والدة محسن تروي قصة تغلبه على الاعاقة لانتزاع "الباك" بميزة شرف

22 يونيو 2017 - 20:00

كيف استقبلتم كأسرة خبر نجاح ابنكم محسن بميزة مشرفة؟

بطبيعة الحال كنا سعداء جدا، لا يمكنك أن تتخيلي حجم الفرح الذي اختلجنا أنا ووالده والأسرة ككل. الجميع سعيد لمحسن وهو أسعد.

 

ولكن، ما هي الصعوبات التي واجهت محسن أثناء تحضيره امتحانات الباكالوريا هذه السنة بالنظر إلى وضعه الخاص؟

كيف يسعني أن أسرد لك الصعوبات.. لم يكن من السهل أبدا أن تكلل مجهوداته بالنجاح في الأخير وفوقها الميزة المشرفة «حسن». بالنظر إلى وضعه الخاص، واجه محسن مجموعة من الصعوبات والعراقيل منذ البداية، وأهمها أنه لا يوجد وعي كامل وكبير في المجتمع بخصوص الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والأصعب والأنكى من هذا أنه لا توجد ثقة في قدرات الأطفال الذين يعيشون وضعية خاصة، فبالرغم من كل الحملات التحسيسية والتوعوية لايزال الكثيرون يحملون في جعبتهم أفكارا غير صائبة حول هؤلاء الأطفال، ويعتبرونهم عالة على المجتمع، وليس بمقدورهم القيام بأي مجهود أو منفعة للبلد.

 

تتحدثين بحرقة كبيرة.. من الصعب أن يكون المرء والدا لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، صحيح؟

ذلك صحيح، ولطالما ترددت على مسامعي بعض العبارات المستفزة من قبيل: «مافلحو حتى الصحاح، عاد يفلحو المعطوبين»، أنا كأم لمحسن المصاب بشلل دماغي، حاولت، منذ البداية، إدماجه في المجتمع، منذ كان رضيعا، وقرأت حول مرضه، وسمعت نصائح الأطباء، وحاولت مساعدته نفسيا لتقبل مرضه، وأن يندمج في المجتمع بطريقة سلسة لا تجعله يحس بنقص أمام الآخر، ولكن، بعد بلوغه مرحلة الدراسة، واجهنا عائقا آخر هو قبوله في المدرسة كباقي الأطفال، فلطالما أغلقت وجوه المدارس في وجهنا باعتبار أنها ليست لهذا النوع من الأطفال. كانوا يواجهوننا بهذه العبارة، وكنت أحزن كثيرا، ولكني لم أستسلم أبدا، واضطررت إلى تقديم استقالتي من عملي في مجال التأمينات وتفرغت لمحسن، لأن هدفي في الحياة هو أن أكون سنده وأوصله لبلوغ هدفه في الحياة. أنا أعمل كل ما في وسعي لأكون أما جيدة لمحسن، والحمد لله «ربي ماخيبنيش»، لأن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر، واعتبار الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عالة على المجتمع. إن من يظنون ذلك هم المعاقون.

 

كيف كان يحضر محسن للامتحانات؟ ألم يرتبك؟

كنت أنا ووالده حريصين على مساعدته بهذا الخصوص، وكان يحضر للامتحان الوطني كباقي الأطفال العاديين، ولكن، بالنظر إلى كونه يستوعب بالسمع أكثر من الكتابة، اعتمدنا وسيلة الدعم، وكان يدرس أيضا في البيت لوحده ويستعد نفسيا، ويوم الامتحان ساعدته جيهان، ابنة خاله التي تصغره، في الكتابة.

 

أكيد أن لدى محسن طموحا بعد حصوله على الباكالوريا، ما هو؟

بعدما حصل محسن على الباكالوريا في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية، قرر أن يحقق طموحه منذ صغره، ويتابع دراسته في كلية الحقوق باللغة الفرنسية.

 

ما هي المادة التي كان محسن متميزا فيها؟

بصراحة، ودون تفاخر، كان محسن متميزا في كل المواد.

 

هل كان محسن يدرس في ثانوية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة أم في ثانوية عمومية؟

لا، أبدا، طيلة مساره الدراسي كان دائما يدرس في ثانوية عادية، مع باقي الأطفال العاديين.

 

وما علاقته بالفنان المغربي رشيد الوالي؟

رشيد يعد أخا وصديقا العائلة، تجمعنا بهم كأسرة صداقة متينة وممتدة لسنوات، ويعرفون محسن منذ كان طفلا.

 

كيف استقبل محسن نجاحه؟

لا يمكن أن تتصوري كم كان سعيدا بنجاحه، إلى درجة أنه وقف على رجليه تاركا الكرسي المتحرك ليمشي خطوتين إلى الأمام. هذا شيء مبهر ومفرح، ما شاء الله عليه.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي