بعد أسابيع من ذروة تفشي الوباء.. جهة الشمال تتجه نحو تسطيح منحنى الإصابات

19 أغسطس 2020 - 07:00

يستمر فيروس كورونا المستجد في تسجيل المزيد من الإصابات الجديدة في جهة الشمال، لكنها عرفت خلال الأيام الأخيرة تناقصا ملحوظا، مقارنة عما كانت عليه الوتيرة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، التي تخطت في بضعة أيام 550 حالة في اليوم، في حين تراوح متوسط الإصابات منذ السادس من شهر غشت إلى غاية نهار أمس، ما بين 100 و150 مصابا، فيما انخفض إجمالي الوفيات اليومي من 14 إلى 4 أشخاص خلال نفس الفترة.

وعزت مصادر مهنية مسؤولة انخفاض منحنى الإصابات إلى جملة من التدابير، التي قامت بها خلية اليقظة الصحية التي يترأسها والي الجهة، حيث تم تعزيز البنية الصحية بـ30 سريرا جديدا للإنعاش، ليبلغ مجموع أسرة الإنعاش المزودة بأجهزة ضخ الأوكسجين في الجسم، ومراقبة الوظائف الحيوية للجسم، 78 سريرا، موزعة بين مستشفيات محمد السادس، والدوق طوفار، ومحمد الخامس، ومصحة الضمان الاجتماعي.

ومن أجل التغلب على الضغط المتزايد للمصابين الذين يحتاجون المراقبة الطبية المباشرة، جهزت وزارة الصحة مستشفى محمد السادس بوحدة جديدة للعناية المركزة مكونة من 48 سريرا مجهزا بأحدث التجهيزات الطبية، ستشرف عليها أطر تمريضية وطبية وأساتذة من المركز الاستشفائي الجامعي.

واعتبر مصدر طبي مسؤول، يعمل داخل وحدة “كوفيد-19” بمستشفى محمد السادس في طنجة، أن التجهيزات الأخيرة التي توصلت بها المستشفيات المستقبلة لحالات كورونا، ساهمت في تخفيف الأعباء على أقسام الإنعاش، حيث قلصت أمد التدخل للتكفل بالحالات المستعصية، كما تم توسيع بنية الاستقبال والتكفل بالمصابين في وضعية متوسطة، وهو ما أدى إلى خفض نسبة الوفيات، إذ بعدما كانت مدينة طنجة تسجل ما بين 5 إلى 11 وفاة يوميا، بات العدد اليومي للوفيات الآن يتراوح ما بين حالتين و4 وفيات.

وأضاف المصدر ذاته، في معرض جوابه عما إذا كانت هذه التجهيزات الطبية والتدابير الوقائية ستساهم في تحجيم انتشار الوباء في المدى القريب، قائلا: “لا يمكننا التنبؤ بأي شيء؛ كورونا فيروس غامض حير العالم. وعلى المواطنين المحافظة على التباعد الاجتماعي، ووضع الكمامات، وغسل اليدين باستمرار من أجل وقاية أنفسهم وأسرهم”.

من جهة أخرى، لوحظ تناقص تدريجي في الضغط الذي شهدته المستشفيات قبيل عيد الأضحى والأيام الموالية، بعدما تمت إضافة مراكز جديدة لإجراء اختبارات الكشف عن الفيروس، وأيضا بعد البروتوكول الجديد الذي دخل حيز التنفيذ، الذي يخول للأطباء العامين تشخيص الحالات المشتبه فيها، وإحالتها على المصالح المختصة إذا تبين أن لها أعراض الإصابة.

في سياق متصل، نوه عبد الإله عبدون، الحارس العام بالمستشفى الجهوي محمد الخامس، بتبني المندوبية الإقليمية للصحة في جهة الشمال، بتوجيه من والي جهة الشمال محمد امهيدية، طريقة جديدة في التواصل مع أسر وذوي المرضى في مختلف مراكز التكفل، بعد تعبير عدد من المواطنين عن تذمرهم من انعدام آليات للتواصل مع المصالح المختصة.

وكشف عبدون، في تدوينة على صفحة حسابه بموقع فايسبوك، أنه سيتم تخصيص أماكن محددة ومواقيت معينة، يتولى من خلالها الطبيب المداوم إطلاع عائلة المرضى على تطور حالته الصحية، كما يمكنهم زيارته افتراضيا عبر محتوى كاميرات المراقبة المثبتة لدى المرضى، الذين يخضعون لبروتوكول العلاج في أماكن سكناهم.

وكان موضوع تتبع المرضى عن بعد محط انتقادات المتتبعين للوضع الوبائي، إذ كان الشخص المؤكد إصابته الذي لا يعاني من أية أمراض مزمنة، يخضع للحجر الصحي المنزلي مدة أسبوعين، دون أن يتلقى أي استفسار طبي عن حالته الصحية، كما يعسر مهمة تتبع المخالطين.

وكانت التغييرات التي قامت بها وزارة الصحة في بروتوكول العلاج أربكت المرضى، خاصة بعدما استغنت الوزارة عن إجراء اختبار تأكيد حالة التعافي، وأصبحت حالة الشفاء تحتسب بعد أسبوع على استعمال المصاب للأدوية التي يحصل عليها لمتابعة العلاج بمنزله، قبل إتمام 7 أيام أخرى مدة العزل، ودون أن يتلقى المصاب أي اتصال للاستفسار عن حالته الصحية وأحوال مخالطيه بالبيت.

على الصعيد الميداني، لا تزال السلطات المحلية تواصل حملاتها لتنفيذ مقتضيات قانون الطوارئ الصحية، وملاحقة المخالفين للإجراءات الاحترازية، كما تم إغلاق عدد من المقاهي والمطاعم التي لم تحترم توقيت الإغلاق المحدد في الساعة العاشرة وسط المدينة، والثامنة في باقي الأحياء ذات التجمعات البشرية الكبيرة.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

faty منذ 3 سنوات

حمدا لله على هذا المجهود المثمر وحظ موفق راه وكون مازيرتو شوي الناس وحبستوهم لكان اكثرسوء شكرا لكم جميعا ومزيد من الصرامة حتا نتغلب على الوباء والجهل

التالي