الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدين منع أناجيل المسيحيين.. المغاربــــة في «عنق الزجاجة»

12 يوليو 2019 - 11:21

انتقدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تقريرها الذي أصدرته قبل أيام قليلة، الوضع الحقوقي الذي تعيشه الأقليات الدينية في البلاد، مستعملة في تقريرها أسلوبا شديد اللهجة.

التقرير الحقوقي الذي جاء في 251 صفحة، تعرض باقتضاب لما هو عقائدي في البلاد، وشددت الجمعية على أن هناك استمرارا في منع وصول الإنجيل إلى البلاد بلا أي سند قانوني حسب التقرير، وأشار هذا الأخير أيضا إلى أن المغاربة المسيحيين يمارسون شعائرهم في بلادهم في ظل غياب كنائس مغربية معترف بها من طرف سلطات البلاد، لتبقى هذه الأقلية حسب الجمعية الحقوقية تمارس طقوسها التعبدية بشكل سري في كنائس منزلية فقط.

وأشارت الجمعية في تقريرها إلى عدم وجود حسينيات خاصة بالمغاربة الشيعة، كما سلطت دائرة الضوء أيضا على غياب حق هذه الأقلية في ممارسة شعائرهم، واستمرار حملة التحريض ضدهم وضد مذهبهم.

وسطر التقرير على أن الدولة تعودت على الاستغراب من حجم وقوة الانتقادات الموجهة إليها، معتبرة في هذا الباب أن التقارير الدولية تكون مبنية على دوافع سياسية، مبخسة دائما منجزات المغرب الحقوقية.

على هذا الموضوع، قال رئيس تنسيقية المسيحيين المغاربة زهير الدكالي، إنه من العار أن يعيش المسيحيون المغاربة في بلادهم بلا أن تحمى حقوقهم العقائدية، خاصة أن الأمر يشير في النهاية إلى تناقض مع دولة الحق والقانون.

ويضيف الدكالي بأن هناك مراحل كان يبدو فيها بأن الانفراج قد يحصل، وبالتالي فإن طائفة المسيحيين في المغرب أصبحوا في تطلع للتمتع بحقوقهم أكثر فأكثر، لكن سرعان ما ظهرت مجددا علامات الجمود، وأشار في مثال على ذلك أن “الكتاب المقدس” كان يُدخل إلى الأراضي المغربية بكمية محترمة، أما اليوم فصار يدخل بكمية قليلة جدا وبصعوبة شديدة، وهو ما يجعل هذه الأقلية ترى المستقبل بضبابية كثيفة.

وأضاف المسيحي المغربي بأن التنسيقية التي يرأسها، قامت بمحاولات كثيرة لخلق حوارات مباشرة مع أجهزة ومؤسسات الدولة، لكنه وصف كل المحاولات بالفاشلة، بسبب عدم إبداء التجاوب والجدية مع مبادرات التنسيقية، منها مثلا تقديم كتيب للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، شُرحت فيه مطالب الأقلية الإنجيلية التي تعتبر جزءا من الطائفة البروتستنتية، كالحق في العبادة والزواج وفق الطرق المسيحية والحق في الدفن وغيرها من المطالب، وأكد الدكالي بأن المجلس استقبل ثلاثة ناشطين من تنسيقية المسيحيين المغاربة، وبأن المجلس أصر بأن مطالب الطائفة المسيحية سترفع إلى قبة البرلمان، دون أن يعدهم بتحقيق مطالبهم، في تلميح إلى أن الأمر لن يكون يسيرا.

وعلاقة بالزيارة الرسمية التي أجراها بابا الفاتيكان فرانسيس الأول للمغرب قبل شهور، قال زهير الدكالي إن المسيحيين المغاربة حاولوا أن يعرضوا قضيتهم على كل من البابا والملك باعتباره أميرا للمؤمنين، لكن الأمر كان ككل المحاولات السابقة، منتهيا بالفشل في بلوغ ما يصبو إليه المسيحيون، وأضاف في السياق نفسه بأن الواقع المعاش اليوم يفرض علينا التسليم بأن هناك إقصاء صريحا للمسيحيين المغاربة، خاصة أن الملك أشار في خطابه بحضور بابا الفاتيكان إلى أنه باعتباره أميرا للمؤمنين، يبقى مؤتمنا على حماية اليهود المغاربة، والمسيحيين القادمين من الدول الأخرى الذين يعيشون في المغرب. وأضاف الدكالي بأن وسط كل هذه الظروف السوداوية، وبالرغم من بعض المضايقات هنا وهناك، فإن في المجتمع المغربي من يؤمن بالتعددية وبحق المسيحيين المغاربة في الوجود، مشددا على أنه شخصيا يتلقى من حين إلى آخر في الشارع تحيات ودعم من الغرباء، وهو ما يعتبره أمرا مشجعا رغم كل ما سبق ذكره.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي