أضحى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، البوابة الرئيسة التي يفد عبرها زوار المغرب والعائدون من مواطنيه الذين يسافرون إلى الخارج، جحيما حقيقيا وسببا كافيا لإقناع الوافدين على المملكة بعدم العودة إليها. مساء أول أمس الأحد، تحوّل الفضاء الخاص بختم الجوازات قبل مغادرة المطار إلى حصة تعذيب جماعي بسبب الاكتظاظ الشديد، وعدم تكييف الهواء، حيث تطلب إجراء بسيط لمغادرة المطار أكثر من ساعة ونصف.
وصول طائرات تقلّ وفودا مغربية شاركت في منتديات دولية في كل من إيطاليا والصين، حوّل المطار إلى حلبة للسباق والبحث عن «تدخّلات» النافذين، حيث عمدت الفنانة سعيدة شرف، مثلا، إلى اقتياد فرقتها الموسيقية إلى أحد المكاتب الأمنية، ومنها إلى الشباك الخاص بالمعاقين وأطقم الطائرات، هربا من جحيم الانتظار وحرارة الصفوف.
منتمون إلى ديوان أحد الوزراء حاولوا الحصول على الحظوة نفسها، لكن مسؤولا أمنيا نفد صبره، فطالبهم بالالتحاق بالصفوف والانتظار مثل باقي المسافرين