أسر الأطفال المغاربة في سوريا تستغيث خوفا عليهم من الموت

23 أكتوبر 2019 - 15:02

رغم أن التعاون والتنسيق الأمني والاستخباراتي بين الأجهزة المختصة المغربية ونظيراتها الإسبانية بلغ أوجه في مجال محارب الإرهاب في السنوات الأخيرة إلى درجة القيام بعمليات أمنية مشتركة في البلدين، إلا أنه لا يعرف إلى حدود الساعة هل يُشارك المغرب في العملية التي تُحضر لها الأجهزة الإسبانية لتأمين ترحيل زوجات وأطفال جهاديين دواعش مغاربة عالقين في مخيمات احتجاز الجهاديين، من بين الناجين والناجيات من آخر المعارك في بلدة الباغوز قبل سقوط التنظيم الإرهابي داعش في يناير الماضي.

ويبدو أن الحملة العسكرية التركية على الأكراد الذين يسيطرون على مخيمي ” الهول” و”روج” اللذين يقبع فيهما 17 طفلا و4 أمهات مغاربة وإسبان دفع الجارة الشمالية إلى التعجيل بإيجاد طريقة لترحيلهم في أقرب وقت، إذ تدرس في البداية إمكانية ترحيلهم عبر تركيا. هذا ما كشفه تحقيق مثير لصحيفة “الموندو” الإسبانية عن الوضع الصعب الذي يعيشه هؤلاء الأطفال والعملية التي يتم التحضير لها، كما انفردت بنشر صورة مؤثرة لأربعة أطفال مغاربة عالقين في المخيم يواجهون مصير الموت في حالة انتقلت المعارك بين الجيش التركي والأكراد إلى هذه المخيمات.

“أخبرني المحامي ألا ننتظر شيئا قبل الانتخابات التشريعية التي ستجرى في إسبانيا (كان من المرجح أن تجرى في العاشر من الشهر المقبل لكن الاحتجاجات التي تشهدها كاتالونيا قد تدفع إلى تأجيلها)، لكن، إلى ذلك حين قد يحدث الأسوأ، أي قد يسقطون قتلى جميعا”، يتأسف سائق الطاكسي المغربي بسبتة خليل الميلودي، والد الجهادية المغربية لبنى محمد الميلود المحتجزة في مخيم “الهول”. مع ذلك لازالت أسر الأطفال الـ17 في المغرب وإسبانيا يتمسكن بأمل رؤية أحفادهم أحياء لا أموات، بعد أن “استدعت الحكومة الإسبانية والد لويسا مارتينيث”، زوجة جهادي مغربي، أنجبت معه أربعة أطفال. لهذا يطالب الجد خليل المسؤولين قائلا: “حفيدي ليس لديه أي ذنب” فيما اقترفه أبواه. وتابع : “لا يمكن للحكومة الإسبانية أن تتركهم في تلك الظروف. لا أقول هذا من أجل ابنتي ولا من أجل النساء الأخريات، بل من أجل الأطفال، مثل حفيدي، اللذين لا ذنب لهما. فقط أريد حفيدي بين ذراعي. وإذا كان على ابنتي أن تدفع ثمن ذنبها سجنا فلتدفعه”.

ووجه الجد تحذيرا ضمنيا للسلطات المغربية والإسبانية قائلا: “لم يعدوا (الأكراد) يسمحون لهم بالخروج من الخيمة. أبلغ الأكراد ابنتي لبنى بأن تجمع أغراضها في حقيبة وتكون جاهزة، لأنه في حالة وصل الجيش التركي إلى المخيم سيفتحون لهم الأبواب، لينتشروا في الأرض ويبحثوا عن مصدر رزقهم في الخارج. يقول الأكراد إنه من الصعب عليهم حراسة المخيم ومواجهة الأتراك في نفس الوقت”. وازداد مخاوف هروب الأسر المغربية بعد تأكد فرار 785 متطرفة أجنبية من مخيم عين عيسى على خلفية الحملة العسكرية التركية. ويورد التحقيق أن خليل يتواصل مع ابنته عبر هاتف مغربية منحدرة من فاس تعيش معها في نفس الخيمة. ويزعم أنه يبعث لها بالمال عبر وكالة تحويل الأموال ويستر يونيون الموجودة بالمغرب.

يحكي والدا لبنى البالغة من العمر 26 عاما أن طفلها الصغير اسمه عبد الرحمان وبالكاد يبلغ ثلاث سنوات، حيث رأى النور في كنف التنظيم الإرهابي داعش. تعيش رفقة 15 أما وأطفالهن من مختلف الجنسيات في خيمة. فيما يعيش الأطفال الـ17 المغاربة الإسبان مع أمهاتهن لبنى الميلودي ولبنى فارس ويولندا مارتينيث ولونا فيرنانديث في مخيمي “الهول” و”روج”. أما لبنى فارس فهي مغربية كانت تعيش في سبتة، وتزوجت بمغربي سبتاوي، وأنجبت معه طفلين، محمد وعبد الرحمان، البالغين من العمر 7 و5 سنوات على التوالي، وطفلة صغيرة تسمى عائشة، هي الوحيدة التي ولدت بين شقيقيها في كنف داعش قبل سنة. فيما كانت يولندا مارتينيث متزوجة من مغربي، ويعيشان في مدريد، قبل أن يقررا السفر إلى سوريا مع طفلهما بلال عندما كان يبلغ من العمر أربع سنوات. وفي سوريا رزقا بثلاثة أطفال آخرين (عائشة، أربع سنوات، وخديجة سنتين، وعمر 9 شهور.

في حين كانت لونا فيرنانديث متزوجة من الجهادي المغربي محمد لامين الذي قتل في جبهات القتال. أنجبت منه 5 أطفال: عبد الرحمان، 11 عاما، وإبراهيم، 7 سنوات، ومريم، وزينب، وآسية التي ولدت قبل شهرين. وتظهر حالة لونا فيرنانديث كيف يمكن أن يكون في مخيمات الأكراد أطفال مغاربة أيتام كليا- لا أب ولا أم-، إذ أنها لما كانت هاربة من معارك الباغوز أخرجت معها أربعة أطفال مغاربة هم سلمان (7سنوات) وفارس (6 سنوات) وإسحاق ودوود. تحكي أن الأيتام الثلاثة الأوائل هم أبناء جهادي مغربي ومغربية، صديق زوجها محمد لامين، قتلا قبل سقوط داعش. فيما الطفل الرابع هو شقيق أطفالها أنجبه زوجها مع أرملة (مغربية).

وتواجه المغربيات وأطفالهن المحتجزون في هذه المخيمات خطر التشدد. جندي كردي مشرف على المخيمة قال إن 11200 طفل وزوجات الجهاديين القتلى في المعارك يعيشون في هذه المخيمات التي “تسيطر عليها النساء اللواتي يعدنا إنتاج رعب داعش”. من جهته، يوضح تقرير رسمي إسباني قائلا: “النساء المقاتلات الداعشيات يحاكمن بإيجاز شديد الأقل تشددا”. إلى جانب معاناة الأطفال مع «الإسهال والتهابات الأذن والجوع»، تقول إحدى الجهاديات.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي