الزفزافي: ناصر كان مشاكسا في طفولته وصداميا -الحلقة15

24 مايو 2019 - 20:00

في بيته بحي لحبوس بمدينة الحسيمة، استقبلنا أحمد الزفزافي والد قائد حراك الريف ناصر الزفزافي المحكوم عليه بعشرين سنة سجنا. الزفزافي الأب يحكي لنا في هذا الحوار عن أصول عائلته وعلاقتها بمحمد بن عبدالكريم الخطابي، ويسرد لنا روايته لأحداث 1959 ثم 1984 كشاهد عيان، كما عرج للحديث عن تجربته السياسية وعلاقته بحزب الأصالة والمعاصرة، ثم حكى لنا عن طفولة ابنه الذي أصبح أيقونة حراك الريف، اهتماماته وتفاصيل عن نشأته وحياته…

 هل ازداد ناصر في مدينة الحسيمة؟

ازداد ناصر يوم الأحد 4 نونبر من سنة 1974 بالحسيمة، وأطلق صرخته الأولى مع السادسة مساء في هذا البيت الذي لازلنا نقطن فيه..

أين درس ناصر؟

درس المستوى الابتدائي في مدرسة طارق بن زياد، ودرس المستوى الإعدادي في سيدي عابد، ثم الثانوي في ثانوية الإمام المالك، بعدها انقطع عن الدراسة في السنة أولى باكالوريا، رغم أنه كان ذكيا جدا. بعدها دخل سوق الشغل، حيث كان يعمل في أي مهنة تصادفه، وآخر مهنة زاولها كانت عمله في محل لتصليح الهواتف المحمولة. أذكر أنه في إحدى الجلسات في المحكمة قال للقاضي بعدما تحدث عن العنف الذي مُورس عليه من طرف عناصر الفرقة الوطنية: « رغم أنهم حذفوا مقاطع الفيديو التي التقطوها لي وأنا مضرج بالدماء، أستطيع أن أعيدها إلى هواتفهم وأقدمها كدليل على كلامي هذا.. ».

ما هي المهن التي زاولها قبل الحراك؟

كان يعمل ناصر في الأمن الخاص، وكان حارسا في وكالة بنكية، وسبب تركه للعمل، هو معاينته لسرقة أحد اللصوص حقيبة شابة كانت تمر بمحاذاة الوكالة البنكية التي يشتغل فيها، فترك عمله وتبع اللص إلى أن أمسك به وسحب منه الحقيبة وأعادها إلى صاحبتها. وكمكافأة له منحته الفتاة 100 درهم، لكنه رفض وقال لها: لو كنت أعرف أنك ستتصرفين هكذا تصرف لما تبعت اللص، وانصرف إلى حال سبيله. ناصر كان مراقبا بالكاميرا ولاحظ مديره أنه ليس في مكانه، لكنه لم يأبه بذلك..

كما عمل، أيضا، في الأمن في أحد الملاهي الليلية في الحسيمة، وهذا الملهى كانت تتردد عليه فتيات في مقتبل العمر يمتهن الدعارة، وكان دائما يدافع عنهن حين يعتدي عليهن أحد الزبائن وكان يقول لي دائما: « لا أعرف الظروف التي أوصلتهن إلى هنا »، وحين اعتُقِل تضامن معه وحزن عليه..

ما هي الصفات التي كان يتمتع بها ناصر مقارنة مع إخوته؟

ناصر منذ صغره كان يحب مساعدة الناس، وكلما سنحت له الفرصة لا يتردد في ذلك. في المقابل كان مشاغبا نوعا ما مقارنة مع أقرانه من أطفال الحي، لكنه يحمل في دواخله طيبوبة أكثر من إخوته، وفي الوقت عينه كان صداميا. ففي إحدى المرات جاء نجيب الوزاني لقبيلته ونظم فيها مهرجانا، فطلب أحدهم من ناصر أن يعمل معه على تأمين تلك التظاهرة فوافق، لكن بعدها رفض أن يمنحه مستحقاته المالية، وفي أحد الأيام ذهب إليه للمقهى الذي يجلس فيه، أبرحه ضربا وقال له « لفوس ديالي تكون واجدة دبا »..

وهو في السجن لما أشتري له بمعية معارفه عددا من الأغراض، يوزعها على زملائه وعلى السجناء، ويطلب منا جلب أخرى عينها، وحين نسأله أين هي وماذا فعل بها، يقول لنا إنه أعطاها لزميل له « مسكين معندوش ».. ناصر إنسان كريم جدا مع الأشخاص الذين تربطه معهم علاقة جيدة، وهو لا يعتدي على الناس بدون موجب حق.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي