نقطة نظام.. شبيبات Sur Commande

26 يناير 2020 - 00:00

تسمح الأحزاب بتأسيس كيانات موازية لشبابها لشيء واحد؛ كي تصبح آلة لتصريف اللعب غير المسموح به للكبار، ثم، شيئا فشيئا، خضعت للتشويه، فتحولت إلى جهاز لخدمة «الكبار»، ثم آلت إلى وضعية لا تختلف كثيرا عما هي عليه مزارع السمك.

حزب التجمع الوطني للأحرار لديه شبيبة هو أيضا. وبقدر ما هي كيان فارغ من أي محتوى أو قيمة سياسية، فإن رئيس الحزب، عزيز أخنوش، سعى، دون شك، إلى نفخ الهواء في هذه القربة، في محاولة لإظهار أن الحزب نجح في الاستقطاب الجدي للشباب، أي الفئة غير المتحمسة للسياسة عموما.

لكن الطريقة التي جرى بها عزل رئيس شبيبة الأحرار، قبل يومين، تكشف لنا أن نظرة «الكبار»، لاسيما عندما يكونون شبيهين بالإداريين عاليي المستوى، إلى الشباب ليست مغايرة عن رؤية والد لابنه، بين حالة الطاعة والعقوق.

أزاح أخنوش رئيس شبيبته دون مقدمات تنظيمية. إن ذلك الشاب، الذي ليس في رصيده سوى «قبول أخنوش»، وجد نفسه عاريا منه عندما لم يحط «الزعيم» بالتهليل المناسب، لذلك، كان يجب أن ينصرف لحال سبيله.

وفي الواقع، فإن شبيبات الأحزاب لم تعد بالأهمية التي كانت لديها في وقت مضى. وما بين أيدينا، في الوقت الحالي، ليس سوى «ملحقات تربية وترفيه» يحيطها القادة بالعناية اللازمة بغرض استعمالها فيالق هجوم في الوقت الملائم. على الأحزاب أن تفكر فعلا في تغيير الطريقة التي تُشكل بها الكيانات الموازية، بعدما تُغير نفسها أيضا. لقد بات كل شيء مبتذلا.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Nabil منذ 4 سنوات

Ana nabil 22 ans ana baghi namchi ltajnid hada nmro 0696322655

التالي