نقطة نظام.. «الكفاءة»

12 أكتوبر 2019 - 23:00

إذا أردت قتل مفهوم، فارمه للسياسيين. حصل ذلك لمفهوم «الكفاءة»، فقد تعرض للتشويه والتمييع من لدن الطبقة السياسية المغربية منذ أن وضعه الملك شرطا لنيل منصب حكومي أو إداري عال. بالنسبة إلى زعماء الأحزاب، كانت الكفاءة تعني أي شيء وكل شيء، فهي قد تعني مسارا مهنيا، كما قد تعني شخصا دون عمل حقيقي، وقد تفيد شخصا في عمر الخمسين، كما قد تصلح لشاب في الخامسة والعشرين.

في الواقع، فإن زعماء الأحزاب كانوا على حق، لأنهم يملكون وعيا بحدود الكفاءة في أحزابهم. عزيز أخنوش، الذي بشر بترشيح شباب حزبه في «سيرك» أكادير، لم ير بدا من القبول بمستخدمة في شركة لزميله مولاي حفيظ العلمي وزيرة، وإدريس لشكر لم يعثر على أي أحد، سوى إعادة تدوير «بنعبد القادر» مرة جديدة نحو وزارة ثانوية. امحند العنصر، المنهك بمشاجرات أعضاء حزبه، لم يجد بدا، بضغط من «أقوياء» حزبه، من ترقية سيدة عملت مديرة لديوان وزير آخر، إلى رتبة وزير. سعد الدين العثماني قرر منح شاب يعمل محاميا فرصة تجريب الاستيزار.

بشكل عام، القطع تحركت، لكنها لم تمنح مدلولا عميقا لمفهوم الكفاءات. وبشكل مبسط، فقد كان ذلك متوقعا؛ إن الكفاءة ليست سوى اختراع سياسي محلي، قابل للتلاعب به كيفما يُشاء.

نقطة نظام

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي