طارق: لهذه الأسباب يصعب إنتاج ماكرون مغربي

15 مايو 2017 - 02:00

يرى حسن طارق، أستاذ العلوم السياسية، ونائب برلماني سابق أنه لا يمكن تصور وجود زعيم في المغرب مثل ماكرون ».
واعتبر طارق في حوار مع « أخبار اليوم 24″ أن هناك مجموعة من الأسباب التي تجعل وضعنا بالمغرب يختلف عن الوضع السياسي بفرنسا، ومن أبرزها ثقل الثقافة السياسية المحافظة التي تفرض فرز نخب وقيادات بناء على تراتبية اجتماعية ».
وسجل طارق أن ظاهرة فرز النخب، أو ما يسمى « التنخيب » له آليات صعبة ومعقدة في المغرب، لهذا، فإن الولوج إلى النخبة تمرين صعب ومحدداته تقليدية مبنية على الولاءات والعائلة والنفوذ.

هل يستطيع النسق السياسي المغربي إنتاج زعامات من خارج نسق السلطة والأحزاب، مثل حالة الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون؟
لا يمكن ذلك، إذ هناك مجموعة من الأسباب التي تجعل وضعنا بالمغرب يختلف عن الوضع السياسي بفرنسا، ومن أبرزها ثقل الثقافة السياسية المحافظة التي تفرض فرز نخب وقيادات بناء على تراتبية اجتماعية. من جهة أخرى، ظاهرة فرز النخب، أو ما يسمى « التنخيب » له آليات صعبة ومعقدة في المغرب، لهذا، فإن الولوج إلى النخبة تمرين صعب ومحدداته تقليدية مبنية على الولاءات والعائلة والنفوذ. أعتقد هنا أن الخطاطة التي رسمها الباحث الأمريكي جون واتربوري، في كتابه حول: « الملكية والنخبة السياسية » منذ سنوات، لازالت تشكل نواة لفهم كثير من مسالك المرور إلى النخبة بالمغرب. وقد أظهرت الطريقة التي تشكلت بها حكومة العثماني مدى وجود المصالح والعائلات والمعايير التقليدية التي تتحكم في التنخيب.
لكن المجتمع المغربي بدوره لم يتطور سياسيا؟
فعلا هناك ضعف التسييس داخل المجتمع المغربي، لهذا فإن ظواهر مثل ماكرون لا يمكن تصورها بالمغرب. لقد أنشأ هذا الرجل في فرنسا حركة سياسية لم يتعد عمرها 12 شهرا ونجح في إقناع الرأي العام الفرنسي بمشروعه، لأن الشعب الفرنسي مسيس، أما في المغرب، فهناك ضعف التسييس، ويعود سبب ذلك إلى ثقل التاريخ، وهامشية السياسية.
لكن هناك وسائل أخرى ساهمت في بروز ماكرون، مثل الدور الذي لعبته وسائل الإعلام؟
من المعروف أنه لصناعة قيادات جديدة لا بد من التوفر على منظومة قادرة على الترويج لمثل هؤلاء النجوم من خلال وسائل الإعلام، ومثل هذه المنظومة غير موجودة بالمغرب ولهذا لا توجد شروط اجتماعية ولا سياسية ولا إعلامية لظهور مثل هذه الظواهر.
هل يضع النظام السياسي نفسه حدودا للزعيم السياسي؟
بالطبع، لأن النظام السياسي مبني على مركزية الفاعل، ولهذا يصعب تصور وجود مساحة لبناء الرموز، وإذا برز زعيم حزب ما، فإن النسق السياسي يرسم له حدودا في الزمن وفي مساحة التحرك. هناك حالات محدودة تجاوزت السقف مثل حالة الزعيم علال الفاسي، لكن ذلك حدث في ظرفية خاصة، بحيث كانت تلك أول ظاهرة يتحول فيها فاعل سياسي إلى رمز وطني.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

morad منذ 6 سنوات

باختصار الدمقراطية الفرنسية هي المنتجة للسيد ماكرون أما المغرب فكما أعلن مكتب دراسات أوروبي مأخرا أن بيننا وبين أوروبا خمسون سنة كي نصل لإنتاج مثل السيد ماكرون وأنا أعتقد 500سنة إذا ضل الوضع لما هو عليه وشكرا

عبدو منذ 6 سنوات

لقد قررت نبيلة منيب التخلي عن الترشيح مستقبلا وفي ذلك جزء من التخلي عن السياسة ، واليوم نسمع عن استقالة بنكيران من السياسة وقيادة حزبه ... لماذا كان الاختيار على هاتين الشخصيتين لاتهما ينتميان لأحزاب بعيدة بمساحة معينه عن السلطة ... اختيار هؤلاء يؤكد قول السيد طارق بأنه من الصعب العمل السياسي بحرية داخل بنية سياسية تقليدية تعمل على رسم الخريطة السياسية بما يخدمها وغير مستعدة للتطور والانفتاح ، لهذا نجد النخب التي تقود البلاد تتوزع بين أصحاب المال والعائلات والمقربون ، وبالتالي النخب السياسية تجد نفسها محاصرة ومشلولة وغير قادرة على الفعل ما يدفعها إلى الاستسلام أو الاندماج داخل نفس البنية ، بل الأخطر عندما تتحول أحزاب سياسية إلى خادمة لنفس البنية وتشتغل بنفس العقلية التقليدية ، ومن يقرأ الوثيقة السياسية الأخيرة للاتحاد الاشتراكي يلاحظ حجم التحولات التي يعمل أمين عام الحزب على إدخالها إلى منظومة الحزب وهذا الأمر يحتاج إلى كثير من التفصيل ... نقس الأمر ينطبق على التحولات الجارية داخل حزب العدالة والتنمية ..هذه البنية التي كانت في السابق تصنع لنفسها أحزابا ومجتمعا مدنيا وحقوقيا ، اليوم تسلك طريقا الآخر وهو الفعل داخل البنية الحزبية التقليدية ، وما يتعرض له حزب الاستقلال إلا محاولة تشكيله بالصورة التي تريدها البنية ، هذه الأمور لا تسمح لعملية التسييس الولادة والنشأة بطريقة عادية ، أما التسييس الذي يتم خارج البنية داخل الأحزاب الغير مرتبطة بالسلطة فتتم مراقبته ومحاصرته واستدراج نخبه نحو الريع أو السلطة ...

التالي