بعد استثنائه من مؤتمر برلين.. هل انتهى دور المغرب في الأزمة الليبية؟

21 يناير 2020 - 15:40

بعد استثناء المغرب من مؤتمر برلين حول ليبيا، تتجه الجارة الشرقية الجزائر، نحو إيجاد موطئ قدم جديد لها في الأزمة لتصبح المتدخل المغاربي الوحيد فيها، وسط تساؤلات حول الدور، الذي من الممكن أن يحتفظ به المغرب لنفسه في القضية الليبية، بعدما كان لسنوات من بين أهم الفاعلين فيها باحتضانه لاتفاق الصخيرات، الذي صوت عليه مجلس الأمن الدولي.

وفي ذات السياق، يرى تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية، والأستاذ في جامعة محمد الخامس، أن عدم دعوة المغرب لمؤتمر برلين، نهاية الأسبوع الماضي، ليس نهاية العالم، مستغربا أن تعطي الخارجية المغربية كل تلك الأهمية لهذا الموضوع، وتصدر بلاغا خاصا بشأنه.

وحسب الخبير الحسيني، فإن استبعاد المغرب من مؤتمر برلين جاء نتيجة لعدد من العوامل، منها أن ليبيا لم تعد تمثل أزمة إقليمية، بل إنها أصبحت دولية، وتدويلها لا يرتبط فقط بمحاولات التسوية، وإنما بالصراع الدائر على أراضيها، مشددا على أن المغرب ليس من الدول، التي تعمل على خوض الصراعات العسكرية، إذ التزمت الرباط، منذ مدة طويلة، بعدد من المبادئ دوليا، منها الالتزام بالتسوية السلمية للنزاعات، وعدم التدخل في المشاكل الداخلية، وعدم استعمال القوة الدولية.

وأضاف الحسيني أن كل تلك المبادئ، التي رسختها الدبلوماسية المغربية على مدى سنوات من الممارسة، ربما كانت السبب في هذا الاستبعاد من برلين، كما أن رفض المغرب لتجاوز قرارات الصخيرات، التي صادق عليها مجلس الأمن، كان عاملا مهما في القضية.

وأشار الحسيني إلى الدور، الذي باتت الجارة الشرقية الجزائر تحاول لعبه في المشهد الليبي، بعد إعلانها في برلين عن استعدادها لاحتضان حوار بين الفرقاء الليبيين.

وقال الحسيني، أيضا، إن النظام الجزائري اليوم بهذه المبادرات يحاول إضفاء بعض الشرعية عليه في ظل استمرار الرفض الشعبي للرئيس الجديد، وفريقه.

وبعد غيابه عن التطورات الأخيرة في الملف الليبي، لا يستبعد الحسيني أن يعود المغرب إلى دوره في الأزمة، إذ اعتبر أنه عندما ستنتهي عاصفة الصراعات الدولية في ليبيا، سيظهر أن المغرب طرف أساسي في معادلة السلم، والاستقرار في شمال إفريقيا.

يذكر أن عدم دعوة المغرب لمؤتمر برلين أشعلت غضب دبلوماسيته، إذ عبر رسميا عن استغرابه من إقصائه من مؤتمر برلين حول ليبيا.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إن “المملكة المغربية كانت دائما في طليعة الجهود الدولية، الرامية إلى تسوية الأزمة الليبية”، مضيفة أن “المملكة المغربية لا تفهم المعايير، ولا الدوافع، التي أملت اختيار البلدان المشاركة في هذا الاجتماع”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي