"جربة" وجوع ودود ينهش الأجساد..التهميش وسوء التسيير "يقتل" النزلاء-التفاصيل

23 أغسطس 2019 - 21:20

لا زالت الأوضاع في المركز الاجتماعي “دار الخير” بتيط مليل، نواحي مدينة الدار البيضاء، تتفاقم في اتجاه الأسوأ؛ حيث لا زال ما يقارب 800 نزيل من فئات عمرية مختلفة، يعانون من إهمال وتهميش من طرف المسؤولين عن المركز، ما دفع عدد من الحقوقيين إلى دق ناقوس الخطر بخصوص معاناة نزلاء دار الخير، والتي تتوزع بين سوء التغذية، وغياب النظافة، وتردي الخدمات الصحية.

وفي هذا السياق، قالت حسناء حجيب، عضوة المجلس الوطني بالهيأة الوطنية لحقوق الإنسان، في حديثها مع “اليوم24″، إن “عدد من النزلاء، صباح اليوم الجمعة، لم يجدوا وسيلة نقل تقلهم إلى إحدى المستشفيات بالدار البيضاء، من أجل زيارة الطبيب”، مشيرة إلى أن “سيارة الإسعاف التي كانت من المفروض أن تقلهم صباح اليوم إلى المستشفى لم تأت”.

كما أوضحت المتحدثة ذاتها، أن “عددا من النزلاء بالمركب الإجتماعي “دار الخير”، يعانون من مرض “الجربة”، ولم يتلقوا أي علاج، مع العلم أن المرض معدي وخطير، والحالات تستوجب التدخل السريع من أجل إنقاذ حياتهم”.

وأشارت حسناء حجيب، عضوة المجلس الوطني بالهيأة الوطنية لحقوق الإنسان إلى أن “أزمة المستفيدين في المركز الاجتماعي “دار الخير” سببها سوء التسيير من طرف المسؤولين عن المركز؛ فالإدارة غائبة”، بحسب تعبيرها.

وأوردت حسناء حجيب، عضوة في الهيأة الوطنية لحقوق الانسان، أن “عددا من الأطفال، بالمركب الإجتماعي ذاته، يعانون من مرض التوحد، حيث ظلوا من دون أدوية لمدة 3 أشهر”، موضحة “بأنهم تناولوا أدوية غير مناسبة لمرضهم، ما أدى إلى إصابتهم بالهيجان”، مستطردة “ولاو  كياكلوا بعضهم”.

إضافة إلى ذلك، تساءلت حسناء حجيب، عن الهيأة الوطنية لحقوق الانسان، عن دور الإدارة لإيجاد حلول لهذه المشاكل، “خاصة مع تعيين مدير عام جديد من طرف ولاية الدار البيضاء”.

ويذكر أن الهيأة الوطنية لحقوق الإنسان، كانت قد دقت ناقوس الخطر، طوال الأشهر السابقة، حول حجم ما أسمته بـ”التهميش”، الذي يطال نزلاء، ونزيلات دار الخير، إضافة إلى كثرة الوفيات في صفوف النزلاء بهذه الدار.

وكان الوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء أعطى أوامره بفتح تحقيق حول الوضع العام في دار الخير، بناء على شكاية، تقدمت بها الهيأة الوطنية لحقوق الإنسان، والتي شددت على وجود حالة اغتصاب في حق بعض النزيلات، واتجار بالبشر، إضافة إلى وفيات بسبب التهميش، إلا أنه، وبحسب الهيأة ذاتها، فإن ” 5 أشهر مرت من انتهاء الضابطة القضائية من بحثها، ولم يتم إصدار قرارات بخصوص الموضوع”.

إلى ذلك، وبحسب المصدر نفسه، بلغ عدد الوفيات في المركز الاجتماعي الجهوي، دار الخير، تيط مليل في الدارالبيضاء، 85 وفاة، وذلك في عام 2018، ومن بداية يناير الماضي إلى اليوم، بلغ عدد الوفيات 104 متوفى.

وكانت بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، ألقت بمسؤولية الوضع المزري الذي يعرفه مركز تيط مليل على وزارة الداخلية، لافتة الانتباه في إحدى جلسات الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، شهر يوليوز المنصرم، إلى أن وزارتها ليست لوحدها المسؤولة عن هذا الوضع، لأن 12 مركزا اجتماعيا بالمغرب من بينهم “تيط مليل” تقع مسؤوليتهم تحت يد الولاة والعمال.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي