غدير مريح.. أول مرشحة درزية للكنيست في إسرائيل

16 سبتمبر 2019 - 18:19

تقف غدير كمال مريح في قريتها دالية الكرمل قرب حيفا بثيابها السوداء الأنيقة لتشرح برنامجها الانتخابي أمام مجموعة من النساء الدرزيات اللواتي ارتدين الزي الأسود التقليدي وغطاء الرأس الأبيض، وإذ بامرأة بينهن تهتف «نحن نفتخر بك».

وغدير مريح (35 عاما) أول امرأة درزية تدخل الكنيست الإسرائيلي عن حزب أزرق أبيض أو حزب الجنرالات، المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحزبه الليكود اليميني.

انتخبت مريح عضوا في الكنيست في أبريل الماضي. لكن تم حل البرلمان بسرعة من قبل رئيس الوزراء بعد عدم تمكنه من تشكيل ائتلاف حكومي.

وتنشط مريح في حملتها الانتخابية استعدادا للانتخابات التشريعية الجديدة التي ستجري في 17 سبتمبر مع ممثلي الحزب في القرى والمدن العربية.

وحضرت نسوة في دالية الكرمل الواقعة على جبال الكرمل قرب حيفا للاستماع إلى برنامجها الانتخابي. وهي تأمل بالفوز مرة ثانية، ويمنحها موقعها الرقم 25 في القائمة الانتخابية لحزب ازرق ابيض فرصة قوية للنجاح وخصوصا أن استطلاعات الرأي الأخيرة توقعت أن يحصل الحزب على 32 من مقاعد الكنيست.

تقول غدير مريح لفرانس برس في قريتها «هذه هي الطريقة الوحيدة لتغيير الأمور. لقد حان الوقت لإرسال نتانياهو إلى بيته، والعودة بإسرائيل إلى جادة الصواب»، ففي رأيها أن إسرائيل «أصبحت متطرفة».

وأشارت إلى القانون الذي اقره البرلمان الإسرائيلي في يوليوز 2018 والذي ينص على أن إسرائيل هي «الدولة القومية للشعب اليهودي»وان اللغة العبرية ستصبح اللغة الرسمية في إسرائيل، بينما ينزع هذه الصفة عن اللغة العربية. ويؤكد الدروز وغيرهم من العرب في إسرائيل إن هذا يجعلهم رسميا مواطنين من الدرجة الثانية.

وفي حين يدافع رئيس الوزراء نتانياهو عن هذا القانون بشدة، جعلته مريح قضيتها الرئيسية في الحملة الانتخابية «لإعادة المساواة» إلى نحو 140 ألفا من الدروز وسائر العرب في إسرائيل الذين يقدر عددهم بـ1,4 مليون نسمة ويتحدرون من 160 ألف فلسطيني بقوا على أراضيهم بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948.

ويشكل هؤلاء 20% من السكان ويعانون من التمييز خصوصا في مجالي الوظائف والإسكان. غدير مريح أم لطفلين. كانت مذيعة نشرة الأخبار الرئيسية على قناة «مكان» الناطقة بالعربية وصارت مقدمة النشرة الإخبارية الرئيسية باللغة العبرية في التلفزيون الإسرائيلي. وتحمل بكالوريوس في العلوم الاجتماعية والتصوير الطبي من جامعة بار إيلان وماجستير في العلاقات الدولية من جامعة حيفا.

وخلال لقائها النسوة في قريتها، انضمت إليها مرشحتان أخريان هما اورنا باربيفاي التي تحمل رتبة جنرال في الجيش الاسرائيلي وبينينا تامانو-شاتا التي كانت أول امرأة من أصل إثيوبي تدخل الكنيست، علما بأنها صحافية ومحامية من قادة الجالية الاثيوبية وخدمت في الجيش في مركز عمليات الجبهة.

وتطالب مريح بتسليط الضوء على التنوع في المجتمع الإسرائيلي وتقول «أنا امرأة وأنا من الأقلية». وتخاطب قاعدتها الانتخابية قائلة «لم يكن النجاح سهلا، وصدقوني عندما أقول لكم أنكم قادرون أيضا على النجاح رغم أنكم أقلية». وتقول طالبة الحقوق نسرين أبو عسلي (25عاما) «إنها تمثلني بالكامل، إنها صوت الجيل الجديد». أما طالبة العلوم السياسية يارا زهر الدين (21عاما) فتعلق «إنها تلهمني، إنها حساسة بشكل خاص للخطاب المتعلق بتكافؤ الفرص».

اختار رئيس الأركان السابق بيني غانتس امرأة درزية في محاولة لاسترضاء الدروز، وهم الوحيدون بين عرب إسرائيل الذين يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية، ويبدون أكثر تأقلما بشكل عام في المجتمع الإسرائيلي من أفراد الديانات الأخرى غير اليهودية.

ويبدو أن قدرات المرشحة على الإقناع تعدت النساء الدرزيات، اذ حصلت على مباركة من الزعيم الروحي للدروز الشيخ موفق طريف.

ويقول يسري خيزران المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط السياسي والاجتماعي في الجامعة العبرية بالقدس لفرانس برس «إن كثيرا من الدروز صوتوا لصالح حزب الليكود بقيادة نتانياهو في السنوات الماضية، لكن الأغلبية اختارت غانتس في الانتخابات الأخيرة».

ويعتقد «أن التصويت سيكون مماثلا هذه المرة» مضيفا أن «السبب الرئيسي في ذلك هو الإحباط الذي يشعر به الدروز من «خيانة» الدولة عبر إقرارها قانون الدولة القومية». ويؤكد أن «وجود غدير كمال مريح على قائمة الوسط يمثل بلا شك ميزة إضافية».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي