أمام لقاءات الأحرار.. «البيجيدي» يلجأ إلى المهرجانات لإثبات قوته من جديد

20 نوفمبر 2019 - 10:00

يبدو أن حزب العدالة والتنمية ماض نحو استعادة أسلوب المهرجانات الحاشدة لتثبيت عافيته التنظيمية والسياسية،حيث أعاد مهرجان السويهلة نواحي مراكش، أول أمس، برئاسة الأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني، إلىالأذهان صورة المهرجانات التي كان يترأسها الأمين العام السابق عبدالإله بنكيران، والتي كان لها الأثر في تقويةلحمة الحزب، في الوقت الذي استعملت لنشر « الهزيمة » مسبقا، في صفوف باقي الأحزاب السياسية.

مهرجان السويهلة لأول أمس حضره حشد كبير، دفعت نشطاء الحزب في باقي الجهات إلى الاحتفاء به، وبعثرسائل غمز ولمز مباشرة إلى حزب التجمع الوطني للأحرار الذي أطلق بدوره منذ فترة برنامج « 100 يوم 100 مدينة« ، تفيد أن « البيجيدي » قادر على جمع آلاف الناس في مهرجانات « بدون أكباش أو وسائل نقل مجانية« ، وأنمواطني جماعة السويهلة جاؤوا « حبا في البيجيدي« ، وليس أي شيء آخر.

في هذا السياق، ظهر العثماني منتشيا في خطابه أمام الحشود التي تجمعت في السويهلة، وهو يثني على رئيسالجماعة الذي ينتمي إلى حزبه، واصفا إياه بـ« العفريت » الذي استطاع هزيمة خصومه ومنافسيه من بقية الأحزاب،والذين وصفهم بـ« التماسيح اللي نايضين ليه« . كما أثنى العثماني على سكان السويهلة ووصفهم بأنهم « نموذجلجماعة فيها المواطنة الحقيقية وخدمة البلاد، أحييكم على أنكم تماسكتم وتعاونتم مع رئيس الجماعة واشتغلتم معه« .

كما أشاد العثماني بأداء حكومته، وقال إنها حكومة « يتسم برنامجها بالطابع الاجتماعي« ، وأردف قائلا: « كنتدائما أقول إنه ليس هناك حكومة في تاريخ المغرب عندها طابع اجتماعي مثل هذه الحكومة، فجميع البرامجالاجتماعية موجهة للعالم القروي والطبقات الفقيرة الهشة والمتوسطة والدنيا« ، مؤكدا أن « جميع البرامج الاجتماعيةتحسنت« . وساق العثماني في السياق قضية الأراضي السلالية، التي أكد أنها « مشكل وطني« ، لكنه نوه بأداءحكومته في حل هذا المشكل « الذي استعصى على جميع الحكومات السابقة، إلى أن توقف عندي لأجد له الحلالمناسب« ، والمتمثل في تمليك الأراضي السلالية لمن يستغلها.

وأشار في هذا السياق إلى أن برنامج تمليك تلك الأراضي انطلق في الغرب، ويشمل 35 ألف هكتار، كما انطلق فيالحوز، حيث يشمل 14 ألف هكتار،

في أفق تعميمه على جميع الأراضي السلالية، بكل شفافية وسهولة.

لكن العثماني عاد مرة إلى الشكوى من « الإشاعات« ، وقال إنها « تلاحق حكومته« ، من قبيل ترويج البعض أخباراحول « رفع أسعار قنينة الغاز« ، وقال إن ما يروج « مختلقٌ وغير صحيح« ، وكشف أن الحكومة خصصت غلافا ماليابقيمة 14 مليار درهم في ميزانية 2020 لدعم الغاز والسكر والدقيق.

واعتبر أن حزبه « يعلي من المصلحة العليا للبلاد« ، ويشعر بحاجات الناس وأحوالهم لأن أغلب مناضلي حزبه وقيادييه« يتحدرون من المغرب العميق، فهم أناس مناضلون من أولاد الشعب، عاشوا في عائلات فقيرة ومتوسطة، خْدموودْمروا، وهذا معناه أن اللي خدم يوصل« .

المهرجان الحاشد خلّف ارتياحا وسط مناضلي الحزب، فضلا عن نشطائه في وسائل التواصل الاجتماعي، الذينركّزوا كثيرا على الحشود التي حجت إلى المهرجان.

في مواجهة حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي نظم أيضا أكثر من لقاء بالقصر الكبير والناظور (زايو) وآسفي،للاستماع إلى المواطنين « جينا نسمعو للحوايج اللي كتضركم« ، يقول رشيد الطالبي العلمي لمناضلي حزبه فيالقصر الكبير.

لكن عبدالعزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة للحزب، رفض هذه المقارنة، وقال لـ« أخبار اليوم » إن مهرجان السويهلة« ليس ردّ فعل على أي طرف« ، مؤكدا « ما يفعله الأحرار في 100 يوم، يمكننا القيام به في نهاية أسبوع واحد، نحن لانقوم بردود الأفعال، ومن يتتبع الحزب يدرك جيدا أن أعمالنا مستمرة وتجري بشكل اعتيادي ودون انقطاع« ، لكن ماحصل منذ، أول أمس، أظهر أن « مناضلي الحزب وقواعده كانت تحتاج إلى قدر من الوضوح، ويبدو لي أن مهرجانالسويهلة مؤشر قوي على أن ما كانوا يريدونه قد حصلوا عليه، لقد تأكد لهم منذ مدة أن مسار الإصلاح مستمر، لكنبمقاربة أخرى، أن فرص الإصلاح موجودة رغم الظروف المحيطة، لأننا نؤمن بحتمية مواجهة الفساد والاستبداد.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي