عودة للرشد والتعقل

22 سبتمبر 2016 - 16:04

منذ مرحلة الحَراك الشبابي وفي أعقاب نتائج انتخابات 25 نونبر وتشكيل الحكومة الجديدة بقيادة العدالة والتنمية، قلنا بأن التحولات السياسية الجارية في المغرب مفتوحة على فرضيتين اثنتين: “فرضية المناورة السياسية”، أي إن ما جرى من تحولات هو مجرد محاولة لامتصاص غضب الشارع يراد لها أن تنتهي بالالتفاف إلى مطالبه الأساسية، أما الفرضية الثانية فهي “فرضية الانتقال الديمقراطي” وتتأسس على أن المغرب يمر بالفعل بمرحلة انتقال ديمقراطي حقيقي ستؤدي في النهاية إلى إقرار تحولات ديمقراطية حقيقية تكون لها انعكاسات ملموسة على مسار التنمية في البلاد.
وهي الفرضية التي ندافع عنها باستمرار من خلال إبراز أهم التعديلات التي طرأت على الوثيقة الدستورية وإبراز قدرتها على تأطير زمن الانتقال من ‘السلطوية الناعمة’ إلى ترسيخ قواعد نظام ديمقراطي حقيقي.
علينا أن نذكر من يحتاج إلى تذكير بأن قرار الملك محمد السادس بإجراء إصلاحات دستورية مهمة كانت إشارة واضحة من السلطات العليا في البلاد لتدشين مسار تحول ديمقراطي جديد، وبرهانا على التفاعل السريع مع مطالب الشارع المغربي..
مضامين الإصلاحات التي وعد بها الخطاب الملكي أسست لانتقال ديمقراطي حقيقي، فالحكومة منبثقة عن الإرادة الشعبية، والوزير الأول يعين من الحزب الأول الفائز في الانتخابات وهو رئيس السلطة التنفيذية، والسلطة مقرونة بالمساءلة والمحاسبة، والقضاء سلطة مستقلة.. إننا بالتأكيد أمام تحولات بنيوية مهدت لدستور جديد، مما دفع بالعديد من المراقبين إلى الحديث عن ‘الاستثناء المغربي’، وقد ساهم في هذا المسار العرض السياسي الذي تقدم به حزب العدالة والتنمية ممثلا في خيار ‘الإصلاح في ظل الاستقرار’…
خمس سنوات هي مدة كافية لاختبار صوابية هذا الخيار، وطرح العديد من الأسئلة حول مآل التجربة المغربية..
من خلال متابعة قريبة لهذه التجربة يتضح أن معركة الإصلاح ضد الفساد والاستبداد ليست جولة واحدة، بل هي جولات متواصلة، يمكن فيها لقوى الإصلاح أن تتعرض في إحداها لارتدادات معينة، لكن سرعان ما ينبغي أن تمتص ضربات الخصوم وتستمر في مسيرتها الإصلاحية لتحقق الانتصار في النهاية، المهم أن يعبر منحى الإصلاح عن اتجاه تصاعدي تراكمي مستمر، رغم حصول بعض الحوادث في الطريق، وهو ما يعني أن الإصلاح ليس إرادة فقط، ولكنه ـ إلى جانب الإرادة السياسية القوية ـ لابد أن يتسلح بالإصرار على مواصلة الطريق وتجاوز المنعطفات والانعراجات قبل وصول خط النهاية.
وإذا كان المغرب قد استطاع أن يجتاز بنجاح استحقاقات الربيع الديمقراطي، باعتباره يمثل إحدى التجارب القليلة في المنطقة التي تعيش في ظل الاستقرار، مع ما لهذا الوضع من قيمة كبرى وما ينتج عنه من توفير مناخ إيجابي يمكن من تحقيق إصلاحات هادئة قد تكون بطيئة ولكنها مؤكدة ومستدامة، فإننا نعتقد أن استمرار الدينامية الإصلاحية ولمس آثارها على مستوى المؤسسات والسياسات والقطع النهائي مع بعض أساليب التحكم السياسي والريع الاقتصادي، تستوجب ضخ جرعات متواصلة من الإصرار والصمود من أجل تحقيق هذه الأهداف.
إن القوى الإصلاحية الديمقراطية مطالبة اليوم بمساندة هذه التجربة وتوفير الدعم المتواصل لها، ليس فقط عبر التصفيق لها عندما تتخذ قرارات إصلاحية نوعية، ولكن أيضا عبر مواصلة النضال الديمقراطي والتصدي لمختلف أشكال الانحراف والشطط في استعمال السلطة، وفضح مظاهر الفساد التي تصدر عن هذا الطرف أو ذاك، وتحصين المجتمع ضد فيروس التحكم وجراثيم الاستبداد، والتنبيه المستمر إلى التجاوزات التي تحصل هنا وهناك.
الديمقراطية لن تترسخ في هذا البلد، إلا عبر بناء تشاركي متدرج، وهو ما يتطلب نفسا طويلا ومتواصلا وإصرارا حقيقيا من أجل تفكيك عقليات الفساد والاستبداد العميقة الموجودة داخل ثقافة الدولة والمجتمع، والعمل على تعميق الصلاح والإصلاح بمعية جميع القوى الحية التي تناضل من أجل مجتمع الكرامة والعدل والحقوق والحريات.
ما يجري هذه الأيام من مناورات بئيسة يكشف بما لا يدع مجالا للشك، أن خريطة التناقضات أصبحت واضحة وأن ذكاء المجتمع وشجاعته ستقول كلمتها في اتجاه بوصلة الإصلاح، وأن “قيامة الانتخابات” قامت بالفعل، لكن داخل معسكر التحكم الذي يعبر اليوم عن ارتباك فظيع.. دعواتنا له بالهداية والرشد والتعقل..

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عبد الله بنكيران منذ 7 سنوات

لكي نوفر على سكان المدن عناء التنقل والوقوف لمدة ساعات في المهرجانات الخطابية لبنكيران، وحتى نحيط السكان الذين سيتخلفون عن الحضور لأسباب مختلفة بمضمون هذه التجمعات، يشرفني أن أخبركم بالخطوط العريضة للخطاب الذي سيلقيه بنكيران أمام الحضور، وبالسيناريو الذي سيمر فيه: - بداية سيتم إطلاق مجموعة من الأناشيد (الدينية) بطريقة مسترسلة وبين الفينة والأخرى سيصعد بعض المناضلين المحليين لإخبار الساكنة بقرب وصول بنكيران. - بعدها سيلتحق بنكيران مرفوقا بمحمد الحمداوي وكيل اللائحة بالساحة المخصصة للتجمع محاطا بخمس حراس شخصيين محسوبين على رئاسة الحكومة، وبثلة من الشباب (فرسان العدالة والتنمية)، يتلوا الموكب زمرة من القياديين والقياديات ومناضلي الحزب بالإقليم. - بعدما سيلتحق بنكيران بالمنصة رفقة زمرته، سيفتتح الحفل الخطابي بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ليبدأ بنكيران في شحن الهمة وإثارة العواطف والاستعداد للبكاء. - بعدها ستعطى الكلمة للسيد بنكيران، ليبدأ كلمته بصوت خافت وخاشع ليعطي دروسا في الوعظ حول الزهد في الدنيا وقيمة الوفاء والإخلاص للحزب والمبادئ ويطنب كثيرا في الثناء والتنويه بالمكتب المحلي لحزب العدالة والتنمية بالإقليم على التزامهم وانضباطهم لقرارات الأمانة العامة للحزب رغم أنها لم تحترم قراراتهم في اختيار وكيل اللائحة من مدينتهم وقامت بإنزال أحد صقور الحزب من الفوق، ويثمن مواقفهم الرجولية المتمثلة في السمع والطاعة لأولي الأمر والخنوع لقراراتهم وهي الصفات التي يتميز بها مناضلوا العدالة والتنمية دون مناضلي باقي الأحزاب الأخرى، وهو ما يتناقض تماما مع روح دستور 2011 ومع ناضلت من أجله الهيئات الحقوقية والمجتمع المدني وما تدعو ليه من ضرورة تفعيل اللامركزية وإعطاء الجهات والأقاليم حق الاختيار والتدبير و... كما سيحث بنكيران مناضليه المحليون بالعمل على بذل مزيد من الجهد من أجل فوز لائحة الحزب. وفي خضم الخطاب سيتوقف بنكيران في لحظة من اللحظات، يعرف جيدا كيف يختارها، ليجهش بالبكاء وينطلق المناضلون في التهليل والتكبير، لينطلق في إثارة عواطف الجماهير عبر خطابات المظلومية والتحكم والمحاربة والفساد والمكر الذي تعرض لها حزبه ومازال يتعرض لها، وبعد أن يخلق حالة نفسية منكسرة ومضغضغة تجعل المتلقي والمستمع يصل إلى حالة نفسية تتغلب فيها المشاعر والعواطف على منطق العقل والتفكير والمنطق، وتهيئه لتقبل التأويلات والمرافعات الغير متماسكة التي سيدافع بها بنكيران عن القرارات (الإصلاحات) التي اتخذها في مدة ولايته وعن ضرورة التصويت عليه لاستكمال هذه الإصلاحات. في هذه اللحظة بالضبط، سيمر بنكيران إلى تقديم برنامجه في الولاية الثانية الذي هو عبارة عن استكمال للإصلاحات التي باشرها في هذه الولاية، وهكذا. - وعند حديثه عن إصلاح صندوق المقاصة ورفع الدعم عن المواد البترولية سيدافع عن هذا القرار بأنه أنقد مالية الدولة وأعاد التوازنات الماكرو اقتصادية، وهذا صحيح لكن السؤال المطروح هو: أليست الغاية من إصلاح صندوق المقاصة هو قطع الطريق أمام استفادة الميسورين من دعم الدولة لبعض المواد ؟ أليست الغاية هي توجيه ما ستوفره الدولة من هذا الإصلاح للأسر الفقيرة والفئات الهشة التي تستحق هذا الدعم، وأيضا الزيادة في ميزانيات القطاعات الاجتماعية ؟ ألم يكن الهدف هو تخصيص دعم مالي مباشر لهذه الأسر وهذه الفئات؟ كما يعلم الجميع فإن إصلاح صندوق المقاصة كان مطروحا في برامج حكومات سابقة لكنه كان مقرونا دائما بضرورة المحافظة على التوازنات الاجتماعية للحد من تأثير هذا الإصلاح على القدرة الشرائية للمواطنين عبر (دعم النقل العمومي، ودعم نقل البضائع ، ودعم المدرسة العمومية، ودعم الصحة، ودعم الأسر المعوزة، وخلق فرصا للشغل، ودعم البرامج الثقافية والفنية والرياضية، ...)، ولكي أوضح أكثر، لقد جل المواطنين عنذ تقديم مشروع إصلاح صندوق المقاصة مع الإجراءات الموازية، ورأوا بأنه من المنطقي أن لا يستفيد أصحاب السيارات من دعم الدولة للكازوال بحوالي درهم للنقل بسيارتهم الخاصة على حساب الدولة، لكنهم رفضوا رفضا تاما بأن يتحملوا تبعات عدم تأطير ومتابعة هذا الإصلاح مما أدى إلى ارتفاع في جميع الخدمات وفي جميع المواد الاستهلاكية، ورفضوا تماما عدم تحمل الدولة لمسؤولياتها في هذا الباب وأيضا جعل المواطن عرضة لشجع أرباب شركات البترول المتوحشة، إذ أن ثمن الكازوال يقارب 9 دراهم في الوقت الذي لم يتجاوز فيه ثمن البرميل في الأسواق العالمية 45 دولار. كما أدانوا عدم اهتمام بنكيران بمطالبهم المتعلقة بالتخلص من سيارات الدولة التي تقدر بعشرات الآلاف؟ ومن البونات التي توزع يسارا وشمالا؟ بل لربما زادت حضيرة سيارات الدولة وتم اقتناء سيارات جديدة فخمة بملايين الدراهم كل هذا أدى إلى استنزاف مالية الدولة التي عرفت أريحية أدى فاتورتها الطبقة المتوسطة والطبقة المعوزة فقط. إن الإشكالية الكبرى التي واجهت إصلاح صندوق المقاصة، منذ زمن بعيد، تكمن في الآلية التي ستمكن من تحديد لائحة المستحقين من الدعم، ولهذا كانت الأحزاب تطالب برقمنة المعطيات الشخصية وبطاقات الهوية لضبط هذه العملية، وهذه الآلية تبقى بيد السلطة لذلك جاء في الخطاب الملكي الأخير بأن محاربة الفساد لا يمكن أن يقوم به حزب لوحده إنه مشروع دولة. أقول للسيد بنكيران إن الحفاظ على مالية الدولة من مصلحة كبار المسؤولين بما فيهم الأحزاب والبرلمانيين وخدام الدولة الذين يستفيدون من تعويضات خيالية، ومن منح بما فيها منح المغادرة 70 مليون للوزير والتقاعد للبرلمانيين والوزراء، و...) لكن في غياب آليات لتوزيع الثروة ولتقنين آثار الإصلاحات على باقي أفراد الشعب تبقى هذه الإصلاحات عبارة عن إنجازات بالنسبة لكم في حين نعتبرها نحن أبناء الشعب تراجعات خطيرة رفعت مستوى المعيشة بالمغرب لمستويات قياسية وأجهزت على قدرتنا الشرائية وزادت من الهشاشة والفقر والحرمان ... - وبدل أن يحدثكم بنكيران عن الاستراتيجية الوطنية للتشغيل التي ضل يهلل بها إلى حدود الأشهر الأخيرة من ولايته، لتبين أنه كان يستعملها لبيع الوهم للشباب وإطفاء نار غضبهم فقط، سيراوغكم ويقوم بمغالطاتكم، حين سيتحدث عن مشروع تكوين 10000 مجاز في مهن التعليم، وهو التكوين الذي استنزف الملايين من الدراهم ليكتشف المستفيدون بأنهم خضعوا للتضليل بعدما قيل لهم أن الحاجة ماسة لرجال التعليم لكنهم، في حين وجدوا أنفسهم عرضة للبطالة مرة أخرى لأن أصحاب المدارس الخاصة لم يوظفوا إلا 67 متخرجا. - كما سيحدثكم بنكيران عن مشروع 25000 مجاز الذين سيلقون نفس المصير وسيتملص بنكيران من مسؤولياته في توظيفهم بحجة أن عليهم إنشاء مقاولات خاصة علما أن منطق الفوز بالصفقات العمومية في المغرب يعتمد على التدخل الحزبي والولاءات وتزكية خدام الدولة... - سيحدثكم بنكيران عن القضاء على الريع في الوظيفة العمومية وسيفتخر، من بلادته، بإنجازه المتمثل في إصدار المرسوم المشؤوم القاضي بفصل التكوين عن التوظيف وبقراره المتعلق بالتوظيف بالعقدة، أقول لأخي بنكيران بأن أبناء الشعب عانوا ومنذ الاستقلال من الزبونية الحزبية ومن القرابات العائلية ومن الولاءات أثناء اجتيازاتهم للمباريات، وكانت مباريات التعليم والصحة تشكل أملا بالنسبة لهم لولوج الوظيفة العمومية على اعتبار كثرة المناصب المخصصة لهذه القطاعات وعلى اعتبار أن الأساتذة المشرفين على هذه المباريات يتحلون بشيء من النزاهة. الآن أنتم تجهزون على آخر أمل لهؤلاء الشباب وتجعلونهم عرضة لجشع واستغلال القطاع الخاص علما أن التوظيف بالعقدة سيفتح المجال أمام الوزارات والمؤسسات العمومية للتعاقد مع شركات المناولة من أجل توظيف الأساتذة والأطباء والممرضون ... وما وقع مؤخرا بإحدى المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية لخير دليل على ما أقول. اليوم نعيش محطة أخرى من محطات الإجهاز على أمل أبناء الشعب في الظفر بعمل مستقر، فبعدما تم طرد أعوان الخدمة من الوظيفة العمومية مع بداية تفويت خدمات الحراسة والنظافة إلى شركات خاصة جاء الدور على باقي الأطر (التقنيون، المحررون، المتصرفون، الممرضون، الأساتذة، المهندسون، الأطباء، ...) الذين سيتم طردهم من التوظيف مع الدولة وسيتم الاستفادة من خدماتهم عبر شركات المناولة. (شركة المناولة تأخذ الملايين وترمي بالفتات لهذه الأطر وبدون ترسيم ولا تأمين ولا تغطية صحية ولا تقاعد...)، أليس هذا ما حدث بالضبط مع أعوان الخدمة. أما فيما يتعلق بالتوظيف بالتعاقد فسيستفيد منه الخبراء كما سماهم المرسوم وهم: المقربون الحزبيون، أبناء الوجهاء وخدام الدولة، ... حيث سيتولون القيام بدراسات لفائدة الوزارات بعقد محدد في الزمن يصل إلى خمس سنوات وبأجرة تصل إلى 50000 درهم مع منحة للمغادرة قد تصل إلى 700000 درهم. بنكيران إذن يغلق باب التوظيف ويسد باب الأمل أمام أبناء الفقراء ويفتح باب الريع أمام المقربين الحزبيين وأبناء الوجهاء وخدام الدولة والمحظوظون .... - سيحدثكم بنكيران عن إصلاح صندوق التقاعد، علما أن بنكيران لم يضطلع على الوضعية الحقيقية لهذا الصندوق، وهو ما اعترف به ضمنيا حين أفشى سر وجود سلطة ثانية من خارج الحكومة والتي تملك صلاحيات اتخاذ القرارات وهي التي تخبر خبايا الدولة، بمعنى أن فإن بنكيران لا يمكنه أن يضطلع على المعطيات الحقيقية للصناديق، لأنها هذه صناديق سوداء سيادية لا يعرف خباياها إلى الراسخون في العلم. ومن هذا المنطلق أسائل بنكيران، ما دام أن هناك تحكم وتسلط يحجب عن الأسرار والمعطيات الحقيقية لدواليب الدولة، لماذا تحملت هذه المسؤولية واقتطعت من أرزاق عباد الله وأجهزت على حقوقهم في التقاعد ؟ - سيحدثكم بنكيران بافتخار عن الزيادة في منحة الطلبة، بعدما أن سد باب التوظيف أمامهم، وسيتحاشى أن يحدثكم عن التسهيلات التي قدمها وزيره في التعليم العالي (صاحب مقولة لبغى يقير ولادوا يضرب على جيبو) للقطاع الخاص (موالين الشكارة) للقضاء على الجامعة المغربية العمومية كما حدث بالضبط للمدرسة العمومية. إن أكبر ضرب للديمقراطية هو ضرب مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم الجيد، على مر التاريخ الإسلامي بما أنكم تدعون المرجعية الإسلامية كانت كراسي العلم مفتوحة في المساجد في وجه الجميع. - لن يحدثكم بنكيران عن الصيد البحري والفلاحة رغم أنهما يشكلان النشاطين الاقتصاديين الأساسيين لمدينة العرائش، لأن هذا الملف يدبره وزير من القصر ولحسن الحظ، ولأن سكان البادية لا يصوتون على حزب العدالة والتنمية لأنهم لا يتفاعلون مع الخطابات ولحسن الحظ، بل هم برغماتيون يصوتون على المرشحين الذين يعيشون وسطهم ويتفاعلون مع معاناتهم ومشاكلهم اليومية لأنهم واعون بأن قرارات الدولة تبقى بيد النظام وهو فران وقاد بحومة. بينما يصوت سكان مدنية العرائش على المرشحين الذين يقطنون الرباط ويتم تعيينهم في الرباط. - لن يحدثكم بنكيران عن الإصلاح الضريبي لأن كل توصيات المناظرة الوطنية بقيت حبرا على ورق، كل ما قام به بنكيران هو العملية المرتبطة بالتسهيلات التي قدمها للذين هربوا أموالهم للخارج والتي حقق بفضلها 27 مليار درهم لا ندري ماذا فعل بها لأن مديونة الدولة بلغت خطا أحمرا. - كل ما سيقوله بنكيران عن التعليم هو أنه ناضل من أجل فرض تدريس المواد العلمية بالعربية لأنها لغة القرآن، وأن المشكل بالنسبة لحزبه هو أن هناك من يريد محاربة الإسلام بفرض تدريس المواد العلمية باللغات الأجنبية، وسيختتم تدخله ب" لا حول ولا قوت إلا بالله العلي العظيم". - كل ما سيقوله بنكيران عن إصلاح الإعلام والقنوات العمومية هو انجازه الذي يتجلى في تقديم الآذان مباشرة على القنوات العمومية إذا لم يكن هناك نقل مباشر لمباراة رياضية أو سهرة عمومية. - لن يحدثكم بنكيران عن الثقافة والفن لأن الشعر والفلسفة فسفطة ولأن الفن غوغاء ولهو ... - لن يحدثكم بنكيران عل قانون الإضراب، الذي مرره مؤخرا في الدقائق الأخيرة من المباراة، والذي يحتوي على إجراءات تضيق كثيرا على الاحتجاجات والإضرابات ببلادنا، وسيعاقب كل من سولت له نفسه بالاحتجاج باقتطاع سمين من أجرته، دون أن يجبر أصحاب المقاولات والقطاعات الحكومية على الجلوس مع ممثلي الأجراء ... - في الختام سيدعو أبناء مدينتكم للتصويت على لائحة حزب العدالة والتنمية لأنه تعرض للتحكم ويتعرض حاليا لحرب قدرة من طرف السلطات لأن لوبيات الفساد لا تريده أن يكمل الإصلاحات التي بدأها. هذا باختصار شديد ما سيقوله بنكيران وهذا هو منطقه في الإصلاح . أخي بنكيران التدبير لا يرتكز على حسن النية فقط ولكن يقتضي مهارات وكفءات ورؤية وإبداع وحس وحدس ومعرفة و... واسمحوا لي أن أقولها لكم بصراحة، إن السيد بنكيران ووزرائه في الحزب يفتقرون لكل هذه الملكات. نقول لبنكيران عد إلى المعارضة لأن الخدمة التي قدمها حزب العدالة والتنمية ودراعه النقابي من موقع المعارضة كانت جد إيجابية ا ومشرفة جدا وعلى العكس فإن الإصلاحات التي قمتم بها من خلال موقعكم في الحكومة كانت سلبية وأضرت بمصالح أبناء الشعب وأجهزت على حقوقهم ومكتسباتهم التاريخية، بينما قدمت خدمة كبيرة لخدام الدولة والأعيان والوجهاء. هيبتكم في المعارضة كانت تحد من القرارات اللاشعبية للحكومات السابقة وكان تعطيكم هبة ووقار، والله العظيم أشفقت عليكم في جلسة العمل الأخيرة وأنت مطأطأ الرأس. وأخيرا أقول للشعب المغربي، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه.

سعاد المغربي منذ 7 سنوات

حصيلة حكومية ضعيفة، تعنث في الحطاب، عدم تحمل رئيس الحكومة لمسؤولياته كرجل دولة بل ظل يتصرف كآمين عام لحزب، لم ينجح في أن يكون رئيس حكومة كل المغاربة, آسفة لا يمكن أن نغطي الفشل المحرق بغربال الكلام الفارغ آسفة لا يمكن أن أصوت على حزب العدالة والتنمية أنا مع التصويت العقابي لهذه الأسباب.

Yassar منذ 7 سنوات

آمين يارب العالمين

mohammad منذ 7 سنوات

الأحرى أن تقدم حصيلة أو حصلة حكومتك

شاهد منذ 7 سنوات

يقولون بأفواههم ماليس في قلوبهم...

benissa ait ljid منذ 7 سنوات

benissa ait ljid

التالي