منذ الأيام الأولى لتوليه منصب رئيس الحكومة سنة 2012، حرص عبد الإله بنكيران على أن يبني علاقات متينة برجال الأعمال، بل حتى قبل هذا التاريخ كانت خرجاته في إطار الحملة الانتخابية الممهدة لانتخابات 2011 التشريعية كلها تصب في هذا الاتجاه، والجميع يتذكر كيف بعث حزب العدالة والتنمية رسائل واضحة إلى اتحاد المقاولات شهرا واحدا قبل يوم الاقتراع، في لقاء قال فيه زعيمه بنكيران للرئيس السابق محمد حوراني ومعاونيه: «لا تخافوا.. إذا تم انتخابنا سوف نفاجئكم».
من حضروا اللقاء يتذكرون أيضا كيف كان بنكيران متحمسا، وكيف وعد رجال الأعمال بالتحلي بالشجاعة في التعامل مع الشأن الاقتصادي، بما يتيح لهم التصدي للمسائل ذات الصلة بالتنافسية.. بل حتى بعد فوزه بالرتبة الأولى في الانتخابات، أرسل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رسالة إلى رجال الأعمال المغاربة، يخبرهم فيها بإمكانية الاعتماد على حزبه من أجل تقوية الاقتصاد، وفيها كتب: «يمكنكم التعويل علينا.. سوف نعمل على تقوية الاقتصاد».
في كل مرة كان بنكيران يحرص على بعث رسائل واضحة ومشفرة إلى الباطرونا، كما حصل في شهر أبريل من 2012، حين قال، في أول اجتماع لمجلس إدارة صندوق الضمان الاجتماعي لمحاوريه من النقابيين، ما مفاده أن الحكومة يصعب عليها إجبار المقاولات على التصريح بالعمال لأن هذا سيدفعها إلى وقف التشغيل، وهو ما اعتبر حينها أيضا انتصارا للباطرونا من رئيس حكومة يتلمس أولى خطواته في المنصب.
أسابيع قليلة بعد ذلك جرت تغييرات على رأس الباطرونا حملت مريم بنصالح إلى قيادة الاتحاد، وحينها أعاد بنكيران محاولاته لمد جسور الثقة مع الباطرونا، لكن سرعان ما انتهت «أيام العسل» بين الطرفين في أول امتحان حقيقي، ولم يجد رجال الأعمال ورئيستهم بدا من أن يعلنوا جهارا تذمرهم من مضامين مشروع القانون المالي لسنة 2013، الذي اعتبر حينها مشروعا فيه تراجعات كثيرة عن وعود سابقة قطعها بنكيران على نفسه.
مشروع قانون مالية 2013 كان أول اختبار حقيقي للعلاقة بين الطرفين، وخلال قرابة 4 سنوات ونصف، هي عمر الحكومة التي شارفت ولايتها على الانتهاء، كانت العلاقة بين الطرفين تعرف فترات مد وجزر، دون أن يتمكن بنكيران من تبديد الغيوم التي ملأت سماءها. اليوم، يبلغ التوتر أعلى مستوياته مع اقتناع بنكيران وقياديي حزبه بأن الباطرونا تحولت من مؤسسة تدافع عن مصالح رجال الأعمال إلى مؤسسة تعبر عن مواقف سياسية صرفة، وتسعى إلى تقديم صورة سلبية عن تدبيره للمجال الاقتصادي، على بعد أسابيع من انتخابات حاسمة، حيث يبدو مشروعا طرح الأسئلة التالية: لماذا هذا التوقيت بالضبط؟ ألا توجد فضاءات مشتركة بين الطرفين تسمح بالتعبير عن المواقف؟ وهل ما تم تقديمه على أنه ضعف أداء هو كذلك فعلا؟
تفاصيل أكثر في عدد نهاية الأسبوع من جريدة أخبار اليوم
شريط الأخبار
ثلاثون شابا يستفيدون من ورشة للتصوير الفوتوغرافي بسلا
تجمع دعم العائلات المغربية المطرودة من الجزائر يستعد لتخليد ذكرى المأساة
بولندا وأوكرانيا يكملان عقد المتأهلين إلى بطولة أمم أوروبا 2024
منح شهادة الجودة للمعهد الوطني للصحة
فوزي لقجع يترأس ملتقى مفتشي الملاعب بالرباط المنظم من طرف “كاف”
الوقاية المدنية تنتشل جثة تلميذ قضى غرقا في قناة للري ضواحي أزيلال
مدرب منتخب الجزائر لأقل من 20 سنة يصفع عددا من لاعبيه في مشهد عنف غير مألوف
العادات والتقاليد المتوارثة في الجنوب محور إصدار جديد من مجلة “سلسلة تراث”
قبل أيام من انعقاد الجموع العامة… الزوات يعلن تقديم استقالته من الوداد البيضاوي
الألعاب الإفريقية بأكرا… المغرب يظفر بتسع ميداليات اثنتان منها ذهبيتان