حزن مضاعف.. قدر الحزانى في زمن الـ"كورونا" أن يعيشوا حزنهم فرادى

04 أبريل 2020 - 14:20

في التراث المسيحي، الذي تأسس على التضحية والعزاء، يمني المكلومون وفاقدو أحبابهم، النفس، بترديد ما جاء في العهد الجديد: «طوبى للحزانى لأنهم يُعزَّون». 

لكن، مع فيروس كورونا، يبدو أن قدر الحزانى هو أن يعيشوا حزنهم فرادى، فلا الأب يعانق ابنه، ولا الأخ يربت على كتف أخته، ولا مشيعون وراء النعوش، ولا معزون في المقابر والبيوت.

لقد فقد الكثيرون بيننا أحبابهم مع مقدم هذه الجائحة، والبعض القليل منهم لم يتمالك نفسه، ولم يقوَ على كبح آلام الفقدان، فارتمى في أحضان أقربائه وأصدقائه معانقا باكيا، وكانت المأساة مضاعفة.

تضاعفت المأساة، بأن انتهى التشييع بانتهاء كثير من المشيعين في المستشفى بعدما أصيبوا بالفيروس، كما حدث في تطوان.

وهكذا أصبح الحزن مضاعفا، والفقدان فقدانين، أحدهما لا راد لقضاء الله فيه، والثاني نتمنى الشفاء العاجل لأصحابه القابعين في المستشفيات، فيما دفن البعض الآخر أحبابه في صمت يشبه فعلا صمت القبور الذي طالما تحدثنا عنه دون أن نعيشه مثلما عشناه الآن، دون مراسيم عزاء، ولا حلقات ذكر، ولا دعاء للفقيد في مآدب أصبحت في السنوات الأخيرة مبالغا في بذخها وإسرافها الذي لا يعكس حالة الفقدان والحزن.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي