بالتزامن مع تلويح عدد من الأعضاء، البارزين في حزب العدالة والتنمية بالاستقالة، على مقربة من دخول السنة الانتخابية، خرجت آمنة ماء العينين، القيادية في الحزب للتعليق على ذلك، معتبرة أن الالتحاق بالأحزاب، أو مغادرتها حرية خاصة، غير أنه حينما يتعذر البقاء، وتنضج قناعة المغادرة، يجب تدبيرها بالكثير من الهدوء، والروح الرياضية بين الطرفين.
وقالت ماء العينين في تدوينة لها، تعليقا على موضوع الاستقالات من الحزب، إن الالتحاق بالأحزاب السياسية، أو مغادرتها حرية خالصة، يجب أن تظل مكفولة بطريقة مبدئية للجميع، مهما كان الموقع، الذي يحتله المستقيل من الحزب، وهي حرية يكفلها الدستور والقانون.
واعتبرت ماء العينين أن الانتماء إلى الأحزاب السياسية يقوم على الاقتناع، وحينما ينتفي ذلك بطريقة مؤسسة، بعيدا عن ردود الفعل النفسية، أو المواقف من أشخاص بعينهم، أو مواقف بعينها، تصير المغادرة مطلوبة، لأن “الاقتناع بالنسبة إلي هو الماهية الأصلية للعمل السياسي، فبه تُبنى الرهانات، وتتغذى إرادة الاستمرار، كما أن الانتماء إلى الأحزاب السياسية، والنضال من داخلها، يخلق نوعا من “العشرة” يجب مراعاتها من الطرفين معا، مهما كان الاختلاف، أو العتاب، فلا شيء يبرر تجني من يغادرون على أحزابهم للإساءة إليها، ولا شيء يبرر أخلاقيا الهجوم على من يغادرون من طرف مناضلي الأحزاب، أو الإساءة إليهم”.
وعن تجربة حزب العدالة والتنمية، قالت ماء العينين “كثيرا ما احتفينا بمن ينتمون إلينا قادمين من حساسيات سياسية أخرى، بعد أن حدثت عندهم تحولات، ومراجعات في الفكر، والقناعة، وهو حق إنساني وارد، ولذلك لا بأس أن نكرس بيننا بطريقة بيداغوجية هادئة، تقبل مغادرة حزبنا إلى أحزاب أخرى، مع الاقتناع أن ذلك لا يشكل أية إساءة لحزب العدالة والتنمية، وأن ما يمكن أن يسيء إليه هو بعض ردود أفعالنا المنفعلة، أو حتى اللاأخلاقية”.
ودعت ماء العينين إلى تدبير خيار مغادرة المناضلين للحزب بروح رياضية، وقال إن “الأحزاب السياسية، تحرص على بقاء كل أبنائها، ومناضليها بداخلها، مهما كان الاختلاف، وعليها أن تطور آليات الحوار، والتواصل لتتجنب مغادرتهم، غير أنه حينما يتعذر البقاء، وتنضج قناعة المغادرة، فيجب تدبيرها بالكثير من الهدوء، والروح الرياضية بين الطرفين”.