محاكمة ثانية للبستاني قاتل الزوجين اليهوديين تكشف تفاصيل مقززة

26 أبريل 2017 - 18:40

ظهر استياء عارم لدى رواد القاعة 8 بغرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، صباح أمس الاثنين، وهم يستمعون إلى تفاصيل جريمة القتل المزدوجة التي ذهب ضحيتها زوجان يهوديان مغربيان بمنطقة لهجاجمة بالدار البيضاء على يد البستاني، الذي حكم عليه بالإعدام في هذا الملف الذي هز الرأي العام الوطني والدولي جراء تخوفات من كونها عملية إرهابية.

طأطأ رأسه وتحدث بصوت منخفض جدا، وهو يحكي تفاصيل ارتكابه للجريمة البشعة، بالكاد تخرج الكلمات مقتضبة من شفتيه، وهو ينظر أرضا، رغم إصرار القاضي على جعله يتحدث عن الموضوع، ويروي بالتفصيل ما حدث يوم الجريمة، غير أن البستاني بدا وكأنه يخرج أحشاءه، لتردده الكبير، ورغبته في الصمت، وإن كان يحاول ما أمكن تفادي أسئلة القاضي والإجابة عنها بتحريك رأسه سواء بالإيجاب أو النفي.

أمره القاضي برفع صوته كي يتمكن من الإنصات إلى روايته، غير أنه لا يتجاوز في ردوده على أسئلة رئيس هيئة الحكم بالقاعة 8، كلمة واحدة أو كلمتين على أقصى تقدير، وهو ما جعل القاضي يستفزه بأسئلة لمحاولة التفصيل الدقيق لوقائع جريمة قتل مقززة، تمكن خلالها البستاني من قتل مشغله اليهودي، وزوجته، وتقطيع جثتهما، ورميهما، قبل الاستيلاء على المجوهرات الذهبية، وتسليمها لزوجته وبيعها لتاجر الذهب، وهما معا ألقي عليهما القبض، وتتم محاكمتهما برفقته في ملف تابعته باهتمام الطائفة اليهودية بالمغرب.

وحسب تفاصيل الرواية التي سردها البستاني أمام القاضي، فإنه قدم في وقت مبكر يوم الجريمة، وحاول فتح باب الفيلا بمنطقة الهجاجمة، غير أنه وجده موصدا، ليعمد إلى الجرس. بعد لحظات قدم سام طوليدانو، وفتح الباب. رحب بالبستاني، وطلب منه الدخول كما جرت العادة..

سأل القاضي البستاني: كيف كان تعامله معك؟.. فأجاب البستاني: معاملة حسنة.. ثم صمت.. ليرد عليه القاضي: كان طيبا ويعاملك جيدا فلم قتلته؟.. فقوبلت عبارته الأخيرة بالصمت المطبق والرأس المطأطأ إلى الأرض.

حمل البستاني مقصا كبيرا يستعمل لجز العشب، فوجه ضربة قوية إلى رقبة سام طوليدانو.. صرخ الرجل المغدور.. نظر في وجه البستاني، وحاول المقاومة. غير أن ضربة ثانية كانت أقوى من الأولى عجلت بإسقاطه على أرض الحديقة.. تحسسه المتهم ليتأكد من أنه قد فارق الحياة، وبعدها شرع في البحث عن النقود في ملابسه التي كان يرتديها..

« مرة أخرى.. هل وجدت معه شيء وأنت تفتشه..  » سأل القاضي. ليجيب البستاني بالنفي، وكأنه يتمنى أن تنشق الأرض أمامه وتبتلعه، وهو يسمع همهمات الحضور، متأملين في ملامح القاتل الذي حرك المنتظم الدولي وكل الأجهزة المغربية، التي اكتشفت أن الجريمة لا علاقة لها بالإرهاب، وإنما جريمة قتل بهدف السرقة.

تأكد أن الضحية فارق الحياة، ولم يجد في حوزته شيئا، ليصعد إلى الطابق الثاني مباشرة، حيث ترقد فيتشي شتريت زوجة سام.. كانت السيدة لا تعرف ماذا جرى لزوجها، ولم تسمع صرخته التي أطلقها بعد تلقيه لضربة في نحره بواسطة مقص جز العشب. لكنها فوجئت بالبستاني، لحظة فتحت عينيها من النوم، وهو يعالجها بطعنة واحدة في عنقها كانت كافية لإردائها ميتة في الحال، دون أن تعرف جوابا لأسئلتها المتراكمة أثناء مشاهدتها للبستاني وهو يدنو منها في غرفة نومها، حيث كانت قبل ساعات ترقد مع زوجها سام طوليدانو.

القاعة تحسن الإنصات، والبستاني لا يشبع فضول المتتبعين، ولا ينساب مع أسئلة القاضي التي تحاصره شيئا فشيئا، وتحاول الوقوف على التفاصيل المملة لكل تحركاته وسكناته داخل منزل اليهوديين، الذي اعترف بأنه سبق له الصعود إليه، وإن كان لا يعلم أين يخفيان الحلي والمجوهرات والنقود.. أكد أن الطابق الأول لا يحتوى على شيء سوى أثاث خفيف. ولذلك لم يلج إليه، ليفضل الصعود مباشرة إلى الطابق الثاني، حيث صوان الملابس وغرفة النوم..

رفع القاضي رأسه وهم بمواصلة أسئلته، غير أن ملامح وجه البستاني ذي اللحية الخفيفة البيضاء، والتعب البادي عليه، جعلت القاضي يتوقف عند مقتل فيتشي شتريت ووجود البستاني داخل غرفة نومها، بعد أن وزع الموت على العائلة اليهودية بالدار البيضاء.. ليقرر تأجيل الاستماع إلى البستاني، وقتله للزوجين اليهوديين إلى الجلسة المقبلة.. ليتم اقتياده إلى الغرفة الزجاجية داخل القاعة.. فجلس وأخفى وجهه بين راحتيه وأخفى رأسه متكئا على حاجز الغرفة. في حين تم اقتياد زوجته وتاجر الذهب إلى قبو المحكمة لإعادة الجميع إلى السجن، في انتظار مواصلة المحاكمة.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

fassi منذ 6 سنوات

اعترف بالقتل العمد مع سبق الاصرار يجب اعدامه في الحين ليكن عبرة للاخرين لان النفس عزيزة عند الله ومن يتكلم على الغاء عقوبة الاعدام يجب علينا رجمه لان المجرم والسفاح يجب ان يعدم بالحرق امام الملا ويجب محاربة جمعيات الكيلو التي تدافع عن المجرمين وعن المثليين دائما يمشون ضد التيار .

سمير التدلاوي منذ 6 سنوات

ما جدوى، وما معنى، وفيم تفيد الأحكام ما دامت لا تُنفَّذ. بعد مدة سوف يصبح هذا البستاني نجما تلفزيونيا؛ يتم استجوابه في الريبورتاجات المخدومة؛ التي تروج للجمعيات إياها الداعية إلى إلغاء الحكم بالإعدام؛ حتى نتناغم مع توصيات جمعيات دولية لا يُؤبه لصراخها في بلادها بينما تستطيع عندنا أن تجمد تنفيذ الأحكام؛ وكأن بلدنا ليست له سيادة ولا استقلالية في قراره. وعندما يتحول هذا القاتل إلى نجم تدافع عنه الجمعيات ويظهر في التلفزيون؛ فإن أطفالنا وشبابنا سوف يحلمون بأن يصبحوا مثله نجوما. ومع ذلك نتساءل كيف أصبح شعبنا المسالم عبر التاريخ عدوانيا في أقل من بضع عقود.

التالي