زعماء الغرب يعبرون عن صدمتهم من "اقتحام الكونجرس".. مقابل "شماتة" روسية إيرانية

07 يناير 2021 - 12:43

أعرب زعماء من مختلف دول العالم عن  صدمتهم من الأحداث، التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأربعاء، حينما اقتحم أنصار الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، مبنى الكونجرس، حيث كان أعضاؤه مجتمعين، وذلك في محاولة لإلغاء نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، التي فاز فيها جو بايدن.

في حين، عبر زعماء الدول الغربية عن استيائهم من حادث اقتحام الكونغرس، الذي يعتبر رمزا للحكم الديمقراطي في أمريكا، وخارجها، وجاء موقف روسيا “شامتا” في الديمقراطية الأمريكية، فيما وصف الرئيس الإيراني الأحداث المذكورة بأنها دليل على هشاشة الديمقراطية الغربية.

وقال متحدث باسم أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة إن جوتيريش “أحزنه” ما جرى من وقائع في مبنى الكونجرس الأمريكي، وأضاف، في بيان بهذا الخصوص: “من المهم أن تغرس القيادات السياسية في هذه الظروف بأذهان أتباعها ضرورة الإحجام عن العنف، واحترام الإجراءات الديمقراطية، وسيادة القانون”.

من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في رسالة بالفيديو على “تويتر” أن “ما حدث في واشنطن العاصمة ليس أمريكيا بكل تأكيد. نحن نؤمن بقوة ديمقراطياتنا. ونؤمن بقوة الديمقراطية الأمريكية”. فيما وصف رئيس الوزراء البريطاني، بوريس، الأحداث المذكورة في الكونغريس الأمريكي بأنها “مخزية”، وقال إن الولايات المتحدة تؤيد الديمقراطية في مختلف أنحاء العالم، وإنه من الضروري الآن أن يحدث انتقال سلمي، ومنظم للسلطة.

وفي ألمانيا، اعتبر وزير الخارجية، هايكو ماس، أن أعداء الديمقراطية سيبتهجون لمشاهد العنف في الكونجرس الأمريكي، ودعا ترامب إلى قبول قرار الناخبين الأمريكيين، فيما عبّر رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، عن قلقه إزاء الأحداث في واشنطن. وقال لمحطة إذاعية “من الطبيعي أن نشعر بالقلق، ونتابع الموقف لحظة بلحظة”، وأضاف “نعتقد أن المؤسسات الديمقراطية الأمريكية قوية، ونأمل أن يعود كل شيء لطبيعته بسرعة”.

وفي المقابل، جاءت تعليقات الروس بنكهة من الشماتة، حيث علق  نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، على أحداث الكونغرس بالقول إنها تشبه ما حدث في ميدان “الإستقلال” الأمريكية، مشيرا إلى الاحتجاجات، التي شهدتها أوكرانيا، وأطاحت بالرئيس المدعوم من روسيا فيكتور يانوكوفيتش في 2014. وأضاف “بعض أصدقائي يسألون ما إذا كان أحد سيوزع مقرمشات على المحتجين على غرار ما فعلته فيكتوريا نولاند”، عام 2013، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، حينذاك، مستشهدا بزيارتها حين قدمت الطعام للمحتجين.

وفي تركيا، أصدرت وزارة الخارجية بيانا، عبرت فيه عن القلق إزاء العنف، ودعت إلى الهدوء، والتعقل، وحثت رعاياها على تجنب الحشود، ومنطقة الاحتجاج.

أما في فينزويلا، فعبر وزير الخارجية، خورخي، عن قلق بلاده إزاء الأحداث العنيفة، التي تدور في مدينة واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، مستنكرا “الاستقطاب السياسي، آملا أن يفتح الشعب الأمريكي طريقا جديدا صوب الاستقرار، والعدالة الاجتماعية”.

أما في إيران، فرأى الرئيس، حسن روحاني، أن الديموقراطية الغربية “هشة وضعيفة”، محذرا من صعود “الشعبوية” غداة الاضطرابات، التي أثارها أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مبنى الكابيتول في واشنطن.

وقال روحاني في كلمة بثتها محطة التلفزة الرسمية، اليوم الحميس: “ما لاحظناه في الولايات المتحدة، الليلة الماضية، واليوم، أظهر أولا وقبل كل شيء مدى ضعف الديمقراطية الغربية، وهشاشتها”، وأضاف: “لاحظنا أن الأرضية في الدول الغربية مهيأة للأسف للشعبوية، على الرغم من التقدم في الصناعة، والعلوم”.

وتابع روحاني في إشارة إلى الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته: “وصل شعبوي إلى السلطة، وتسبب في كارثة في بلاده خلال أعوام حكمه الأربعة (…) أتمنى أن يستخلص العالم بأسره، والمسؤولون المقبلون في البيت الأبيض العبر”.

وبعث الرئيس الإيراني الموصوف بالاعتدال ضمن المشهد السياسي الداخلي لبلاده، بإشارة انفتاح جديدة إلى الإدارة الأمريكية المقبلة.

ودعا روحاني الإدارة الأمريكية الجديدة إلى “العودة إلى العقلانية (…) والامتثال للقانون، وهذا لصالحهم، وصالح العالم”. وحثها على إعادة البلاد إلى “مكانة تليق بالشعب الامريكي لأنه شعب عظيم”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يصف فيها روحاني “الشعب الأمريكي” بـ”العظيم”.

وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية الإسلامية في إيران، والولايات المتحدة، في عام 1980، وكانتا على مشارف خوض نزاع عسكري مرتين منذ يونيو 2019 على خلفية تصاعد التوتر في الخليج في أعقاب الانسحاب الأمريكي الأحادي في عام 2018 من الاتفاق النووي الدولي، الموقع مع طهران قبل ذلك بثلاث سنوات.

ويبدي الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، رغبة في العودة إلى الاتفاق المذكور بعد تسلمه منصبه في 20 يناير الجاري.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي