«أنوار في ليل كورونا».. للأزمة الصحية الراهنة وجه جميل أيضا!

16 سبتمبر 2020 - 07:00

تتواصل الأعمال المهتمة بالوباء الفيروسي الراهن والأزمة الصحية العالمية الناتجة عنه. إذ صدر في الآونة الأخيرة كتاب للكاتب بوعلام رمضاني بعنوان «أنوار في ليل كورونا: من دفتر ثقافي محجوز»، وهو يستعيد لحظات «العزلة» والآثار النفسية والمادية للجائحة ومآسيها.

 

يضع كتاب بوعلام رمضاني الأخير «أنوار في ليل كورونا، من دفتر ثقافي محجوز»، الصادر عن دار خطوط وظلال الأردنية، قارئه في قلب عاصمة الأنوار باريس وما تمثله الثقافة لبلد مثل فرنسا. إذ لا يسترجع الكتاب فحسب يوميات صحفي مغترب فرض عليه الحجر الصحي في بيته، بل يعرض أمام هذا القارئ الوجه الجميل لكورونا. فرغم الكوارث الاقتصادية والمآسي الإنسانية لهذا الفيروس القاتل، لكنه يقدم لنا الوجه الآخر لـ»كوفيد 19»، الذي حول الساحة الإعلامية الفرنسية إلى واجهة للنقاش الفكري والفلسفي بين كبار المفكرين والكتاب، من جاك أتالي إلى جاك لانغ وإدغار موران وغيرهم. كما يضع الكتاب قارئه في قلب مجتمع يعتبر الكتاب والمطالعة حاجة ماسة للإنسان مثل الغذاء والدواء والهواء.

في الكتاب الذي جاء في قرابة 200 صفحة، يرافق بوعلام رمضاني في منفاه الباريسي النقاشات الفكرية والثقافية عبر إذاعة «فرانس أنتير»، و»فرانس أنفو»، ومجلة «ماغازين لتيرير» وغيرها من المنابر الفرنسية، كما يتيح للقارئ العربي والمعرب وجبة فكرية وأدبية ثرية ويقدم بأسلوب صحفي العديد من الكتب، سواء تلك الصادرة حديثا أو تلك التي أعاد قراءتها تحت الحجر الصحي، مثل كتاب «غوت والإسلام» للراحل عبد الحميد ابن اشنهو، أو تلك التي أعادها فيروس كورونا إلى الواجهة مثل رواية «الطاعون» لألبير كامو أو أعمال الروائي مارسيل بروست.

فضلا عن ذلك، يرافق الكاتب بوعلام رمضاني قارئه، على امتداد الصفحات المائتين، في عرضه لأبرز النقاشات الفكرية والثقافية التي دارت في فرنسا خلال أشهر الحجر الصحي، بين قامات ثقافية أمثال رفاييل ليوجييو وإدغار موران وميشال ويلبيك وآلان غريش وبرنار هينري ليفي، وغيرهم من أهم وأبرز الكتاب الأدباء والمفكرين الفرنسيين المعاصرين، محاولا الفصل بين آرائهم المتقاطعة والمتعارضة حول فيروس كورونا.

وهكذا، يتضمن الكتاب مقالات رمضاني، وكذا حواراته التي أنجزها لموقع ضفة ثالثة التابع للعربي الجديد الذي يراسله من باريس، أو تلك التي كتبها خصيصا لتكون ضمن الكتاب. إذ لم يتجرد الكاتب فيها من خلفيته الحضارية التي ينتمي إليها، حيث يكتب بحرقة الصحفي والكاتب والمثقف الذي يقارن بين ما تبذله فرنسا من أجل إنعاش قطاع النشر والكتاب والمكتبات التي تضررت من فيروس كورونا، ورغم ذلك تمكنت من تقديم 511 رواية جديدة تنتظر الصدور في الدخول الأدبي أكتوبر المقبل، وتعيد مارسيل بروست وكامو إلى الواجهة من خلال ارتفاع عدد مبيعات كتبهم، وبين ما تعيشه الثقافة العربية في بلدانها من إهمال وركود. وهو يتساءل في آخر الكتاب: ماذا لو «افتخرنا» بشهرزاد «ألف ليلة كليلة» كما يفتخر الفرنسيون اليوم بطاعون» ألبير كامو و»البحث عن الزمن المفقود» لمارسيل بروست؟.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي