرونة.

وحذر البنك الدولي في تقريره الأخير الذي رصد أبرز تحديات المنظومة التعليمية في العالم، من أن هنالك مجموعة متزايدة من الشواهد تؤكد أن أزمة التعلم في جوهرها أزمة تعليم، “وحتى يتعلم التلاميذ فإنهم بحاجة إلى معلمين أكفاء، بيد أن الكثير من نظم التعليم في البلدان النامية لا تبدي اهتماما كبيرا بما يعرفه المعلمون وما لا يعرفونه، وماذا يفعلون داخل الفصول الدراسية وإذا ما كانوا يحضرون إلى مقر عملهم أم لا”.

ويخلص البنك الدولي في تقريره إلى أنه لا يمكن للتغيير أن يحدث دون توافر البيانات المطلوبة، فالحكومات بحاجة إلى معرفة ما تفتقر إليه نظم التعليم لديها، أو ما ينفذ بشكل صحيح لاتخاذ الخطوات الصحيحة لتحسينها.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي