خديجة، كنزة وسميرة.. قصص مُؤلمة لفتيات ضحايا شبكات الاتجار في البشر

06 مايو 2015 - 13:15

لم تكن أي منهن تظن يوما أنها ستقع ضحية بين أنياب « ذئاب » مُتاجرين في البشر، ولم تكن أي منهن تتصور أن « فرصة العمر » التي طالما حلمت بها للخُروج من براثين الفقر والحاجة، قد تتحول إلى واحد من أبواب جهنم لا يُغلق، وحتى إن أغلق تبقى آثاره عالقة بالقلب والوجدان.

إنهن خديجة وكنزة وسميرة ونورة وعشرات الفتيات، اللواتي يرمي بهن الفقر والحاجة إلى تجارب ظاهرها فيه الرفاهية والكسب الحلال، وباطنه من قبله الاستغلال والمُعاناة بشتى أنواعها.

دراسة أممية حديثة، أماطت اللثام عن وضعية « بئيسة » تعيشها مجموعة من الفتيات ضحايا شبكات الاتجار في البشر، التي تعمل على استمالة مجموعة من الفتيات سواء من المغرب أو بعض دول جنوب الصحراء، وإيهامهن بتهجيرهن نحو تركيا أو الاتحاد الأوربي بغرض الشُغل، إلا أن الواقع يكون غير ذلك، فبمجُرد وُصولهن إلى البلد المُستقبل يكتشفن أن الجنة التي كُن يتشوقن لها ما هي إلا جحيم من الاستغلال الجنسي أو العمل القهري بمُقابل مادي بخس، وأحيانا مُنعدم.

سميرة.. تحضير الشاي مقابل 3000 درهم شهريا

تعويض مالي أقل ما يُمكن أن يوصف به أنه « مُغري » ذلك الذي قدمته إمرأة لسميرة حينما كانت تبلغ من العمر 17 سنة. إذ أخبرتها أن أسرة سعودية غنية تحتاج خادمة مهمتها الوحيدة تحضير الشاي.

سميرة التي تبلغ اليوم من العمر 35 سنة، لم تتردد في قُبول العرض، وقامت بدفع 10 آلاف درهم مغربي للمرأة الوسيطة، مُقابل مصاريف السفر والتأشيرة، وفعلا سافرت إلى السعودية بحثا عن النعيم المنشود.

وصلت الشابة إلى منزل الأسرة، فيلا فخمة، مُستوى عيش كالذي كانت تُشاهده في الأفلام، لكن الحُلم الوردي لم يدم طويلا، فدقائق على وصولها قام « الكفيل » بمُصادرة جواز سفرها، وتحول « تحضير الشاي فقط » إلى شغل إجباري طوال اليوم ودون أي يوم عطلة، في حين « مُسخ » التعويض « الضخم » إلى 1500 درهم مغربي فقط.

بقيت سميرة على هذا الحال طوال 11 شهرا، قبل أن تستغل ذات يوم انشغال البٌستاني في شيء ما، لتهرب من الفيلا وتتجه نحو السلطات الأمنية التي دلتها على السفارة المغربية هُناك ليتم ترتيب إجراءات عودتها إلى الوطن.

كنزة.. رعاية الأطفال بتركيا تتحول لاغتصاب

كنزة بنت مدينة سلا، التقت رجلا أوهمها أنه سيُوفر لها بتُركيا عملا قارا في مجال رعاية الأطفال، الذي ربطها بامرأة طلبت منها مُقابلا ماديا بغرض إجراءات السفر، يُقدر في 5000 درهم.

لم تشك الفتاة للحظة في أن هذا العرض الذي يسيل له اللعاب ما هو إلا « طُعم » يستدرجها نحو جحيم أسود.

وصلت كنزة، ولم يدم انبهارها بجمال المعمار التركي، والعمارات الشاهقة، والوجوه الشقراء واللغة الغريبة طويلا، فبمجرد استقبالها من طرف أحد الرجال، سلبها جواز سفرها، لتجد نفسها في قبضة مجموعة من الرجال يتناوبون على ممارسة الجنس عليها، ويعتدون عليها جسديا.

قصة كنزة انتهت بهروبها من قبضة مُحتجزيها، والعودة إلى المغرب وتقديم شكاية في حق الوسيطين، انتهت بالسجن ثلاث سنوات في حق الوسيطة، وتغريمها مبلغ 200.000 درهم، وثمانية أشهر في حق الرجل مع تغريمه خمسة آلاف درهم، بعد إدانتهما بتهم تتعلق بـ »النصب والاحتيال »، و »الوساطة في الدعارة ».

خديجة.. حاميها حراميها

 قصة خديجة التي تبلغ اليوم 46 سنة، مُختلفة تماما عن سابقاتها، إذ تعرضت وهي في سن الواحدة والعشرين لافتضاض بكارتها بعد مُمارستها لعلاقة جنسية كاملة مع رفيقها، إلا أنه وأمام رفض هذا الأخير الزواج بها، كانت مُضطرة إلى مُغادرة منزل أهلها خوفا من رد فعلهم بعد معرفتهم بالموضوع.

لجأت خديجة إلى الشارع، وبإرادتها الكاملة إلتجأت إلى ممُارسة الدعارة حتى توفر لنفسها لُقمة العيش. إلا أنه وبعد 22 سنة من العمل كـ »بائعة هوى » وجدت نفسها غارقة في إدمان المُخدرات. قبل أن تتعرف على رجل من بين زبنائها،  صرح لها باستعداده للزواج منها.

ظنت خديجة أن القدر ابتسم لها وستتخلص من مُعاناة عقدين من الزمن، إلا أن الواقع كان غير ذلك تماما، فـ »فارس الأحلام » هذا انقلب بقدرة قادر إلى « وحش » صار يُجبر المرأة على مُمارسة الدعارة كي تجلب له المال الذي يصرفه على الكُحول والمُخدرات.

اليوم، قضية خديجة وصلت المحكمة، إذ تقدمت بدعوى تطليق للشقاق بدعم من إحدى المُنظمات المدافعة عن حُقوق النساء.

ندية.. من كُتاب القرآن إلى الدعارة

تعود قصة ندية ذات الـ 24 سنة، إلى الفترة التي أتمت تعليمها الأولي بالكُتاب القرآني بالدوار، بعدما رفضت اقتراح والدها بإرسالها إلى المدرسة الابتدائية، لتتجه نحو الاشتغال خادمة في البيوت. لتتردد بعد ذلك على مجموعة من الأسر بمدن شتى « العيون، والدارالبيضاء، والرباط، وغيرها.. »، والتي كانت دائما تهرب منها بسبب سوء مُعاملة أربابها.

وفي يوم من الأيام، بينما كانت تعمل في غسل الصُحون سقط من بين يديها واحد منها، وكانت صاحبة المنزل قد نبهتها إلى أن ثمنه باهظ، الشيء الذي أثار الرعب في نفسها بعد كسره، فقررت الهروب من المنزل، لتجد نفسها عرضة للشارع وتضطر إلى مُمارسة الدعارة كي تصرف على نفسها.

عاشت ندية سنوات من المحنة، إذ تعرضت مرارا لاعتداءات جسدية، قبل أن تلتقي رجلا عمل على مُساعدتها وإرجاعها لأهلها، إلا أنها لم تكن نهاية المُعاناة بالنسبة إليها، بل كانت بداية أخرى بعد أن أجبرتها الظروف على احتراف التسول.

كلمات دلالية

الهجرة السرية
شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

سلوى منذ 8 سنوات

واش أي واحد يقول لهم يلاه عندي الخدمة يتيقوا فيه ويمشيو يخليو بلادهم بتغماض العينين اش هاد الغباء والتخلف كاين شي بنات عزيز عليهم المغامرات والزيغة ومن بعد يبقاو يبكيو رتبوا شوي وشدوا الأرض اش من تركيا اش من سعودية راه المغرب احسن منهم

فريد منذ 8 سنوات

القصة السعودية غير صحيحة لأن عندهوم نظام الكفيل واذا فترضنا شدوها البوليس ديالهم ماهي وما لونها ماعندهاش الحق تعتب برا كيعيطو للكافيل وهادشي كامل وعاد معندهاش الباسبور يعني مووستااحيل كفى فبركة

التالي