20 رحلة جوية ومستشفى ميداني يضم 150 فردا.. المغرب في صدارة من يلملمون جراح بيروت

12 أغسطس 2020 - 21:01

بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، وتسبب في سقوط عشرات الضحايا وخسائر مادية قدرت بملايين الدولارات، سارع المغرب إلى إقامة جسر جوي لنقل مساعدات تشمل مستشفى عسكري ميداني ومواد طبية وأخرى غذائية إلى لبنان، ما خلف صدى طيبا، وقوبل بكثير من الشكر والامتنان من طرف الشعب والحكومة اللبنانية.

وإلى حدود عشية أول أمس الاثنين، بلغ إجمالي طائرات المساعدات المغربية إلى العاصمة بيروت 20 طائرة، ليتصدر بذلك المغرب دول العالم من حيث عدد طائرات المساعدات التي أُرسلت إلى الشعب اللبناني بعد فاجعة مرفأ بيروت.

وكان الملك محمد السادس قد أعطى تعليماته لإقامة مستشفى عسكري ميداني ببيروت، بهدف تقديم العلاجات الطبية العاجلة للسكان المصابين في هذا الحادث.

ويضم المستشفى الميداني المغربي المشيد في قلب العاصمة اللبنانية طاقما من 150 فردا، من ضمنهم فريق طبي مكون من 45 طبيبا من تخصصات مختلفة (الإنعاش، الجراحة، العظام والمفاصل، الأنف والأذن والحنجرة، العيون، علاج الحروق، جراحة الأعصاب، وطب الأطفال، وصيادلة)، فضلا عن ممرضين متخصصين وفريق للدعم والمواكبة.

المستشفى المغربي المذكور يضم جناحا للعمليات، ووحدات للاستشفاء، والفحص بالأشعة، والتعقيم، ومختبر وصيدلية، ومرافق صحية وإدارية ولوجستية.

كما تضم المساعدة المغربية كميات من الأدوية للإسعافات الأولية ومواد غذائية: (مصبرات وبقوليات، وحليب مجفف، وزيت وسكر.. إلخ)، وخياما وأغطية لإيواء ضحايا الفاجعة، بالإضافة إلى أدوات طبية للوقاية من فيروس “كوفيد 19″، بما فيها الكمامات المغربية الصنع.

وكان قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، قد زار الأحد الماضي مرفوقا بسفير المملكة في بيروت محمد كرين، المستشفى الميداني العسكري المغربي في منطقة الكرنتينا القريبة من مرفأ بيروت، معربا عن شكره وتقديره للأطقم المغربية التي تشرف على تقديم المساعدات الطبية لضحايا الانفجار المفجع.

من جانبها، عبرت الحكومة اللبنانية عن شكرها للمغرب على كرم المساعدة، مشيدة بالسرعة التي استجاب بها لنداء الاستغاثة الذي أطلقته بيروت من خلال فتح جسر جوي من المغرب.

وعبرت سفارة الجمهورية اللبنانية بالرباط عن إشادتها بهذا الحب والتضامن الذي عبّر عنه المغاربة شعبا وحكومة وملكا، وما له من أثر كبير في تخفيف حجم المأساة التي حلت بلبنان.

وقال سفير الجمهورية اللبنانية بالمغرب، زياد عطا لله، في تصريح سابق بهذا الخصوص إن “هذه المكرمة الملكية كان لها وقع كبير في نفوس اللبنانيين، وجاءت في الوقت المناسب”، مؤكدا أن العلاقات بين المغرب ولبنان “عميقة ومتجذرة وأصيلة، ولا تزيدها الأيام إلا رسوخا وصلابة وتجذرا”.

عميق امتنان الشعب اللبناني على المساعدات المغربية المفتوحة لبيروت ترجمتها أيضا حفاوة التدوينات والتغريدات التي اعتلت مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام، بعدما أطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “هاشتاغ” #شكرا_جلالة_الملك_محمد_السادس للتعبير عن شكرهم وتقديرهم للمملكة المغربية.

وانضم عشرات من الفنانين والإعلاميين ورجال الأعمال اللبنانيين إلى حملة شكر المغرب تحت وسم #شكرا_جلالة_الملك_محمد_السادس، وأبرزهم وليد توفيق وكارول سماحة ورامي عياش ومي حريري وسعد حمدان وناي سليمان، علي جبر، جويل ماردينيان وآخرون.

وكتب رامي عياش، الذي يملك مشاريع استثمارية في المغرب في صفحته الرسمية على موقع “تويتر”: “أشكر جلالة الملك والعائلة الملكية المغربية على اتصالهم للاطمئنان علي وعلى عائلتي.. نشكرهم على المبادرات الإنسانية لدعم لبنان ومساندتنا، كما أشكر كل الدول اللي ساعدت لبنان وتدعمه في أزمته ومصابه”.

وفي اتصال بـ”أخبار اليوم”، أعربت الطبيبة اللبنانية كريستال عوكر عن امتنانها لحجم “المساعدات السريعة والمفتوحة التي قدمها ويقدمها وسيقدما المغرب، أيضا، في القادم من الأيام”، تقول المتحدثة، مضيفة: “المغرب أغرقنا بكرمه، ففي الوقت الذي ضرب الانفجار عددا من المستشفيات في قلب بيروت وكان السؤال المؤرق هو كيف سنقوم بتطبيب كل هؤلاء المرضى، بادر المغرب ومعه بعض الدول العربية إلى تشييد مستشفيات ميدانية لتخفف عنا هذا الحمل، وننجح جميعا في لملمة جراح هذا الوطن المنكوب”.

عوكر، وفي اتصال مقتضب بالجريدة، أكدت أن المستشفى الميداني المغربي الذي جرى تشييده فورا في منطقة الكرنتينا تحت إدارة البروفيسور شكار قاسم، بدأ في استقبال المرضى والمصابين جراء الفاجعة، منذ عشية أول أمس الاثنين “ودخل الحرب الكبيرة التي يقودها البلد ككل من أجل البقاء والإبقاء على مواطنينا سالمين متعافين”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي