الفرقة الوطنية تدخل على خط قضية بارون المخدرات الفار من قلب المحكمة

18 يونيو 2017 - 20:01

يبدو أن قضية فرار بارون المخدرات « مصطفى بوطاهيري » من داخل أسوار المحكمة الابتدائية بالعرائش، تندر بالمزيد من المفاجآت الغير السارة، خصوصا وأن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد دخلت على الخط، حيث حضر عدد من عناصرها بالمدينة لتعقب الخيوط التي يمكن أن تكشف عن خبايا وتفاصيل واقعة الفرار التي أثارت استغراب الرأي العام، بإجرائها لبحث قضائي لتحديد مدى المسؤولية الجنائية للأمنيين المتورطين في واقعة الفرار.
وبينما كانت قد شرعت الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الإقليمية بالعرائش، في الاستماع إلى بعض المعتقلين الـ 11 الذين كانوا على متن سيارة الشرطة التي استقدمت « بوطاهيري » من السجن إلى المحكمة، باعتبارهم شهود عيان، دخلت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على الخط، حيث حلت بالمدينة بشكل سري، إذ شوهد عناصرها، أمس السبت، على متن سيارتين تتجولان بحي المغرب الجديد المحاذي لبناية المحكمة.
وفي إطار البحث الإداري، حل مسؤولون أمنيون من ولاية الأمن بتطوان، بالمنطقة الإقليمية للأمن بالعرائش، وأنجزوا ملفا متكاملا يتضمن تقارير وأبحاث إدارية، من المفترض أن تتوصل بها المديرية العامة للأمن الوطني بشكل عاجل، لتحديد مدى التقصير الإداري للأمنيين الخمسة الذين كانوا يباشرون مهام حراسة المعتقلين، حيث تم إبعادهم جميعا من المحكمة كإجراء أولي، في انتظار ما ستقرره المديرية العامة.
ويبدو أن المحققين المكلفين سواء بالبحث القضائي أو الإداري سيطلعون على تسجيلات وثقتها الكاميرا المثبتة فوق المخفر « تحت أرضي » المخصص لحراسة المعتقلين، والتي سبق لوكيل الملك أن اطلع على فحواها، حيث يبدو الإهمال واضحا من طرف عناصر الأمن، إذ بدا الضابط « حميد » متراخيا بشكل مثير، في الوقت الذي كان زميله « فكري » يتحدث في الهاتف غير آبه بنزول المعتقلين من سيارة الأمن، وهو الوضع الذي استغله البارون لتنفيذ خطته بنجاح.
وقد تبين أن تراخي وإهمال الأمنيين كان جليا، وفق ما كشفت عنه الكاميرا، حيث ما أن أوقفوا سيارة نقل المعتقلين داخل الطابق « تحت أرضي »، حتى سارعوا إلى إنزال المعتقلين، دون إغلاق باب هذا الطابق لتأمين المكان، ليظهر بارون المخدرات وهو دون أصفاد، فدفع بيديه المفتولتين صدر الضابط « حميد »، قبل أن ينطلق كالسهم، حيث وجد الباب مفتوحا على مصراعيه، فنفذ خطته في ظرف ثوان معدودة، حيث نط من السور الخلفي للمحكمة.
وتعود تفاصيل الفرار « الهوليودي » لبارون المخدرات، إلى الاثنين الماضي، حيث استغل تراخي الأمنيين المعنيين، وكذا مسؤوليهم الذين كان يجب عليهم تعزيز الحراسة أثناء نقله، ما ينذر بتوسيع دائرة البحث، في الوقت الذي تروج أخبار عن فرار البارون إلى الديار الاسبانية بطريقة سرية، على متن زرق مطاطي، كان ينتظره بأحد شواطىء المنطقة.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي