الجيش المغربي في مهمة خاصة 

30 أكتوبر 2014 - 22:05

لثاني مرة سيسافر الجيش المغربي إلى الخليج لحماية حلفاء المملكة في أكثر المناطق اضطرابا وهشاشة أمنية وعسكرية بعد مشاركته في حرب الخليج الأولى سنة 1991. الجيش المغربي سيتكلف بحماية الإمارات العربية المتحدة من الأخطار الأمنية التي تحيط بإحدى أغنى إمارات النفط في المنطقة، وذلك لأن مؤشرات عدة تقول إن خريف داعش سيطول هذا العام، حيث دخلت أبوظبي على الخط المباشر لمواجهة داعش عسكريا من خلال المشاركة في قصف معاقل التنظيم الأخطر في المنطقة بالطيران مع السعودية والأردن والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول أخرى…

الخليجيون كانوا يتصورون أن المعركة ضد داعش ستكون سريعة ومحدودة ومن الجو وبلا أخطار تقريبا، وأن التنظيم المتطرف سرعان ما سينهار بعد قصف قواعده ومليشياته المنتشرة في ثلث مساحة العراق وسوريا. شيء من هذا لم يحدث، داعش تلعب على أوتار الحرب الطائفية التي تغذي محاربيها، وهي مسلحة بكيفية جيدة بأحدث المعدات العسكرية الأمريكية التي غنمتها من الجيش العراقي الذي انهار أمامها في أيام، لهذا فالمعركة ضدها ستكون طويلة ومكلفة.

بعد مرور أكثر من شهرين على دخول دول الخليج وأمريكا وحلفائها الحرب على داعش من السماء، لم يزدد تنظيم البغدادي إلا قوة وتمددا في مناطق جديدة من سوريا، وها هي معركة عين العرب كوباني تتعقد، وتضطر معها قوات البشمركة الكردية إلى الدخول من الأراضي التركية لمساندة الأكراد السوريين والجيش الحر اللذين لم يستطيعا منع جيش البغدادي من بسط نفوذه على كوباني. هذا معناه أن الحرب ستكون طويلة، وأن أمريكا والغرب غير مستعدين للتضحية بجيوشهما لدحر جيش داعش، وهذا معناه، ثالثا، أن الدول التي اعتقدت أن الحرب على داعش ستكون قصيرة وخاطفة ستجد نفسها في مواجهة أخطار لم تحسب حسابها جيدا…

الحوثيون تسلموا مفاتيح اليمن لأن الجيش النظامي الذي مازالت قياداته موالية للرئيس «المحروق»، علي عبد الله صالح، اختار انهيار الدولة على القبول بمشروع المصالحة والوفاق الذي كتبه المبعوث الأممي المغربي، جمال بنعمر، لهذا انسحب الجيش من صنعاء، وترك العاصمة تسقط في أيدي الحوثيين كفاكهة ناضجة. طهران مسرورة هذه الأيام لأن أتباعها الحوثيين صاروا على الحدود مع السعودية، وهم مسلحون ومدربون ولا ينتظرون إلا إشارة من ملالي طهران لتوسيع المعركة. العراق صار ثلاث دول لا ينقصها إلا الانضمام إلى الأمم المتحدة.. قسم عند الأكراد، وقسم يسيطر عليه الشيعة بدعم من إيران، والقسم الثالث في يد السنة بقيادة داعش. لبنان خسر إلى الآن 11 جنديا في مواجهة تنظيم القاعدة الذي اختار نقل المعركة إلى طرابلس انتقاما من تدخل حزب الله في سوريا.. سوريا التي أصبح جرحها المفتوح يهدد بتسميم كل المنطقة…

هكذا يبدو المشهد المعقد في الخليج المضطرب، حيث دوله عاجزة عن حماية أمنها القومي بسبب معوقات بنيوية واستراتيجية قديمة وجديدة، وحيث أمريكا لم تعد توفر الأمن لأحد لأنها هي نفسها مشغولة بمشاكلها…

لهذا مطلوب من المغاربة أن يعرفوا بدقة مهمة جيشهم في الحرب الجديدة على «داعش» في منبعها، خاصة أنها هددت المغرب أكثر من مرة وبالاسم، وكذلك معرفة المطلوب من جيشهم في الإمارات، ومطلوب من إخوتنا الخليجيين أن يعرفوا أن الرهان على جيش الانقلاب في مصر لا يحل المشاكل بل يعقدها، وأن مواجهة الربيع العربي كان خطأ استراتيجيا لأن الثورات المضادة وإفشال إرادة الشعوب في التغيير هو الذي جاء بداعش وأخواتها، وهو الذي أنعش القاعدة وإرهابها…

دعوة الجيش المغربي إلى المساهمة في حماية الإمارات العربية المتحدة اعتراف بأن هذا النموذج الذي ينمو اليوم في المملكة، ومع كل الأعطاب التي تعتريه، نموذج ناجح وقابل لأن يوفر الأمن لنفسه ولحلفائه في أكثر المناطق اضطرابا.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

abdo منذ 9 سنوات

had lfikra kasha istifta cha3b bach i3ti ray dyalo fhadchi homa nado tay diro lifrashom

عبدالعالي منذ 9 سنوات

جيش السيسي هو جيش انقلابي هناك ملايين اخری انتخبت الكتور مرسي يجب الاحتكام للانتخابات اما جيش السيسي فهو جيش تابع لامريكا و اسراءيل و الامارات

mohammed idrissi منذ 9 سنوات

إذا ذهب جيشنا ليدافع عن دولة الإمارات من سيبقى لحمايتنا نحن المغاربة ، نحن أولى من دولة الإمارات، في الشرق الأوسط حروب أهلية وطائفية وجيشنا يذهب ليموت هناك، أنا ضد هذه الفكرة، لأن داعش قوية هناك لم تقدر مقاومتها أمريكا ولا نظام الأسد ولا الشيعة ولا الأكراد ولا الجيش الحر، فلماذا نرسل جيشنا هناك للموت، الحمد لله المغرب بلد آمن مستقر جميل رائع رغم غلاء الأسعار ولكن الحمد لله، اللهم اجعل بلدنا بلدا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.

زكرياء منذ 9 سنوات

الله الحافض

غير دايز منذ 9 سنوات

اللهم احفظ بلدنا الحبيب من كل سوء

خالد منذ 9 سنوات

لم تعتقد اي دولة بان حرب داعش سيكون زمنها قصيرا الدليل ان اوباما صرح مرتين بان الحرب ستكون طويلة( بيني وبينك امريكا تريدها حربا طويلة وامريكا او بالاحرى اوراش التفكير في امريكا خططوا لان تكون الحروب الدينية-الطائفية طويلة ومدمرة لكل الدول في المنطقة وذلك من اجل امن اسرائيل وامن امريكا وامن اوروبا) المغرب كان عليه ان لا يرسل جيشه لاي احد لانه في حاجة ماسة اليه هنا بسبب تهديدات دائمة من الجزائر والبوليزاريو واسبانيا. كان عليه ان يقول للذين امروه بارسال جيشه اعتذر فانا لي مشاكلي جيش مصر ليس حيش انقلاب بل هو جيش وقف الى جانب الشعب هذا اذا كنا نؤمن بان الملايين التي خرجت للشارع هي الشعب مورسي كان حليفا خفيا للقاعدة وهذا هو السبب الحقيقي لتدخل الجيش في ما نعرف. المغرب ليس نموذجا لاي شيء هو ما يزال يدور في الحلقة المفرغة التي اختارها

التالي