الماضي لايموت.. ملاحظات واقتراحات

11 يونيو 2019 - 07:04

بداية أهنئ الدراما المغربية على هذه التحفة الفنية والأدبية، التي لن تموت، وستخلد في المستقبل ماضيا للدراما المغربية لن يموت، وستخلد معها ذكر من شاركوا فيها كتابة وتمثيلا وتصويرا وإخراجا.

“الماضي لايموت” عمل درامي مميز، ولا أبالغ إن قلت أنه من أفضل الأعمال الدرامية العربية التي رأيت، وطبعا لن أقول الأعمال الدرامية المغربية، لأنها غير موجودة، على الأقل بالنسبة لما شاهدت وتابعت، أو حتى أكون دقيقا، أعمال الجيل الجديد الدرامية.

“الماضي لايموت” نقطة فاصلة، في الدراما التلفزيونية المغربية، بحيث يمكن ان نقول ماقبل الماضي لايموت، ومابعده.
أتحدث كمشاهد بسيط، وكقارئ نهم للأعمال الأدبية، ولاعلاقة لي بالنقد الفني والسينمائي، وليست لي أدواته ولاقواعده، لكن حين يتربع مسلسل على رأس الأعمال الأكثر مشاهدة في المغرب العربي، وحين تشدك قصته وسرده وحبكته الدرامية، وتصاعد أحداثها وتكثفها وتعقدها بشكل مشوق، ويجذبك حكيه وتشخيص ممثليه وأداؤهم، والجوانب التقنية والفنية، من زوايا التصوير إلى الإضاءة، إلى الإخراج المتميز… لايسعك إلا أن تعجب بالعمل، في بعده الأدبي وبعده الفني، كمشاهد ومتابع، يبحث عن الجودة.

أعجبني في المسلسل، الحديث عن فساد مدير السجن، ونهايته معتقلا، بعد قضايا تحرش وابتزاز، وأيضا الاقتراب من واقع السجناء ومعاناتهم، وتسليط الضوء على أصنافهم وأنواعهم، وأعجبني أكثر الحديث عن مدير سجن آخر صالح، نفس الأمر بالنسبة لمحامين فاسدين وآخرين نزهاء، عكست هذا التوازن، واقعا نعيشه، ولم يحلق المسلسل في عالم المثل، كما انه لم يقع في تلك النظرة النمطية السوداوية.

لم يعجبني قليلا تكلف أمين الناجي، خاصة حين يتقمص الشخصية الشريرة، لكن عموما أفضل بكثير من التقمص الذي شاهدناه في تفاهات الكاميرا الخفية وبعض السيتكومات الرديئة.

عندي ملاحظتان فقط، على هذا العمل الدرامي الرائع:
الأولى: المبالغة قليلا، في خلق المفاجآت وتكثيف الأحداث، بحيث لو تم النقص منها قليلا لكان أفضل.

الثانية: لم يسلط العمل الضوء على يعقوب البرلماني، خاصة أنه ظهر في بداية المسلسل كأحد الشخصيات الرئيسية، وأيضا كان موضع شبهة في الأحداث التي وقعت لعائلة الغالي، ثم وهذا هو المهم، تم الحديث عن ملف يثبت تورطه في قضايا فساد، وتبييض أموال، وعلاقة مع أباطرة مخدرات يمولون حملاته الانتخابية، لايمكن لشخصية كهذه، أن تبقى نهايتها غامضة في المسلسل، ولانعرف شيئا عن مصيرها ومصير الملف، والعلاقة بآل الغالي بعد ذلك.

واقترح لهذه النهاية التي لم تتم بخصوص البرلماني يعقوب وملفه، إضافة موسم آخر، سيسد هذه الثغرة، وستكون سابقة في الأعمال الدرامية المغربية، ستدفع بها إلى الواجهة أكثر.

“الماضي لايموت”، سيدبلج لعدة لغات، لذلك أقترح أن ينشر كرواية، ستكون من أقوى الروايات وأنجحها، بل ستكون سابقة في عالم الرواية المغربية، التي لازالت تراوح مكانها، اللهم إلا بعض الروايات المعدودة على رؤوس الأصابع.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي