تصعيد غير مسبوق من لدن البوليساريو.. زعيم المعارضة: الجبهة تقودنا إلى الانتحار الجماعي

21 أكتوبر 2020 - 21:00

بلغ التوتر بين المغرب وجبهة البوليساريو في الأيام الأخيرة مستويات غير مسبوقة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة سنة 1991، إذ إنه في الوقت الذي يؤكد فيه المغرب احترامه ودعمه قرارات الأمين العام للأمم المتحدة، البرتغالي أنطونيو غوتيريس، كما اعترف بذلك غوتيريس نفسه في تقريره الأخير؛ مازالت البوليساريو، بدعم جزائري، تُمعن في التصعيد واستفزاز الرباط والأمم المتحدة، في محاولة لتغيير الوضع القائم عبر تدبير وتنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية في المنطقة العازلة أو ممرات يستعملها موظفو البعثة الأممية، المينورسو، في الجدار الأمني بالصحراء، حيث يتمركز الجنود المغاربة.

ويأتي هذا التصعيد غير المسبوق بعد تشديد الخناق على البوليساريو داخليا وخارجيا، خاصة بعد تنظيم المؤتمر التأسيسي للحركة السياسية المعارضة لها «صحراويون من أجل السلام» بداية الشهر الجاري بالعيون، وبعد التقرير الأمم الأخير الذي اتهم الجبهة بانتهاك حقوق الإنسان في المخيمات وعرقلة مهام وتحركات موظفي المينورسو، إلى جانب أن الوقفة الاحتجاجية غير المسبوقة، التي نظمتها الجبهة أمام ممر تحت مراقبة الجيش المغربي في منطقة أمهيريز، جاءت مباشرة بعد خروج تسريبات تؤكد أن مسودة القرار الأممي بخصوص قضية الصحراء، التي صاغتها أمريكا، متحت من التقرير الأخير لغوتيريس والذي أوصى بتمديد ولاية البعثة سنة كاملة.

في هذا الصدد، كشفت مقاطع فيديو وصور نشرتها منصات إعلامية تابعة للجبهة كيف نُظمت وقفة احتجاجية أمام ممر تحت سيطرة ومراقبة الجيش المغربي في منطقة أمهيريز، التي تزعم الجبهة أنها «محررة». ويتضح من خلال الصور والفيديوهات المنشورة أن الوقفة، التي نظمت مساء يوم الأحد المنصرم، شارك فيها عدد قليل من الأشخاص بينهم نساء. ورفعت القلة القليلة من المشاركين شعارات تطالب الأمم المتحدة بما سمته «تنظيم استفتاء لتقرير المصير للشعب الصحراوي»، وبإغلاق معبر الكركرات الذي كانت الجبهة تهدد بإغلاقه قبل أيام، في تعارض تام مع تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة الذي يؤكد ضرورة ضمان استمرارية حركة النقل والتنقل في المعبر.

ورغم أن الفيديوهات والصور، التي اطلعت عليها «أخبار اليوم»، لا تظهر تسليم أي رسالة لموظفي المينورسو أثناء الوقفة الاحتجاجية، فإن الجبهة قالت إن المحتجين بمنطقة أمهيريز سلموا رسالة إلى المينورسو، زاعمة أنهم «أعلنوا من خلالها يأسهم ونفاد صبرهم وفقدان الثقة في الطريقة التي تتحمل بها الأمم المتحدة وبعثتها مسؤولياتها في بلدنا، وفي ما يتعلق بقضيتنا العادلة المتمثلة بالعيش بكرامة في جميع أنحاء بلدنا، وحقنا غير القابل للتصرف في تقرير مستقبلنا بحرية ونزاهة وعدالة».

ويبدو أن الوقفة الاحتجاجية لمجموعة من الصحراويين أمام المنفذ الأمني، الذي يستعمله موظفو المينورسو للدخول والخروج من الجدار الأمني لإنجاز مهامهم، كانت قد دبرتها جبهة البوليساريو، إذ زامنت تنظيم وقفة احتجاجية من لدن انفصاليين صحراويين، أول أمس الاثنين، أمام القنصلية المغربية بمدينة بيلباو الإسبانية، حيث رفعوا شعارات مشابهة لتلك التي رُددت في منفذ أمهيريز. وكتبت وكالة الأنباء الإسبانية، «إيفي»، بهذا الخصوص، أن هذه هي المرة الثانية التي يرفع فيها الصحراويون العلم الانفصالي بالقرب من الجدار الأمني منذ سنة 1991.

وردا على التصعيد الاستفزازي للبوليساريو، أكد الحاج أحمد بريك، زعيم «صحراويون من أجل السلام» والمندوب السابق للجبهة في إسبانيا ووزير التعاون قبل استقالته سنة 2012 وأحد الصحراويين المعروفين في أمريكا اللاتينية: «نحن ضد الحرب، ونحن، أيضا، ضد التصعيد. نعتقد أنه نهج عقد الأمور في السابق»، شارحا أن استراتيجية الحركة التي يتزعمها «تتجلى في إظهار أن هناك صوتا آخر، مقاربة أخرى، وطريقا بديلا للسفر دون وجهة، وبديلا لطريق الانتحار الجماعي الذي تقودنا إليه قيادة البوليساريو». ويؤكد الحاج أحمد في حواره الجديد، الذي ننشر تفاصيله في العدد المقبل، ضرورة التوافق مع المغرب حول حل سلمي وواقعي لهذا الملف.

وبينما كانت البوليساريو والجزائر توظفان الوقفة الاحتجاجية أمام المنفذ الذي يراقبه الجنود المغاربة للعودة إلى الواجهة الإعلامية، تفجرت فضيحة قتل الجيش الجزائري شابين صحراويين خنقا، حيث انتشر الخبر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، ووصل صداه إلى داخل مخيمات تيندوف. في هذا الصدد، أكدت لجنة حقوق الإنسان في حركة صحراويون من أجل السلام، نقلا عن مصادر مطلعة، حادثة وفاة شابين صحراويين بالقرب من مخيم الداخلة للاجئين الصحراويين المنحدرين من مخيم العيون. ويرجع سبب الوفاة، حسب المصادر نفسها، إلى أن دورية للجيش الجزائري قامت بإضرام النار في أغطية مبللة بالبنزين وإدخالها في الحفرة المخصصة للتنقيب كان الشابان يختبئان فيها، ليفارقا الحياة إثر اختناقهما وتعرضهما لحروق خطيرة. وطالبت «صحراويون من أجل السلام» بفتح تحقيق دولي في قضية حرق شابين صحراويين حتى الموت من لدن دورية للجيش الجزائري..

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي