محمد بنعيسى: البديل الاقتصادي سيعيد إحياء مطلب إنهاء استعمار سبتة ومليلية -حوار

01 يوليو 2020 - 01:00

صدر في الجريدة الرسمية قرار إنشاء المنطقة الاقتصادية الحرة في الفنيدق. هل هو تأكيد لنهاية زمن التهريب المعيشي من سبتة المحتلة إلى الداخل المغربي؟

نحن أمام نهاية رسمية لما يسمى بالتهريب نتيجة توقف هذا النشاط منذ أكتوبر 2019، وانطلاق أشغال تجهيز المنطقة الخاصة بالأنشطة الاقتصادية ميدانيا، الذي توج بمرسوم إحداث شركة مساهمة تسمى منطقة الأنشطة الاقتصادية للفنيدق، وانطلاق الأشغال بمنطقة الأفشورين بمرتيل، لإحداث وحدات تجارية تابعة أيضا لوكالة طنجة المتوسط.

هل يمكن لهذا المشروع أن يكون بديلا فعالا للتهريب المعيشي، قادرا على تحقيق التنمية، وخلق دينامية اقتصادية واجتماعية جديدة بالمنطقة؟

بالطبع، منطقة الأنشطة الاقتصادية للفنيدق ستساهم في تحقيق التنمية، ولكن السؤال المطروح هو كيف يمكن أن ينعكس ذلك على السكان المحليين، الذين من المفترض أن توجه إليهم التنمية أساسا؟ أظن أن الأمر يتوقف على توفير فرص الشغل لشباب المنطقة ودعم المقاولات المحلية، وإن تم عكس ذلك، فالأمر سيزيد من تكريس الشعور بالغبن بسبب الإقصاء.

تكلفة هذا المشروع تقدر بـ200 مليون درهم وسيتم تمويله على مدى 3 سنوات؟ هل هي كافية لخلق بديل اقتصادي في المنطقة؟

غير كافية طبعا، لكنها خطوة مهمة وكبيرة لخلق بديل اقتصادي حقيقي، يضمن الحق في الكرامة والعيش الكريم للعديد من المواطنين والمواطنات، بدل الاشتغال في نشاط يهدر كرامة وحقوق وحياة الإنسان. لكنني متيقن أن المغرب سيستفيد كثيرا من خلق هذه المناطق، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي. فمنع التهريب وخلق بديل اقتصادي بسبتة ومليلية المحتلتين، سيعيدان إحياء مطلب إنهاء الاستعمار وإعادتهما إلى أرض الوطن. فمباشرة بعد منع التهريب بسبتة مثلا، بدأت تظهر سلوكات عنصرية تجاه مغاربة سبتة، تمثلت في نعتهم ووصمهم بالإرهاب وكذلك تهميشهم، وبالتالي فالأمر سيحيي مطالب العودة إلى أرض الوطن، بعدما ظل المستعمر لعقود يستثمر التهريب لتكريس سيطرته على المدينتين. وأظن أن هذا هو الهدف الرئيسي الذي يجب أن يكون خلال المرحلة المقبلة، بجعل الدينامية الاقتصادية فرصة لإعادة إحياء حق المغرب في استعادة أجزاء من أرضه.

يبدو أن المشروع لن يكتمل حتى سنة 2022، هذا في حالة سارت الأمور بشكل عاد. ما مصير آلاف الحمالين وأسرهم في انتظار تدشين هذا المشروع؟ وكيف لمن يطارد قوته يوميا أن ينتظر سنتين؟

الأمر ليس بالسهل، فالمئات من الأسر كان مصدر دخلها الوحيد هو التهريب والاشتغال حمالين وحمالات لدى لوبيات التهريب، الذين يعتبرون المستفيد الأول منه. فالعديد من الأسر عادت إلى مدنها وقراها الأصلية، فيما اندمج آخرون في أنشطة اقتصادية أخرى ببعض المنشآت في طنجة. أظن أن الأمر سيتطلب بعض الوقت قبل أن تعود الحياة إلى مجراها الطبيعي، خصوصا أن المنطقة تعيش على عائدات السياحة أكثر من التهريب الذي تستفيد منه فئة قليلة..

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي