خلاف داخل الطائفة اليهودية بالمغرب حول تسريب لائحة مرضاها بـ"كورونا"

04 أبريل 2020 - 15:43

أثار تسريب لائحة بأسماء اليهود المغاربة المصابين بفيروس « كوفيد 19″، والمستشفيات والمراكز التي يخضعون فيها للعلاج، إضافة إلى وضعيتهم الصحية، جدلا داخل مجلس الجماعات الإسرائيلية بالمغرب، بين مؤيد ومعارض، وصل مداه إلى إصدار نجيم بنسامي، الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أوامره بفتح تحقيق في صحة المعطيات الواردة في اللائحة، وتتبع المسؤولين عن تسريبها.

وتتضمن اللائحة التي جرى تسريبها عبر منصات التواصل الاجتماعي، 26 مواطنا عبريا يتلقون العلاجات بكل من مستشفيات الشيخ زايد، ومولاي يوسف، ومديونة، بالدار البيضاء، وحالة واحدة بمستشفى مدينة الصويرة، وهو مدير الفندق الذي توفي نتيجة مضاعفات صحية، كما تتضمن لائحة بـ5 مواطنين يهود يخضعون للعلاج بأقسام الإنعاش في كل من مستشفى الشيخ زايد والمستشفى الجامعي ابن رشد « موريزكو »، وطبيب تعافى من الفيروس وغادر مستشفى مولاي يوسف، علاوة على مريض فضل تلقي العلاج في بيته بعد تأكد إصابته بالفيروس، ثم شخصان توفيا بعد إصابتهما بالوباء العالمي.

إذ تظهر اللائحة تركز المصابين بمدينة الدار البيضاء، باستثناء حالة واحدة ليهودي بمدينة الصويرة، والذي لم يستطع مقاومة المرض ليستسلم للموت.

وعبر جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية بجهة مراكش، عن استيائه من قرار رئيس مجلس الجماعات الإسرائيلية بالمغرب سيرج بيير ديغو، باعتبار تسريب اللائحة خرقا للبيانات الخاصة بالمرضى اليهود، ومساسا بحياتهم الشخصية، والذي تم فتح بحث قضائي من طرف النيابة العامة بالدار البيضاء فيه، بناء على أوامر الوكيل العام للملك.

وأوضح جاكي كادوش في اتصال مع « أخبار اليوم »، أن الظرفية الحساسة التي تمر بها البلاد، في التعامل مع جائحة كورونا، تتطلب بذل الجهود للحد من انتشار الوباء وتفشيه بين أفراد المجتمع المغربي، معتبرا أن الطائفة اليهودية بالمغرب، من حقها معرفة المصابين بالفيروس وترتيب الإجراءات بناء على ذلك، من خلال تحديد المخالطين للمرضى في ظرف زمني معين، وبالتالي المساعدة على محاصرة الفيروس بين أفراد الطائفة، وبين المجتمع المغربي ككل.

وأضاف كادوش أن عددا من أفراد الطائفة اليهودية بالمغرب، يؤيدون تسريب اللائحة لمعرفة هل كان أحدهم رفقة المصابين، قبل أن ينقلوا للعلاج، وهذا أمر في خدمة المجتمع لتحديد دائرة المخالطين والمساعدة على محاربة الفيروس، موردا أن الطبيب أبيتان ريشارد المتعافي من فيروس كورونا، شرع في الاتصال بأقاربه ورفاقه ومخالطيه، يحثهم على إجراء التحليلات المخبرية للكشف عن إصابتهم بالفيروس من عدمه، مبرزا أهمية تعميم اللائحة على اليهود المغاربة.

وأوضح رئيس الطائفة اليهودية بجهة مراكش، أن الوقت ليس مناسبا لفتح تحقيق في النازلة، معتبرا أن تسريب اللائحة جاء بحسن نية، بهدف تنبيه المواطنين المغاربة إلى تحري الحيطة والحذر، واللجوء إلى إجراء الكشوفات المخبرية بالنسبة لمخالطي المضمنين في اللائحة، مؤكدا أن التواجد باللائحة المذكورة ليس إهانة، لأنها ليست إصابات بأمراض يمكن إخفاؤها أو التستر عليها في إطار حماية الحياة الخاصة للأفراد.

 وأصدر سيرج بيير ديغو، رئيس مجلس الجماعات الإسرائيلية بالمغرب، بلاغا بعد تسريب اللائحة، عبر خلاله عن استيائه من النازلة، وعن صدمته القوية إثر انتشار المعلومات الشخصية للمرضى، على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما اعتبره خطأ أخلاقيا، وجريمة يعاقب عليها القانون، مشددا على ضرورة التحلي بروح المسؤولية، واحترام الحياة الخاصة للأفراد. 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

مينة منذ 3 سنوات

إذا كان يهود المغرب يعتبرون أنفسهم مغاربة فعلا ووطنيون فهذا أمر عادي ولا يستحق كل هذه الضجة واللجوء إلى المحكمة كما قال رئيس الطائفة لمنطقة مراكش. وإن كانوا يعتبرون أنفسهم ليسوا مغاربة فمن حقهم اللجوء إلى القضاء. الكورونا اليوم لا تميز بين الناس. الكل ساواسية ولم يبقى مايستر إذا أردنا حماية الناس الآخرين.

التالي