في ملتقى حزبي هو الأول من نوعه.. العثماني يقيس
مستوى فعالية «البيجيدي»

15 يوليو 2019 - 23:00

بالتزامن مع نهاية الحوار الداخلي للتنظيم، اختارت قيادة حزب العدالة والتنمية تنظيم ملتقى وطني، هو الأول من نوعه، خاص بالهيئات التنفيذية في الحزب متمثلة في الأمانة العامة والكتابات الجهوية والمكاتب الوطنية للهيئات الموازية (الشباب، النساء…)، يبدو أن الهدف منه قياس مستوى تعافي الحزب من الخلافات الداخلية، ومدى استعداده لخوض المعارك الانتخابية المقبلة.

سليمان العمراني، نائب الأمين العام، قال إن هذا الملتقى « يعتبر الأول من نوعه »، وأبرز أن الهدف منه « الإسهام في تقوية أداء مناضلي الحزب »، مؤكدا أنه « فرصة لتقييم حصيلة عمل الحزب منذ المؤتمر الوطني الثامن، أي بعد عام ونصف من العمل ».

وكان المؤتمر الثامن قد عرف انقساما لما عُرِف إعلاميا « تيار بنكيران » و »تيار الاستوزار »، على خلفية القرار الملكي بإعفاء الأمين العام السابق ورئيس الحكومة السابق، عبدالإله بنكيران، من تشكيل الحكومة. وهو المؤتمر الذي أوصى بتنظيم حوار سياسي داخلي لتوحيد الرؤى والتصورات بشأن الخطة السياسية للحزب، بعد الضربة التي تعرض لها بسبب إعفاء أمينه العام السابق.

ويبدو أن نتائج الملتقى خلّفت ارتياحا لدى قيادة الحزب، وفي هذا الصدد اعتبر عبدالحق العربي، المدير العام للحزب، أن الملتقى عرف « نجاحا باهرا »، موضحا « حسب استطلاعنا لتوجه الأعضاء الحاضرين، فهناك ارتياح كبير ». وأكد الملتقى الذي قُدمت فيه نتائج الحوار الداخلي، أعقبها بعد ذلك مناقشة الشأن التنظيمي الداخلي للحزب، والشأن السياسي وموقع الحزب في الخريطة السياسية ». وأردف العربي في اعتزاز واضح بأداء الحزب قائلا: « حزب العدالة والتنمية يعتبر حقيقة قاطرة للأحزاب السياسية الأخرى، ولا بد لهذه الأحزاب أن تحدو حدوه، لأن بلادنا تحتاج إلى أحزاب جادة وفاعلة ومنخرطة في دينامية الفعل السياسي ».

لكن مصادر قيادية أخرى في الحزب قالت لـ »أخبار اليوم » إن الملتقى كشف للقيادة أن « الحزب لا يتحرك معها في الاتجاه الذي تريد، بدليل أن الأمين العام سعد الدين العثماني تحدث مرتين خلال أشغال الملتقى عن ضرورة انضباط أعضاء الحزب لقرارات القيادة، بحجة أن الحزب لا يمكن أن يسير بتوجهين، في إشارة، ربما، إلى المواقف التي يعبّر عنها بنكيران من حين لآخر، وكذا بعض المحسوبين عليه ». واحتج العثماني في هذا الصدد، حسب المصادر نفسها، على « بعض التدوينات التي تُربك القيادة، وتحرجها مع وزارة الداخلية، وضرب المثال تحديدا، بتدوينات فايسبوكية حول ما حدث في قضية التلاميذ المتفوقين لدرعة ــ تافيلالت ». وكان العثماني تدخل في قضية تلاميذ درعة ــ تافيلالت لتسوية المشكل، لكن وزارة الداخلية أصرت على موقفها الذي عبّرت عنه ولاية درعة ــ تافيلالت، وقد وجدت في بعض تدوينات قيادات وأعضاء الحزب حجة للاستمرار في الإصرار.

وأظهرت التقارير التي قدّمت حول الوضعية التنظيمية للحزب أن الأخير لم يتعاف تماما، من تبعات الخلاف السياسي بين رموزه، بحسب المصادر نفسها، لأنها أظهرت وجود عزوف عن الحضور في المؤتمرات المجالية (بين 30 و40 في المائة)، وتعثر في انعقاد المؤتمرات المحلية (في حدود 50 في المائة حتى الآن)، لكن في الوقت عينه أظهر التقييم انعقاد كافة المؤتمرات الجهوية والإقليمية، وانتظام انعقاد الهيئات على هذا المستوى. وهي مؤشرات تسعف في استنتاج أن التنظيم الحزبي يعمل، لكن بفعالية أقل مما كان عليه الحال قبل الأزمة، وذلك بفعل استمرار عدم الرضا في القواعد الدنيا (مؤشر تجدد الكتابات المحلية مثلا)، على الأداء السياسي للقيادة الحزبية.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي