تظل الجوائز دائما موضوع شك، خاصة عندما لا تقوم على منهجية علمية. لقد أطلق موقع فايسبوك، خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر غشت، استمارة لكل مستعمليه يتضمن السؤال التالي: ما هي الكتب العشرة التي غيرت حياتك؟ وارتأى الموقع أنه من المفيد أن يضيف التوجيه التالي: «لا تفكروا إلا لبضع دقائق، لا تفكروا طويلا. إذ لا يتعلق الأمر بكشف الكتب الأدبية الكبرى، وإنما بأكثرها تأثيرا فيك.» وحسب فايسبوك، استجاب 130 ألفا عن الاستمارة، مما أفرز تصنيفا للكتب الخمسين الأكثر تأثيرا.
اللائحة قابلة للنقاش بالطبع، وستناقش. لكن لا مانع من تقديم بعض التوضيحات. فما يلفت الانتباه هو الحضور الطاغي للعناوين الأنغلوساكسونية، حيث تتضمن اللائحة أزيد من سبعة على عشرة. ومن الناحية المنطقية، توجهت الاستمارة إلى جمهور ناطق باللغة الإنجليزية (لأنها وضعت باللغة الإنجليزية).
الملاحظة الثانية: يمكن استنتاج متوسط العمر لأكبر عدد من المشاركين في استمارة الفايسبوك من خلال النتيجة: السلسلة الشهيرة «هاري بوتر» (التي حولت إلى سلسلة سينمائية أيضا)، «لا تصوبوا على الطائر الساخر» للروائية الأمريكية «هاربر لي»، و»سيد الخواتم» للروائي الإنجليزي «ج. ر. ر. تولْكْيَن». تلك هي الروايات الثلاث التي غيرت حياة القراء. إذ احتل «تولكين» الرتبتين الثالثة والرابعة بفضل روايتيه «سيد الخواتم» و«هوبيت». كما تلاحظ هيمنة جنس الفنتازيا، الذي غالبا ما ينقل إلى الشاشة، مما يساهم في شهرته أيضا. ويطغى أيضا الأدب الموجه إلى اليافعين والمراهقين، حيث تبرز روايات «ألعاب المجاعة» (للروائية الأمريكية سوزان كولينز) و«يوميات نارنيا» (للروائي الأيرلندي سي. إس. لويس) ضمن «طوب 10».
وإذا كان التخييل هو المهيمن على العموم، فإن الإنجيل غالبا ما يقدم كمثال للكتب المؤثرة في حياة القراء، طالما أنه يحتل الرتبة السادسة.
ورغم أن فايسبوك طلب ألا تؤخذ الأعمال الأدبية وحدها بعين الاعتبار، فإن ما تبقى ضمن لائحة الكتب الخمسين هي كتب أدبية، من بينها: «كبرياء وتحامل» للروائية الإنجليزية «جاين أوستن»، و»غاتسبي العظيم» للروائي الأمريكي «سكوتس فيتزجيرالد، ورائعتي «1984» و»مزرعة الحيوان» للروائي الإنجليزي، و»مائة عام من العزلة» للروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز»، و»فئران ورجال» للروائي الأمريكي «جون شتاينبك»، و»في الطريق» للروائي الأمريكي «جاك كرواك»…
أما العنوان الفرنسي الوحيد، الذي يظهر في هذه اللائحة، فهو «الأمير الصغير» للكاتب الفرنسي الشهير «أنطوان دو سان إكسوبيري»، الذي احتل الرتبة الحادية والثلاثين، متقدما عن «شيرلوك هولمز» للروائي الإنجليزي، ووراء «هامليت» لشكسبير.
ومن الملفت للنظر أن رواية الكاتب الأفغاني خالد حسيني «طائرات كابول الورقي» تبرز ضمن هذه اللائحة. إذ احتلت الرتبة الثالثة والعشرين. كما أن لسيرة المناضل الأمريكي المسلم «مالكوم إكس» نصيب من الأثر في حياة القراء، حيث جاءت في الرتبة التاسعة والثلاثين. بينما احتلت رواية «الآلهة الأمريكية» للروائي الإنجليزي «نايل غايمان» الرتبة الأخيرة.
