رسالة أسيدون إل بيل كلنتون

02 مايو 2015 - 16:03

بعث الناشط الحقوقي سيون اسيدون برسالة مفتوحة للرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون. رئيس مؤسسة (Clinton Global Initiative ، والتي ستنظم لقاء بمراكش بحضور السياسي الاسرائيلي شمعون بيريز، وهو ما اثار احتجاج مجموعة من الفعاليات الحقوقية المغربية.

فيما يلي نص الرسالة

 

الدار البيضاء في يوم 30 أبريل 2015

سيدي،

لقد وقع اختياركم على مدينة مراكش التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف سنة لتنظيم ملتقى مؤسستكم (Clinton Global Initiative). إن هذا الاختيار يفرض عليكم احترام كرامة شعب البلد المضيف لتظاهرتكم.

في هذا الإطار، علمنا دعوتكم للمشاركة في ملتقاكم مجرم حرب معروف، وهو شمعون بيريز.

ويعتبر هذا شمعون بيريز، الذي استهل مساره السياسي كمزود أسلحة لمحتلي أرض فلسطين في أربعينات القرن الماضي، مسؤولا عن قصف السكان المدنيين لقرية كفر قانا في جنوب لبنان، وقد حصل ذلك مرتين تفصل بينهما 10 سنوات.

المرة الأولى بتاريخ 18 أبريل 1996، وكان آنذاك وزيرا أولا، حيث قام “تساهال” بعدوان على جنوب لبنان، في إطار عملية “عناقد الغضب”.

والجدير بالذكر أن القصف وجه ضد مساحة من المفترض أنها تحت حماية الأمم المتحدة، ولجأت إليها بالفعل عائلات بأكملها. لقد نتجت عن جريمة الحرب هذه مجزرة قتل على إثرها المئات من الضحايا المدنيين، ومن بينهم أطفال.

أما المرة الثانية، كانت ليلة 30 يوليوز 2006، وكان آنذاك نفس شمعون بيريز نائب الوزير الأول، حيث قامت مرة أخرى “تساهال” بعدوان على جنوب لبنان، في إطار عملية “مطر الصيف”، فتم قصف قرية كفر قانا من جديد وبشكل منهجي بهدف ترهيب السكان ودفعهم للهروب شمالا نحو العاصمة، هذا في وقت كانت فيه جميع طرق النفاذ من قانا تحت النار. ونتجت عن ذلك مجزرة، وهي جريمة حرب أخرى على عاتق شمعون بيريس.

إضافة لما سبق ذكره، فإن نفس شمعون بيريز هو الذي كان يترأس دولة الأبارتهايد الصهيوني خلال فترة عرفت عدوانين بشعين، وهما عملية “الرصاص المقوى” و”السياج الواقي” الذين وقعت فيهما اعتداءات عن طريق القصف المكثف، بالتنسيق مع اكتساح عسكري على الأرض، نتج عنهما آلاف القتلى.

سيدي،

بدعوتكم لمجرم الحرب هذا، فإنكم تستقبلون شخصا مساره السياسي الكامل يمثل تماما الوجه البشع لنظام الأبارتهايد الصهيوني ويرتبط ارتباطا وثيقا به. ذلك النظام الذي يجثم على كاهل الشعب الفلسطيني منذ 67 سنة.

إنها 67 سنة من ممارسة التعذيب، والتطهير العرقي، والاغتيالات المستهدفة لأشخاص بعينهم، والتقتيل الجماعي،… – وهي كلها جرائم ضد الإنسانية حسب معاهدة روما –وبالإضافة إلى ذلك، الاستيلاء على أراضي وموارد طبيعية بالقوة، وتنظيم الاستيطان بنقل مستعمرين ينتمون للقوة المحتلة، وسجن بدون محاكمة، وقتل مدنيين…. – وهي كلها جرائم حرب في نظر القانون الإنساني الدولي. بل تعتبر (محكمة “راسال” الدولية الخاصة بفلسطين) أن ما يجري باستمرار في فلسطين، وإلى يومنا هذا، هو جريمة “إبادة مجتمع”.

سيدي،

إن حضور مجرم حرب مثل شمعون بيريز على أرض المغرب يشكل إهانة لشعب البلد المضيف لملتقاكم، وبما أن موضوعه يهم شعوب المنطقة، فهذا الحضور يحط أيضا من كرامة هذه الشعوب، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.

سيدي،

إن أرض المغرب وشعبه يلفظان مجرم الحرب بيريز. وفي حالة إصراركم على مشاركته في ملتقى مؤسستكم، متجاهلين الشعور العميق لساكنة البلد المضيف، ستصمون تظاهرتكم بأكملها بوصمة العار المرتبطة بحضوره.

سيدي،

نحن كمغاربة ننتظر من زوارنا حدا أدنى من الاحترام، وبالتالي اسمح لنفسي بالأمل ألا تسقط رسالتي هذه لن في آذان صماء.

امضاء: سيون اسيدون

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي