السلطات تقرر الاستعانة بمياه سد «العرائش» للتغلب على أزمة سدود طنجة

14 ديسمبر 2019 - 23:00

رغم التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها منطقة الشمال خلال شهر نونبر الماضي، فإن نسبة ملء حقينة سدود الجهة لم تبعث اطمئنان للمسؤولين الترابيين، حيث عقد والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد امهيدية، اجتماعا رفيع المستو، بمقر الولاية، لتدارس الوضعية الحالية للسدود، والآفاق المستقبلية لقطاع الماء الصالح للشرب على صعيد الجهة.

وعبر المسؤولون بحسب مصادر حضرت الاجتماع، عن خشيتهم من تأثير التناقص المستمر لحقينة سدي “9 أبريل” و”ابن بطوطة”، في السنوات الأخيرة، نتيجة تراجع معدل التساقطات المطرية وارتفاع درجات الحرارة أغلب فترات السنة، جراء التغيرات المناخية، خاصة وأن السدين المشار إليهما، يؤمنان أكثر من 90 في المائة من حاجيات عاصمة البوغاز ونواحيها من المياه ذات الاستعمالات المنزلية والصناعية وري المساحات الخضراء.

وخصص الاجتماع الذي عرف حضور كل من المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، عبد الرحيم الحافظي، وعمال عمالات وأقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة، ورؤساء المجالس الإقليمية، لتدارس الوضعية المرتقبة لحقيقة السدود ومشاريع تعزيز تزويد المدن والمراكز السكانية بالماء الصالح للشرب، بالنظر إلى انعكاسه المباشر على الحياة اليومية للسكان، ومساهمته في الارتقاء بتنافسية الاقتصاد الوطني وجلب الاستثمار الخارجي.

كما تطرق الاجتماع إلى المشاريع المنجزة خلال السنوات الأخيرة وبرنامج عمل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب على صعيد الجهة خلال الفترة بين 2020 و2023، وتدارس العراقيل التي تعترض بعض المشاريع وبلورة تدابير عملية لتجاوزها عبر مجموعة من التدابير ذات الطابع الاستعجالي.

في هذا الصدد، نبه عبد الرحيم الحافظي إلى أن المرحلة الحالية تسجل عجزا في مخزون الماء بالسدود الوطنية، تقدر بحوالي ناقص 16 في المائة على الصعيد الوطني، وناقص 6,7 في المائة بالجهة، مع توقعات باستمرار نزيف المنظومات المائية لطنجة وتارجيست ووزان، لتسجل عجزا خلال صيف السنة المقبلة، ما جعله يؤكد بضرورة بلورة حلول مستدامة عوض انتظار تهاطل الأمطار.

وبخصوص المنظومة المائية بطنجة، أوضح المسؤول نفسه ضمن حديثه أمام جميع المتدخلين، أن المشكل لا يتعلق بالتجهيزات، بل بحجم موارد المياه المتاحة والتحكم فيها، مشيرا إلى أن العجز المسجل بسدي 9 أبريل وابن بطوطة أعلى من المعدل الجهوي، حيث يبلغ معدل ملء السدين على التوالي 26 في المائة (ناقص 15 في المائة) و25,5 في المائة (ناقص 60 في المائة).

واقترح بعض الحلول التي تتطلب تظافر جهود كافة الأطراف المعنية، من وزارات ومجالس منتخبة، لتوفير التمويل اللازم لتقوية تزويد مدينة طنجة انطلاقا من سد 9 أبريل وتعبئة الجوانب الميتة من سدي 9 أبريل وابن بطوطة، وهو ما قد يوفر 30 مليون متر مكعب، مضيفا في السياق ذاته أن الحلول المستدامة لهذه الإشكالية تتمحور حول تعزيز تزويد هذه المنظومة انطلاقا من سدي دار خروفة والخروب بإقليم العرائش.

أما بخصوص منظومة المياه بتارجيست، والتي تعتمد على حقينة سد “جموعة”، الذي يسجل نسبة ملء لا تتجاوز 17 في المائة، فقد اقترح المسؤول ربط هذه المنظومة مع منظومة الحسيمة التي تعززت بمحطة تحلية مياه البحر، وقرب الشروع في استغلال سد “غيس”.

بينما على صعيد إقليم وزان، فقد أشار الحافظي إلى أن الانتهاء من مشاريع تقوية تزويد وزان بغلاف مالي يصل إلى 70 مليون درهم لمد 10 كلم من القنوات وبناء 3 محطات ضخ وتأهيل المحطة الحالية وبناء خزان بسعة 3 آلاف متر مكعب سيمكن من تجاوز مشكل الانقطاعات المتكررة للمياه خلال أوقات الذروة.

وفي الختام، ذكر عبد الرحيم الحافظي بالمنجزات المحققة في مشاريع كهربة وتزويد المجال القروي بأقاليم الجهة بالماء الصالح للشرب، معتبرا أنها “تدعو للافتخار”، مشيرا إلى أن معدل الكهربة يناهز 99,97 في المائة، ومعدل الولوج إلى الماء يفوق 97 في المائة، 42 في المائة من بينه يتعلق بالربط الفردي، لكن هذه الأرقام يراها متتبعون للشأن البيئي في جهة الشمال بأنها “منفوخة ” و”فضفاضة”، ذلك أن قرى ودواوير إقليمي وزان وشفشاون، لا تزال تعرف تعثرا في عمليات الربط الفردي بالمياه، بل إن السبب الرئيسي لنزوح ساكنة هذين الإقليمين إلى المدن المجاورة هو شبح العطش في فصل الصيف. 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي