بنعبد الله ينشر "غسيل الحكومة".. ويتهم أخنوش بقيادة حزب "العصا في العجلة"

06 نوفمبر 2019 - 08:01

في أول تجمع یترأسه بعد خروج حزبه من حكومة سعد الدین العثماني في صیغتها الأخیرة، حل الأمین العام لحزب التقدم والاشتراكیة، محمد نبیل بنعبد الله، بمدینة فاس وهو یحمل معه مدفعیته الثقیلة، أطلق منها النیران في كل الاتجاهات، حیث هاجم التقنوقراط مدافعا عن
الفاعل السیاسي، ردا منه كما قال على خطاب التشكیك في كفاءات وقدرات الفاعل السیاسي والأحزاب السیاسیة، كما حذر من الوضع السیاسي والاجتماعي الحالي بالمغرب، والذي تسبب بحسبه للمغاربة في حالة من القلق والحیرة، منتقدا تعثر عملیات التنزیل الحقیقي
لورش الجهویة ومواصلة المركز لقبضته الحدیدیة للصلاحیات المخولة للجهات، بحسب تعبیر نبیل بنعبد الله.
وقال نبیل بنعبد الله، خلال ترؤسه مساء أول أمس الأحد، للجلسة الافتتاحیة للمؤتمر الجهوي لحزبه، اختار له المنظمون شعار: « الجهویة ورهان النموذج التنموي الجدید »، وحضره قیادیون من « حزب الكتاب » ومؤتمرون قدموا من مختلف أقالیم جهة فاس – مكناس، (قال)
مرت 4 سنوات على انتخابات شتنبر 2015 ، والتي شكلت الصیغة الجدیدة لما نص علیه دستور 2011 ،بخصوص الجهویة، لكن التنزیل الحقیقي لهذا الاختیار اصطدم وللأسف بعقلیة المراقبة الشدیدة القائمة على المستوى المركزي، والتي ظلت تمسك بكل الاختصاصات والصلاحیات وتكرس استمرار نظام المركزیة على حساب اختصاصات الجهات.
وأضاف بنعبد الله، أن الجهویة باتت تحتاج الیوم لقرار سیاسي جريء وواضح للدولة، هل نرید تعمیم دیمقراطیة حقیقیة بامتداداتها الجهویة والإقلیمیة والمحلیة، أم لا؟ إذا كان الجواب بنعم، یوضح الأمین العام لحزب التقدم والاشتراكیة، وجب الإقرار بدور المنتخبات
والمنتخبین، والذین اختارهم الشعب عبر صنادیق الاقتراع لتدبیر شؤونهم المحلیة، حیث اشتكى نبیل بنعبد الله من الخطاب الذي یتم الترویج له، كما قال، على نطاق واسع، یشكك في قدرات المنتخبین على التسییر، وحجة أصحاب هذا الخطاب، هو تفادي الانحرافات
والتلاعبات في تدبیر الشأن العام وصرف المال العمومي، وهو ما جعل مروجي هذا الخطاب یبررون بقاء المصالح المركزیة في وضع الید على اختصاصات الجهات.
نفس الخطاب سمعناه ونسمعه، یردف بنعبد الله، بخصوص مكونات الحكومة، عبر التشكیك في قدرات وكفاءات الفاعل السیاسي على حساب الدفع بالتقنوقراط وأبناء جلدتهم من الكفاءات والمهارات البدیلة لأطر الأحزاب السیاسیة، وهذا یشكل منحى خطیرا یعرفه مغرب
الیوم، یعلق بنعبد الله، فإما أن نمیل لدیمقراطیتنا ونثق في الشعب وقدراته في اختیار من یمثلونه، أو نقر بأننا لا نرید هذه الدیمقراطیة وننتصر لخطاب التشكیك في الفاعل السیاسي والمنتخبین، خصوصا أن الوضع الحالي بالمغرب یثیر ما یكفي من القلق والحیرة، ولن
یستقیم أي توجه نحو الإصلاح وإنتاج نموذج تنموي جدید، بدون أحزاب سیاسیة حقیقیة قادرة على ملء الفراغ، والتفاعل مع التعبیرات العفویة للشعب، المطالبة بالإصلاح والتغییر وإنهاء حالة القلق والحیرة لدیهم.
وهاجم بنعبد الله بقوة من سماهم « بالبدائل المصطنعة »، والتي یتم التطبیل لها، في إشارة منه للتقنوقراط، حین قال إن »هذه الكفاءات سبق لها أن فشلت نهایة العقد الماضي في إنقاذ المغاربة وتلمیع صورة المغرب، بعدما أوصلته للباب المسدود، والمغاربة مازالوا یتذكرون ما
جناه علیهم هؤلاء، فإذا كنتیو غادي تجیبو نفس السلعة، وتعلنون تعویلكم على أطرها وكفاءاتها لتلعب دور المنقذ لرؤیة 2021 ، فهذا هراء لن یقبله المغاربة، یوضح الأمین العام لحزب التقدم والاشتراكیة، مشددا على أن الترویج لكفاءات التقنوقراط على حساب التشكیك
في مصداقیة ونزاهة أطر وكفاءات الفاعلین السیاسیین وأحزابهم، لن یفید الدیمقراطیة المغربیة.
فالمنحرفون والفاشلون، یقول بنعبد الله، موجودون وسط فئة السیاسیین ومثیلتها لدى التقنوقراط على حد سواء، وكل اتهام بالفساد المالي والإداري إن وجد، هناك محاكم مختصة، شریطة أن نقدم لها ملفات فساد حقیقیة بعیدا عن عملیات الانتقاء الانتقامي لتصفیة حسابات
سیاسیة مع أحزاب بعینها لفائدة أحزاب أخرى، حیث طالب بنعبد الله في رسالة وجهها للجهات المعنیة كما قال بدون أن یخص أحدا بالاسم، (طالبهم) بإرجاع الثقة للفاعل السیاسي وإنهاء خطاب التشكیك في قدرات وكفاءات الفاعل السیاسي وأحزابه السیاسیة. وزاد زعیم
حزب الكتاب أن المشروع الإصلاحي الذي قاده الملك محمد السادس منذ اعتلائه للعرش، ساهمت فیه إلى جانب المؤسسة الملكیة، الأحزاب الوطنیة والدیمقراطیة، بأفكارها وجهدها ورجالها ونسائها، بدءا من حكومة الیوسفي وصولا إلى الحكومة الحالیة، مضیفا أنه لما
عاش المغرب هزات اجتماعیة، كانت للأحزاب السیاسیة تحركات مسؤولة واصطفت إلى جانب مؤسسات الدولة لدعم الإصلاح والتغییر في إطار الاستقرار.

وحرص الأمین العام لحزب التقدم والاشتراكیة، في نهایة كلمته بالجلسة الافتتاحیة للمؤتمر الجهوي لحزبه بفاس، حضره ممثلون عن الأحزاب السیاسیة، (حرص) على إرسال رسالة صریحة كما وصفها، لرئیس الحكومة سعد الدین العثماني وحلفائه بالأغلبیة الحكومیة، حین قال لهم « أیتها الحكومة كوني واعیة بأن التدبیر الحكومي یتعارض مع سیاسة إرضاء الخواطر وضمان الاستمراریة في الحقیبة الحكومیة على حساب انتظارات المغاربة »، قبل أن یضیف « السیاسة الحكومیة تحتاج إلى شحنة ونفس سیاسي قوي، وجرأة في مصارحة المغاربة وإطلاعهم على خریطة طریق التدبیر الحكومي لما تبقى من ولایتها، خصوصا أن حالة الحیرة والقلق باتت تقض مضجع المغاربة، بالتساوي مع تأزم وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، وتراجع معدل الاستثمار بسبب تخوف رجال الأعمال من ضبابیة الوضع السیاسي والاجتماعي، وفي مقابل ذلك تنشغل مكونات الحكومة بالتطاحن فیما بین قطب یقوده حزب العدالة والتنمیة، وآخره یضم تحالف أربعة أحزاب یقودهم الأحرار ضمن مخطط لوضع العصا في العجلة، استعدادا لسباق 2021 ، وهو واقع عشناه، یقول نبیل بنعبد الله، من داخل الحكومة مما عجل بخروجنا منها، ونفس الواقع الحكومي أقر به الخطاب الملكي الأخیر خلال افتتاح الملك للبرلمان بدایة أكتوبر الماضي.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي