يمس بالنظام العام والمشاعر الدينية للمغاربة..السلطات تمنع إسرائيليين من تنظيم مهرجان للرقص

05 يونيو 2019 - 23:00

بعد أن كانت الراقصة الإسرائيلية، «سيمونا كَوزمان»، أعلنت عن تنظيم نسخ جديدة من مهرجان الرقص الشرقي بأحد فنادق مراكش، خلال الفترة الممتدة بين 3 و10 يونيو الجاري، أصدرت سلطات المدينة، مؤخرا، قرارا بمنع تنظيم المهرجان، الذي أثار احتجاجات مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني.

مسؤول رفيع بولاية الجهة علل المنع بأن تنظيم المهرجان بتزامن مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان وعيد الفطر، يمس بالنظام العام والمشاعر الدينية للمغاربة، قبل أن يستطرد، في اتصال هاتفي أجرته معه «أخبار اليوم»، بأنه كان من غير المستبعد أن ترخّص السلطة بتنظيمه لو أنه لم يتزامن مع الفترة المذكورة.

وأوضح بأن الراقصة الإسرائيلية كَوزمان كانت حلت بمراكش، في وقت سابق، وحجزت قاعة كبيرة بفندق «كنزي كلوب أكَدال مدينة»، كانت تعتزم تنظيم ورشات للرقص الشرقي بها، فضلا عن 50 غرفة بالفندق نفسه من أجل إقامة 70 راقصة وراقصا أجنبيا مشاركا في المهرجان، ودفعت تسبيقا قدره 7 ملايين سنتيم من أصل 25 مليون سنتيم، قبل أن تتدخل السلطة المحلية بإدارة الفندق وتطلب منها عدم احتضان المهرجان للأسباب المذكورة، لتعمد كَوزمان إلى الحجز بفندق «بالم بلازا»، غير أن تدخل السلطات المحلية ألغى الحجز مجددا.

وتابع المسؤول، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه ومهمته، بأن تنظيم مثل هذه الأنشطة الفنية بمؤسسات سياحية خاصة لا يحتاج، في الأصل، أي ترخيص من طرف الإدارة الترابية، ولا يتطلب سوى إخبار سمّاه بـ»البروتوكولي»، غير أنه قال إن الحساسية التي تثيرها جنسية بعض المشاركين في المهرجان المذكور والفترة المبرمجة لتنظيمه هي التي دفعت بالمسؤولين الترابيين إلى التدخل من أجل إصدار قرار منعه، وهو القرار الذي قال إنه لم يكن مكتوبا، وإنما تلقاه مديرا الفندقين المذكورين عبر إخبار شفوي.

من جهتها، كتبت كَوزمان على صفتحها بالفايسبوك، بتاريخ 14 ماي المنصرم، بأن السلطات المغربية رضخت لضغوط من وصفتهم بـ»الإسلاميين»، ووجّهت رسائل بواسطة البريد الإلكتروني إلى جميع الفنادق بمراكش، لمنع استضافة مهرجان»البهجة المتوسطي الدولي للرقص الشرقي»، قبل أن تخلص إلى أنها «أصبحت شخصا غير مرغوب به في المغرب»، وأنها ستلغي تنظيم المهرجان به.

ويعتبر المناهضون للتطبيع مع إسرائيل الموافقة على تنظيم المهرجان «انتهاكا لمشاعر ومواقف الشعب المغربي، خاصة وأن منظمي المهرجان، ومن يقف خلفهم، يصرون على تنظيمه بالتزامن مع الذكرى الـ 52 لنكسة 67، التي احتلت خلالها إسرائيل أجزاء واسعة من الأراضي العربية. وكان موقع «تانسيفت 24» نشر، أمس الاثنين، حوارا أجراه مع كَوزمان، عبر البريد الإلكتروني، التي تحدّت المنع، وقالت إنها ستنظم المهرجان بمراكش طيلة أسبوع، ابتداءً من يومه الثلاثاء، بمشاركة 70 راقصة وراقصا، قالت إنهم سيصلون إلى مراكش، ابتداءً من أمس الاثنين، مضيفة بأن مهرجانها، الذي لا يشكل سوى حدث فني صغير جدا، تم تضخيمه، مؤكدة بأنه سينظم في قاعة صغيرة بأحد فنادق بمراكش بعيدا عن الأعين.

هذا، وكانت مراكش شهدت مشاركة 10 رياضيين إسرائيليين في بطولة عالمية للجيدو بمراكش، بين 8 و10 مارس المنصرم، لتنشر كَوزمان، بعد ذلك بأيام قليلة، ملصقا لمهرجانها بصفحتها على الفايسبوك باللغات العبرية والإنجليزية والفرنسية، مستهلة إياه بعبارة مكتوبة باللغتين الإنجليزية والفرنسية تقول: «دعنا نذهب للمغرب».

كما نشر الموقع الإلكتروني للمهرجان برنامجه، الذي يتضمن سهرات مسائية يومية ومسابقات وورشات مفتوحة للعموم لتعليم الرقص الشرقي، يؤطرها عشرة أساتذة في هذا الفن، بينهم أربعة من إسرائيل، ويتعلق الأمر بكل من كَوزمان نفسها، والراقص «عاصي هاسكال»، والراقصتين «إلينا بشيرسكاي» و»تينا»، الذين لم يعلن عن جنسيتهم واكتُفي بالإشارة إلى أنهم ينحدرون من الشرق الأوسط، عكس باقي المدربين.

وسبق لكَوزمان أن نظمت النسخة الثانية من المهرجان نفسه، في سنة 2011، بمشاركة 17 راقصة وراقصا من إسرائيل، بفندق «رياض موكَادور أكَدال» بمراكش، فيما رفضت السلطات المغربية الترخيص لها بتنظيم النسخة الموالية من مهرجانها، التي كان مقرّرا أن تحتضنها المدينة نفسها، بين 10 و14 ماي من 2012، على خلفية احتجاجات مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام الفندق الذي احتضن المهرجان. أما خلال السنة الموالية، فقد وجّهت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، مذكرة مشتركة إلى رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، تطالبان فيها بوقف كل أشكال التطبيع مع الدولة العبرية وتجريمه بالقانون، مستدلين على ذلك بمهرجان مراكش للرقص الشرقي، قبل أن تحجم السلطات المغربية عن الترخيص لتنظيم المهرجان بمراكش، وتضطر كَوزمان إلى نقل فعالياته إلى اليونان، معلقة على هذا «الإلغاء المبطن» وانتظارها لثلاثة أسابيع دون أن تتلقى ردا بالموافقة أو الرفض من المغرب، بأنه «انتصار كبير للمتشددين»، و»قرار ليس في صالح المغرب كبلد ينتمي إلى القرن 21».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي