«المخطوطات لا تحترق» الممنوع في إيران يتنافس بمهرجان سينما المؤلف

31 أكتوبر 2014 - 22:33

بنَفَس متمرد، يواصل المخرج الإيراني، محمد رسولوف، تقديم فيلمه الروائي الطويل «المخطوطات لا تحترق»، الذي صوره سرا السنة الماضية، محاولا كسر قيود نظام طهران، رغم منعه من الإخراج مدة عشرين سنة، إذ دخل الفيلم المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي لسينما المؤلف، الذي يشهد عرض باقة من الأفلام المتميزة من دول مختلفة، منذ انطلاق فعالياته في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، التي تختتم مساء اليوم الجمعة بالعاصمة الرباط.

«المخطوطات لا تحترق» الذي اختار مخرجه، الذي يغيب عن فعاليات مهرجان الرباط، عدم الإعلان عن طاقمه الفني والتقني على غير عادة باقي الأفلام حماية له من ردة فعل النظام السياسي، حسب ما أدرجه في التقديم لفيلمه، يحكي جزءا من تفاصيل الحرب الخفية التي تقضم سهامها الفكر الحر والمبدع.

ويقدم الفيلم قصة مجموعة من المثقفين والمبدعين المعتقلين الذين حاول النظام تصفيتهم أثناء نقلهم على متن حافلة، وإخفاء الموضوع تحت غطاء حادث.. لا تنجح المحاولة، وينجح أحدهم، المؤلف المقعد، في مذكراته سرا رغم الرقابة التي تفرضها عليه الدولة.

وينطلق الفيلم، الذي يصل زمن عرضه إلى 134 دقيقة، بإيقاع بطيء من نهاية دائرة مغلقة موسومة بالدم، (يكتشفها المتلقي في النهاية)، حيث يظهر قاتلان، بُعيد ارتكاب جريمة قتل.. تتوالى الأحداث بسلاسة لتكشف أن الفيلم دراما سياسية مثيرة، تتداخل فيها الحلقات الشخصية والعامة، يجابه فيها الفرد نظام دولة.. تتجلى أطراف الصراع التي بنى عليها المخرج حبكته الدرامية، لتضم، من جهة، كاتبا معاقا جسديا (شلل في القدمين)، يعيش في منزله الفخم في العاصمة الإيرانية طهران، ومعه زوجته المثقفة، واثنان من المجرمين المرتزقين يقومان بتصفية المعارضين لحساب نظام الدولة، أحدهما عن وعي والثاني استغل لحاجته لينخرط في مشوار القتل بدم بارد، بعيدا عن عيون زوجته وطفله.

يتعقب القاتلان نسخا مسربة من أوراق سيرة ذاتية، متضمنة حقائق فاضحة للنظام السياسي، وبينها تفاصيل محاولة اغتيال، وحقيقة شخصية مسؤولة عن الرقابة على الأعمال الفنية والمنشورات الفكرية كانت قبلا ضمن المعارضة المؤيدة لحرية الفكر. والأوراق من تأليف الكاتب المعاق الذي يسعى إلى نشرها للعموم.

الفيلم أشاد به النقاد السينمائيون، وضمنهم الناقد أحمد بوغابة الذي أدرجه في خانة السينما المحبوكة بدرجة عالية من الدقة، لاعتماد بناء دراميا يشد المتلقي ويحمله إلى الاكتشاف الجديد مع تطور الأحداث، مكتفيا بالإشارات، محترما بذلك ذكاء المشاهد في كثير من النهايات، يقول بوغابة، الذي يضيف أن الفيلم يعرض موضوع الرقابة الممارسة بسطوة على الفكر، داخل مجتمع يعيش دون أن يعرف شيئا عن الجرائم التي ترتكب في ثناياه، وهو ما يعبر عنه آخر مشهد في فيلم «المخطوطات لا تحترق»، حيث يظهر القاتل ماضيا بخطى ثابتة دون خوف بين عموم الناس، وعبر هذا يقول المخرج: «إن القاتل بيننا ولا نراه».

تجدر الإشارة إلى أن المهرجان الدولي لسينما المؤلف اختار فيلم «جميعنا نريد لها الأفضل»، لمخرجته مار كول، ليختتم به عروض دورته العشرين مساء يوم غد السبت.

يذكر أن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان في نسخته العشرين يرأسها المخرج حكيم بلعباس، وتضم كلا من المخرجة الفرنسية الإسبانية ماركوريت بيرلادو، والمخرجة الفرنسية فاليري ماساديان، ثم الفنانة التشكيلة والباحثة المغربية ريم اللعبي، والناقد كلاوس إيدر من ألمانيا، بالإضافة إلى المنتج ألان كوافيي من إسبانيا، والصحافي والناقد السينمائي الروسي إيكور كوستاف.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي