الشرطة "تطوف" متهما بفاس وسط حشد كبير ومصدر أمني يوضح

21 يونيو 2017 - 00:42

بعد أن شاعت عملية « التطويف » في عدد من المدن المغربية لعتاة المجرمين قبل الإلقاء بهم في السجون، وذلك بغرض ردع الجريمة وجعل المذنبين عبرة لغيرهم، وما تسبب فيه ذلك من ضجة حقوقية داخل وخارج المغرب، عاد نفس المشهد إلى مدينة فاس يوم أول أمس الأحد، حين اعتقلت فرقة أمنية خاصة للشرطة أحد المتهمين بحي « عوينات الحجاج » الشعبي، وقامت « بتطويفه » مكبل اليدين وسط جمهور غفير من الناس، قبل أن تضعه داخل سيارة الأمن وتقتاده إلى مقر الشرطة.

وعلم « اليوم 24 » من مصادر قريبة من الموضوع بأن حي « عوينت الحجاج » الشعبي، عاش بعد ظهر يوم أول أمس الأحد، حالة استنفار أمني غير مسبوق، بعد أن حلت بالحي فرقة خاصة من عناصر الشرطة القضائية مدعومة بعناصر « الصقور » بفرقة الدراجين، والذين طاردوا الشخص المطلوب وهو من ذوي السوابق العدلية في السرقات المتعددة تحت التهديد بالسلاح، مشهور بلقب « المجانين »، حيث تقدم ضده مؤخرا العشرات من ضحاياه أغلبهم من النساء والتجار بشكايات يتهمونه بسلبهم أموالهم وممتلكاتهم، مما عجل بالتحرك الأمني لاعتقاله.

وأضافت المصادر ذاته، أن الشخص المبحوث عنه، قاوم عناصر الشرطة وهددهم بواسطة سيف طويل، حيث استغرقت عملية مطاردتهم له بالحي الشعبي « الحجاج » أزيد من ثلاث ساعات قبل أن يتمكن عدد من سكان الحي من بينهم شرطي سابق، من القبض عليه وسط السوق الأسبوعي لحي « عوينت الحجاج »، حيث عرضوه للضرب قبل أن يسلموه للشرطة، والتي قامت بتطويفه والدماء تنزف من رأسه وهو مكبل اليدين وسط حشد كبير من الناس تابعوا العملية من داخل السوق الأسبوعي حتى مقر الشرطة بنفس الحي.

وفيما لم تخف شريحة من أهالي مدينة فاس ترحيبها بهذه العملية إثر تواتر حوادث السرقة والسلب والاعتداء في وضح النهار، فإن الصور و »الفيديوهات » والتي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، صورها ونشرها مواطنون عاينوا واقعة اعتقال الشاب و »تطويفه » قبل نقله إلى مقر الشرطة، خلفت ردود أفعال متباينة ما بين مؤيد ومعارض، حيث اعتبر عدد ممن اطلعوا على الصور و »الفيديوهات » والتي حققت نسبة عالية من المشاهدة، بأنها مشاهد « فظيعة » وتبث الحياة في ممارسة بائدة تنتمي إلى العصور الوسطى.

الإدارة العامة للأمن الوطني التزمت الصمت حتى الآن حيال الحادث، في المقابل نفى مصدر أمني بفاس واقعة « تطويف » الشخص المبحوث عنه في جرائم السرقة والاعتداء على الناس بالسلاح الأبيض، وفسر الواقعة على أن عناصر الشرطة وجدوا صعوبات في إدخال سيارة الأمن إلى داخل السوق الأسبوعي لحي « عوينت الحجاج »، وذلك لعدم وجود مسلك يسمح بمرور السيارة، مما أجبر الشرطة عقب تسلمهم للشخص من يد المواطنين الذين أوقفوه بداخل السوق، على اقتياده مترجلا برفقة عناصر الأمن وسط الحشد الكبير من الناس، إلى أن أوصلوه إلى خارج السوق حيث كانت سيارة الأمن تنتظرهم، وهو ما رد عليه مواطنون عاينوا الحادث بأن الشاب جرى « تطويفه » عبر أزقة وشوارع الحي كما تظهر الفيديوهات الحية والمسجلة والتي نشرها أصحابها بمواقع التواصل الاجتماعي.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي