المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء ينتظر تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب

16 يناير 2021 - 12:00

إذا كان نزاع الصحراء دخل، بشكل عام، مرحلة جديدة مع استرجاع منطقة الكركرات، ومع الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية الكاملة على الأقاليم الجنوبية، يومي 13 نونبر و10 دجنبر المنصرمين على التوالي؛ فإن ملف تعيين مبعوث أممي إلى الصحراء دخل “ثلاجة” الأمم المتحدة في ظل التحفظ الجزائري عليه. لكن تعيين المبعوث الأممي الجديد المحتمل، والمتمثل في السياسي والدبلوماسي الروماني بيتري رامون، مرتبط أكثر بموقفِ الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن مِن التطورات التي عرفتها قضية الصحراء في الأسابيع الأخيرة، وَمِن شخصية الدبلوماسي الألماني.

في هذا الصدد، أكدت مصادر رومانية وإسبانية أن الأمين العام للأمم المتحدة، البرتغالي أنطونيو غوتيريس، يراهن على تعيين رئيس الحكومة ووزير الخارجية الروماني السابق، بيتري رومان، مبعوثا أمميا جديدا إلى الصحراء، خلفا للألماني هورست كوهلر، الذي استقال في شهر ماي 2019 من منصبه، مبينة أن هناك اتصالات ومشاورات بهذا الخصوص، والتي رفض المرشح الروماني نفسه تقديم أي تفاصيل بخصوصها. مع ذلك، يبدو أن الأمين العام للأمم المتحدة “حفَّظ” مؤقتا ملف تعيين المبعوث الأممي الجديد في انتظار مُبَاشرة إدارة بايدن مهامها بشكل رسمي ابتداء من 20 يناير الجاري. 

صحيفة “Digi24.ro” أوضحت، نقلا عن مصادر رسمية رومانية، أن هناك اتجاها لتعيين بيتري رومان مبعوثا أمميا إلى الصحراء. المصادر الرسمية ذاتها قالت إن الحكومة الرومانية لم تقترح ولم تدفع برامون، ولكن مساره الشخصي جعل الأمم المتحدة تختاره. وتواصلت الصحيفة ذاتها مع المرشح رامون الذي أشار، ضمنيا، إلى وجود مشاورات بخصوص إمكانية تعيينه، لكنه رفض تقديم أي تفاصيل. في هذا قال: “لا يمكنني التعليق عليه (خبر التعيين)، لأن العملية لازلت قيد التشاور. إذ تشمل مباحثات مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولا يمكنني أن أعبر عن أي موقف”. 

الدبلوماسي الروماني البالغ من العمر 75 عاما، من أم إسبانية، رفض التعليق على ردود الفعل الجزائرية، التي اتهمته بأنه مقرب من المغرب وبأنه سبق وعبر عن مواقف تدعم مقترح الحكم الذاتي، واكتف قائلا: “مرة أخرى، لا أستطيع الإجابة، لأن العملية (التشاور) لازالت جارية”.  في نفس السياق، كشف نائب مدير نشر صحيفة “لابانغوارديا” الإسبانية، إنريك خوليانا، في مقال تحليلي له، أول أمس الأربعاء، تحت عنوان “بايدن والصحراء”، أن الأمين العام للأمم المتحدة يريد تعيين الدبلوماسي الروماني مبعوثا أمميا إلى الصحراء، لكن هذا “التعيين لازال مُجَمَّدا”. وتابع أن “ترشح الروماني لا ينظر إليه بعين الرضا في الجزائر، ويوجد في الثلاجة في انتظار الساكن الجديد للبيت الأبيض، والقمة الرفيعة المستوى المؤجلة بين المغرب وإسبانيا بعد أن كانت مبرمجة في دجنبر المنصرم”. 

ومن المعروف أن بيتري رومان تربطه علاقة خاصة بإسبانيا بحكم أن والدته إسبانية، كما أن والده كان من بين الكتائب الدولية التابعة للشبيبة الشيوعية التي شاركت في الحرب الأهلية الإسبانية دفاعا عن الجمهورية، وهي الحرب التي انتصر فيها الجنرال فرانكو. ويعتقد إنريك خوليانا أن إدارة بايدن قد تسعى إلى الحفاظ على علاقات متوازنة مع المغرب والجزائر.  التحفظ الجزائري المسبق من إمكانية تعيين الروماني مبعوثا أمميا، عبرت عنه صحيفة “الوطن” الجزائرية التي تساءلت: “ما الذي يلعبه أنطونيو غوتيريس؟”، زاعمة أنه من المعروف أن المسؤول الروماني السابق يدعم مغربية الصحراء، كما قالت إنه سبق وشارك في منتدى غرانس مونتانا الذي تحتضنه مدينة الداخلة. لكن هذا التحفظ يظهر التناقض الجزائري والطرح الانفصالي، بحيث أنه في الوقت الذي تندد بعدم تعيين مبعوث أممي جديد، تحاول عرقلة تعيين الألماني تحت ذريعة أنه مقرب من المغرب.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مغربي منذ 3 سنوات

ومادخل الجزائر في هذا التعيين حيث تقول ان المشكل لا دخل لها فيه.

التالي