تتعرض الزميلة الصحافية بيومية «الصباح»، نورا الفواري، لحملة استهداف وهجوم عنيف بعد تعبيرها عن رأي يهم بعض الانحرافات التي يقوم بها البعض في أداء صلاة التراويح، والتي تنجم عنها عرقلة الطريق وتعطيل مصالح حيوية.
هذا الرأي قابل للنقاش والأخذ والرد، كل حسب قناعاته وموقعه، لكن ما لا يمكن أن يُقبل هو هذا الاستهداف الذي بلغ درجة تهديد الحياة الخاصة والسلامة الشخصية للصحافية التي عبرت عن رأيها.
إن التطرق إلى ممارسات تمس الحياة العامة والعيش المشترك في فضاء اسمه المدينة، لا يمكن أن يشمله رداء القداسة الذي يتمتع به الدين والمعتقدات الروحية للمغاربة.
ومثلما نرفض المساس بالحياة الخاصة للأفراد والتدخل فيها باعتبارها حرية مطلقة، فإن مناقشة ما يجري في الفضاء العام تعتبر بدورها حرية مطلقة مكفولة للجميع، والمرجع الوحيد في تنظيم مجال العيش المشترك هو القانون الذي يتواضع عليه المغاربة وتكفل الدولة تطبيقه.
على المثقفين والإعلاميين و«قادة الرأي» الجدد أن يتحركوا للحد من استفحال هذا الترهيب الجماعي الذي يستهدف من يعبرون عن رأي مخالف، وإلا فإن دكتاتورية المجتمع لا تقل سوءا عن دكتاتورية السلطة.